شهدت محافظة الديوانية 180 كلم جنوببغداد في الأسابيع الأخيرة موجة من العنف صاحبها تصاعد ملحوظ في عمليات الاغتيال التي طالت عدداً من أبناء المحافظة من مختلف انتماءاتهم، وأصبحت سجلات الطب العدلي في المستشفى العام تستقبل بين فترة وأخرى جثثاً تعود الى أعضاء سابقين في حزب البعث المنحل والمترجمين العاملين مع قوات الاميركية ورجال الجيش والشرطة في المحافظة. وتشكل عمليات الاغتيال، إلى جانب المواجهات المسلحة التي تخوضها قوات الجيشين العراقي والأميركي مع المسلحين، هاجساً مخيفاً لأهالي الديوانية خصوصاً بعد انتشار اشاعات تفيد باعتزام قوات مشتركة عراقية واميركية مداهمة منازل المسلحين ومعظمهم من عناصر جيش المهدي التابع للزعيم الشيعي مقتدى الصدر والاشتباك معهم في المناطق الآهلة بالسكان التي يقيمون فيها. وقال عضو المجلس البلدي في المدينة نجم حامد ل"لحياة"ان"الوضع الأمني في محافظة الديوانية تدهور كثيراً في الشهور الأخيرة، وعمليات الاغتيالات ظاهرة تشغل الشارع بعدما استفحلت بشكل مثير"، مشيراً الى ان"الأيام الثلاثة الأخيرة شهدت اغتيال ضابط وجندي في الجيش وثلاثة مترجمين ومواطن آخر من قبل مسلحين مجهولين ما يدل على استفحال ظاهرة جرائم الاغتيال". وحمل حامد الأجهزة الأمنية في المحافظة مسؤولية هذا التدهور مطالباً اياها ان تكون حازمة في تحديد الجهات التي تقف خلف تلك العمليات وإحالتها للقضاء. وكانت الديوانية شهدت قبل نحو شهرين مواجهات مفتوحة بين عناصر من جيش المهدي وقوات عراقية واميركية أدت الى مقتل واصابة العشرات من الطرفين. وقال محمد صالح، من اهالي حي السلام في المحافظة، ان"ظاهرة اغتيالات المترجمين العاملين مع القوات الأميركية خصوصاً ظاهرة صحية وغير مثيرة للمخاوف لان العمل على حد رأيه مع القوات متعددة الجنسية عمالة للمحتل، ولا بد من مقاومة المحتل وتصفية عملائه بأي شكل من الأشكال. لكن رسول كاظم من اهالي الحي نفسه يرفض بشدة سياسة القتل التي تنفذها مليشيات مسلحة مؤكداً ان احداً لا يملك الحق بإصدار احكام بالقتل على انسان. مؤكدا ان قيام قوة مشتركة بمداهمة بيت قائد جيش المهدي في أول أيام عيد الفطر يشير الى قرب تفجر الوضع. ومع توجيه اصابع الاتهام الاميركية الى ميليشيا جيش المهدي بالوقوف خلف عمليات القتل قال الناطق الإعلامي لمكتب"الشهيد الصدر"في الديوانية إن"جيش المهدي وأبناء التيار الصدري خط عقائدي ملتزم بالقيم وبتوجيهات السيد مقتدى الصدر، وان اشاعات استعداد التيار الصدري لخوض مواجهات غير صحيحة بحسب توجيهات السيد مقتدى الصدر". نافيا المسؤولية عن ظاهرة الاغتيالات ومؤكدا ان الجهة التي تقوم بها هي من خارج المحافظة وربما من خارج البلاد. الى ذلك قال العميد عبدالخالق البدري قائد شرطة الديوانية ان الوضع الأمني في مدينة الديوانية تحت سيطرة الأجهزة الأمنية وما يجري من موجة اغتيالات لا يعني زعزعة الوضع الأمني في المحافظة. وكان مصدر في الشرطة قال امس إن حصيلة موجة الاغتيالات الاخيرة وصلت إلى 78 قتيلاً في الشهور الستة الماضية تعرض أصحابها إلى القتل العمد بالرصاص.