حض الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، خلال جلسة محاكمته في قضية الانفال أمس، العرب والاكراد الى"التسامح والعفو والتصالح ومصافحة ايدي بعضهم البعض". ورفعت جلسة محاكمة صدام في قضية الانفال الى اليوم الأربعاء التي استؤنفت أمس بعد يومين من الحكم عليه بالاعدام شنقاً بارتكاب جرائم ضد الانسانية في قضية مقتل 148 عراقياً من بلدة الدجيل. وحضر الرئيس المخلوع وستة من اعوانه أمس الجلسة بتهمة ارتكاب"ابادة جماعية"بحق الاكراد خلال"حملة الانفال"العام 1988، فيما غابت هيئة الدفاع بعد انسحابها اثر تعيين قاض جديد هو محمد العريبي قبل فترة. ورفض صدام حسين، خلال الجلسة، افادة شاهد اثبات اكد حصول عمليات قتل جماعي ارتكبها الجيش العراقي، قائلا"لا يوجد ما يؤكد ما يقوله". وقال رداً على كلام الشاهد، الذي سمع كلاما مفاده ان صدام وصف الاكراد بأنهم"مخربون"، ان"اقرب الناس اساءوا للرسول صلعم، بينهم اعمامه لكنه عفا عنهم عندما فتح مكة. والسيد المسيح طلب المغفرة لمن اساء اليه في محنته المعروفة". واضاف"ادعو العراقيين عرباً واكرداً الى ان يتسامحوا ويعفوا ويتصالحوا". واشار الشاهد قاهر خليل محمد، من قرية خرمات قرب دهوك، الى عمليات"اعدام جماعية"ارتكبها الجيش العراقي خلال حملة الانفال بحق عدد من اقاربه، وضمنهم والداه وشقيقاه وسكان قريته. وفضلاً عن شهادة قاهر استمعت المحكمة خلال جلسة أمس الى افادات ثلاثة من شهود الاثبات الاكراد الآخرين. ويحاكم، اضافة الى صدام، في قضية الانفال، التي اسفرت عام 1988 عن مقتل حوالى مئة الف كردي وتدمير ثلاثة آلاف قرية وتهجير عشرات الآلاف، ابن عمه علي حسن المجيد، مدير الاستخبارات العسكرية السابق وصابر عبد العزيز الدوري ومحافظ الموصل خلال حملة الانفال طاهر توفيق العاني ووزير الدفاع السابق سلطان هاشم احمد الطائي وعضو القيادة العامة للقوات المسلحة حسين رشيد التكريتي ومدير الاستخبارات العسكرية في المناطق الشرقية فرحان مطلك الجبوري. في غضون ذلك، جدد الناطق باسم الحكومة الكردية خالد صالح"معارضة حكومة الاقليم تنفيذ الحكم بصدام قبل انهاء قضية الانفال بحضوره". وكان رئيس كردستان مسعود بارزاني رحب بقرار الاعدام مشيرا الى ان قرار المحكمة كان عادلا ومتفقا مع ما ارتكبه صدام من جرائم ضد اهالي الدجيل. من جهة أخرى، دعت الاحزاب العربية في كركوك الحكومة العراقية الى"الاخذ بعين الاعتبار المواقف الدولية والاقليمية المعارضة لقرار اعدام الرئيس العراقي السابق"وأشارت في بيان الى ان"اعدامه في ظل الشكوك والاتهامات التي طاولت نزاهة المحكمة وتدخل الادارة الاميركية بالقرار سيزيد من شعبية الرئيس العراقي المخلوع حتى بعد اعدامه".