صنّفت ايران نفسها أمس،"قوة سوبر إقليمية"، مؤكدة المضي في برنامجها النووي، في وقت ألغيت زيارة وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي لموسكو، تزامناً مع الانقسام الواسع بين القوى الست الكبرى والذي يحول دون التوصل إلى اتفاق في مجلس الأمن على فرض عقوبات ضد طهران راجع ص 8. وأعلن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي أن"الشعب الإيراني يواصل بتصميم مسيرته المظفرة في المجال النووي من أجل استخدام طاقات هذا الجيل الذكي والواعي الذي يتحدى يوماً بعد يوم معتقدات الغرب". وأضاف ان"غالبية دول العالم تعتقد بأن الطاقة النووية يجب ألا تكون حكراً على بعض القوى الكبرى"، مؤكداً أن"هذه الدول تشجع الشعب الإيراني في الطريق التي اختارها للمقاومة". أما قائد القوات البرية في"الحرس الثوري"محمد رضا زاهدي، فقال إن"العدو"الأميركي يعي أن إيران تحولت قوة"سوبر إقليمية"تملك الاستعداد"للرد بقوة على اي هجوم يستهدفها"، مؤكداً في الوقت ذاته ان طهران"لا تنوي مهاجمة اي بلد". في غضون ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الروسية إلغاء زيارة متقي لموسكو، التي كانت مقررة اليوم، من دون إعطاء اي توضيح. وكان مفترضاً أن يبحث متقي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في برنامج إيران النووي والوضع في الشرق الأوسط، في موازاة مناقشة مجلس الأمن الملف النووي لبلاده. واعتبر مساعد وزير الدفاع الأميركي لشؤون الدفاع الدولي بيتر رودمان، على هامش اجتماعات اللجنة العسكرية الأميركية - الأردنية في عمّان، أن إيران تشكل"خطراً كبيراً"على واشنطن وحلفائها العرب. في غضون ذلك، فشل اجتماع الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن في الاتفاق على مشروع قرار يفرض عقوبات على إيران، نتيجة تباين وجهات النظر بين روسيا والصين من جهة، والولاياتالمتحدة والأوروبيين من جهة أخرى. واعتبر السفير الصيني لدى الأممالمتحدة وانغ غوانغيا عقب الاجتماع الذي عقد في مقر البعثة الفرنسية لدى المنظمة الدولية ليل الثلثاء - الأربعاء، انه"لا يمكن تخطي الخلافات حول بعض المواضيع الصعبة". وأكد المندوب الأميركي لدى الأممالمتحدة جون بولتون أمس أن حجم الخلافات بين سفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن و"التباين في تفسير ما حصل بين وزراء الخارجية والمديرين السياسيين"أثناء اجتماعهم في شأن الخطوة التالية نحو إيران، أدى الى احالة المسألة الى العواصم وانتظار التعليمات. وقال:"من الواضح أنه يجب أن نحصل على تعليمات من عواصمنا في ضوء التباين في تفسير ما حصل، وهناك اختلافات واسعة في الآراء حول ما اتفق عليه وزراء الخارجية، وهناك الكثير من الاختلافات". وحسب بولتون، سيجتمع سفراء الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين في وقت لاحق من الأسبوع الحالي. وحسب مصادر في مجلس الأمن فإن"الروس يريدون تضييق مدى الاجراءات"التي تدخل في خانة العقوبات على إيران، ويريدون"التقليل من شأن برنامج إيران النووي".