بدأت مسألة موت الجاسوس الروسي المنشق الكسندر ليتفينينكو في لندن تتخذ أبعاداً سياسية أوسع، بعدما عقدت لجنة الطوارئ البريطانية اجتماعاً خاصاً لبحث الموضوع. وأعلنت موسكو استعدادها للمساعدة في التحقيقات الجارية على رغم تحذير مصادر الكرملين من"مؤامرة"ضد روسيا. ومع أن القمة الروسية - الأوروبية التي عقدت الجمعة في هلسينكي لم تبحث مباشرة ملف موت الجاسوس الذي أفادت أجهزة التحقيق البريطانية بأنه تناول جرعة من مادة مشعة أدت إلى وفاته، حضت جهات أوروبية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على المساعدة في التحقيق. وعقدت لجنة الطوارئ البريطانية كوبرا التي تجتمع فقط في حالات تتعلق بأمن البلاد والتي تضم ممثلين عن الوزارات وقادة الأجهزة الأمنية، اجتماعاً أمس لبحث الموضوع أعلن من بعده أن لندن طلبت من موسكو المساعدة في تقديم أي معلومات تساعد تحقيقات اسكتلنديارد. وكان الكرملين أعرب عن استيائه بسبب"استغلال بعض الجهات حوادث للإساءة إلى روسيا"ولفت مساعد الرئيس سيرغي ياسترجمبسكي إلى ما وصفها"من غرائب الصدف عندما يتزامن موت شخصيات معينة معروفة بأنها معارضة مع فعاليات سياسية كبرى"، مشيراً إلى أن هذا الأمر تكرر اكثر من مرة و"على رغم أنني لست من أصحاب نظريات المؤامرة، لكن تكرار الصدف على هذا النحو يشير إلى خطة كبرى تهدف إلى استفزاز روسيا وقيادتها وزعزعة الأوضاع فيها"، وأضاف انه في هذه الأحوال ينبغي"وضع السؤال المنطقي: لمصلحة من كل هذا؟". وفي روما أ ف ب اعتبر ماريو سكاراميلا الذي كان آخر من اتصل به ليتفينينكو قبل موته أن الكرملين أمر بقتل العميل الروسي السابق لما كان يعلمه. وأكد سكاراميلا في مقابلة مع صحيفة"كورييري ديلا سيرا"أن"ليتفينينكو لم يمت بمرض... لقد قتل لما كان يعلمه. وكل ذلك موجود في وثائق لجنة ميتروخين". وكان سكاراميلا وهو أستاذ في جامعة نابولي، مستشاراً في تحقيق برلماني إيطالي اجري حول ملف ميتروخين الذي يتعلق بالجواسيس الذين جنّدهم جهاز"كي جي بي"في إيطاليا. وكانت لجنة التحقيق التي شارك فيها ليتفينينكو برئاسة باولو غوزانتي السناتور في حزب فورتسا إيطاليا حزب رئيس الحكومة السابق سلفيو بيرلوسكوني. وأفادت صحيفة"ذي غارديان"البريطانية بأن سكاراميلا سلّم رسائل إلكترونية تشير الى ان اجهزة الاستخبارات الروسية كانت تعتزم استخدام القوة ضد الكسندر ليتفينينكو ورجل الأعمال بوريس برزوفسكي المعارضين الروسيين للرئيس فلاديمير بوتين المقيمين في بريطانيا، للكولونيل السابق في أف سي بي كي جي بي سابقاً في الأول من تشرين الثاني نوفمبر. التعذيب على صعيد آخر، نددت لجنة مكافحة التعذيب التابعة للأمم المتحدة بالاستعمال"الشائع"للتعذيب في روسيا من جانب الشرطة والقوات المسلحة، داعية هذا البلد إلى وضع حد للتعذيب والتحقيق في حالات سوء المعاملة. وأعربت لجنة القانونيين العشرة المستقلين في بيان عن"قلقها من الادعاءات الكثيرة عن وجود أعمال تعذيب تنسب إلى رجال مكلفين تطبيق القوانين"معتبرة أن هذه الادعاءات"ثابتة وذات صدقية". وتحدثت اللجنة التي تنظر في احترام الدول للشرعة ضد التعذيب، عن قلقها تجاه"المعلومات الضعيفة نسبياً عن وجود مضايقات وعمليات قتل في حق صحافيين ومدافعين عن حقوق الإنسان". وبالنسبة إلى الشيشان، أعربت اللجنة عن قلقها لوجود مفترض"لأماكن اعتقال غير رسمية"في شمال القوقاز حيث يتعرض المعتقلون للتعذيب أو لسوء معاملة غير إنسانية. ويتناول التقرير المؤلف من 12 صفحة عمليات"خطف واختفاء قسري يقوم بها رجال الدولة"أو آخرون يتحركون"بطلب منها أو بموافقتها".