ملامحه الشرقية وأداؤه التمثيلي المتميز كانا الجسر الذي عبره الممثل السوري باسم ياخور إلى منطقة النجاح الجماهيري الكبير بعد تجسيده شخصية القائد الإسلامي خالد بن الوليد. وعلى رغم الهجوم على المسلسل خففت حفاوة الاستقبال الشعبي عن الممثل السوري من عبء النقد وسهامه."الحياة"التقت باسم ياخور في القاهرة وكان هذا الحوار: كيف واجهت ردود الفعل السلبية على المسلسل؟ - تنوعت الآراء ما بين مؤيد ومعارض، وإن كانت غالبيتها تصب في مصلحة العمل الذي خرج في صورة تشرف الدراما التي تنقل التاريخ بحيادية وصدقية، ولم تقع في فخ التضليل ومواربة الحقائق. لكن المسلسل انتُقد في شكل قاسٍ؟ - طبيعي أن يشهد أي عمل تاريخي بعض الخلافات، خصوصاً أن هناك سرداً للتاريخ الإسلامي بواقعية من دون وضع خطوط حمر. وهذا ما تسبب في انتقادات شرسة اشبه بحملة ضارية ضد المسلسل. لكن في النهاية ذهبت هذه الهجمات أدراج الرياح وبقي النجاح الكبير لپ"خالد بن الوليد". ما هي الانتقادات التي اغضبتك؟ - أثناء زيارتي القاهرة قابلت رجلاً عرفت بعد ذلك انه كويتي الجنسية وذو مكانة مرموقة في البرلمان، وقال لي انه من أشد المعجبين بي كممثل في معظم الأدوار التي سبق وقدمتها، وتحديداً في المسلسلات الكوميدية التي نالت شعبية كبيرة في سورية، ولكن صدمت بعد ذلك بأنه قدم استجواباً في مجلس الامة الكويتي ولدى وزارة الإعلام ضدي بهدف منع المسلسل في دولته بحجة انه يتعرض لشخصيات من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم ويظهرهم على الشاشة، وعندما سألته عن الصحابة الذين اظهرهم المسلسل فوجئت بأنه لا يذكرهم مطلقاً، ما أكد لي انه لم يشاهد المسلسل اصلاً... فهذا نوع من الهجوم يرفضه العقل والمنطق. حتى ان بعض الاصوليين أهدروا دمي مع بقية ابطال المسلسل لانه كشف عن عالم الفتوحات الاسلامية وكيفية إدارتها بقيادة سيف الله المسلول الذي لم يظهر في شكل غير لائق كما ادعى البعض كذباً وافتراء. هل ترى ذلك تربصاً بعمل تاريخي يحمل الكثير من القضايا الخلافية؟ - مثلت هذا المسلسل بهدف تأكيد رؤية تاريخية صادقة خالية من الأكاذيب أو الافتراءات، عن قائد عربي ومشوار فتوحاته وغزواته التي نشرت الدين الاسلامي في العالم. وأتشرف بتقديمي هذه الشخصية الاسطورية للشارع العربي والمتفرج العادي وليس للنقاد أو صفوة المجتمع. فأكثر ما شغلني هو تجسيد عمل تاريخي اسلامي يأتي في ظروف صعبة وراهنة تتزامن مع هجوم شرس ضد الدين الاسلامي الذي يدعو الى الحب والسلام مع مختلف الشعوب والاديان. ألم يغضبك انتقاد البعض لك لانك جسدت شخصية قائد مسلم على رغم أنك مسيحي؟ - تزخر المسلسلات العربية بممثلين مسلمين جسدوا أدواراً دينية غير اسلامية والعكس صحيح. ولعل ابرز الأمثلة الناجحة في السينما العالمية تجسيد الفنان انتوني كوين شخصية المجاهد الليبي عمر المختار. فالممثل لا يقف امام دين او عقيدة عند تجسيده دوراً ما، وهي قاعدة اطبقها طوال حياتي الفنية. على صعيد آخر أكن كل احترام للدين الاسلامي وتاريخه المشرف، بل ان والدي كان من حفظة القرآن الكريم وغالبية اصدقائي من المسلمين. حتى انني لا التفت الى بعض المغرضين الذين يريدون تشويه نجاحي في تجسيد دور خالد بن الوليد باللعب على أوتار كوني مسيحياً. كيف تلقيت اتهامك بأنك قمت من خلال المسلسل بتزوير التاريخ الاسلامي بحسب ما ردد بعض النقاد؟ - أولاً، لقد مر العمل على لجان اسلامية متشددة، وعرض على لجنة لتدقيق التاريخ في الكويت وأخرى من علماء الشريعة ومتخصصين في السيرة وتاريخ الصحابة. وبعد ذلك اجازه مؤرخ اسلامي هو سامي العنيزي، وايضاً خضع العمل لحذف مشاهد قد تحمل شبه الاساءة من قريب او بعيد لصحابة الرسول صلى الله عليه وسلم مع عدم المساس بصدقية دراما المسلسل التي تبحث عن ابراز رؤى تاريخية لحقبة لم تتناول من قبل على الشاشة الصغيرة أو الكبيرة. واعتبر ان عملنا من أفضل المسلسلات التاريخية بشهادة كثيرين لمسوا اننا قدمنا عملاً درامياً حيادياً اقترب من اكثر الروايات الصادقة والتي تستند الى وقائع وأحاديث غير مشكوك فيها. هل يعتبر تقديمك دور خالد بن الوليد بمثابة طوق النجاة لك من الدراما الكوميدية؟ - سعادتي بالكوميديا لا توصف وأشعر بفرحة غامرة بتقديم أدوار كوميدية فكاهية تزيح الهم والحزن عن المتلقي وسط ما نراه على المحطات الاخبارية العربية والعالمية. وعموماً اعتز بما قدمته من اعمال تلفزيونية قدمت الضحك في اطار هادف وراقٍ. كيف كانت استعداداتك لأداء شخصية خالد بن الوليد؟ - انتابني شعور بالخوف عندما رشحني المخرج محمد عزيزية، وبدأت درس الدور الذي اعتبره أكبر امتحان في مشواري الفني، إذ كان حلم حياتي تجسيد شخصية خالد بن الوليد. من هنا وضعت نفسي في عزلة اجبارية في الصحراء سبعة شهور لأدرس شخصية القائد الاسلامي وتحديد مفاتيح شخصيته المرتبطة بتكوين بناء درامي تلمس من خلاله قوة الفارس العربي وصلابته، اضافة الى التدرب باستمرار على ركوب الخيل والمبارزة. ماذا عن أهم المحطات في مسيرتك الفنية؟ - اعتبر"خالد بن الوليد"اهم ادواري على الاطلاق، إضافة الى دوري في مسلسل"صقر قريش". وهل هناك ما تندم عليه؟ - نعم، مشاركتي في مسلسلي"عائلة ست نجوم"و"عائلة سبع نجوم". هل ستخرج من الحدود السورية الى مصر مثل جمال سليمان في"حدائق الشيطان"؟ - سعدت بنجاح زميلي جمال سليمان في المسلسل المصري"حدائق الشيطان"واعجبني اداؤه شخصية الصعيدي الطاغية المملوء بالشر والقسوة، وقد جذبني كما جذب المشاهدين. من هنا يسعدني تحقيقه هذا النجاح في بلد شقيق، وأتمنى أن تتوافر لي فرصة عمل كبيرة مثله سواء في مصر أم في أي دولة عربية اخرى.