تراجعت الأرباح الفصلية لشركة محرّك البحث والإعلام"ياهو"بنسبة 38 في المئة لتصل إلى 158 مليون دولار، بعد أن كانت الشركة عانت من تراجع مماثل طوال سنة. ويعزو مدير عام الشركة تيري سيميل هذا التراجع إلى نقص في الإعلانات، إضافة الى تأخر الشركة في طرح رزمة تقديماتها التقنية الجديدة الخاصة ببيع وتوزيع الإعلانات على شبكة الإنترنت. ولهذا تتعرض"ياهو"في الوقت الحالي لضغوط كبيرة لا سيما أن شركة"غوغل"المنافسة لها ضاعفت أرباحها في الربع الثالث من السنة الحالية، وارتفع دخلها بنسبة 70 في المئة ليصل إلى 733.4 مليون دولار. لا شك في أن وضع"ياهو"الحالي يفرض عليها وضع استراتيجية طويلة المدى لاستعادة ثقة المستثمرين ولتعويض خسائرها. فربح الشركة في الربع الثالث من سنة الماضية وصل إلى 253 مليون دولار، في حين تدنّى إلى 158 مليون في الفترة ذاتها من سنة الجارية. مرونة الإعلان عند غوغل ويرى عدد من الخبراء أسباباً كثيرة تشرح تفوّق"غوغل"في استقطاب عدد أكبر من المعلنين. إذ تعتبر"غوغل"من أبرز محركات البحث على الإنترنت، وهي على حد قول الخبراء أفضل من"ياهو"في مجال البحث، لذا فإن هذا يشكّل عامل تشجيع بالنسبة الى المعلنين، يدفعهم إلى عرض إعلاناتهم على"غوغل". من جهة ثانية، فإن النظام الإعلاني لپ"غوغل"يقوم على أساسين. الأول هو الذي يعتمد على الكلمات المفتاح التي يستخدمها الباحث على"غوغل"، والتي تلتقي مع موضوع المواقع التي يروّج لها المعلنون. بمعنى أوضح، عندما يحدد الباحث موضوعاً لبحثه على"غوغل"، تظهر أمامه على يمين الصفحة مجموعة من المواقع التي يروّج لها المعلنون، والتي تتناول موضوع البحث الذي طلبه. والمعلنون يدفعون لپ"غوغل"كلما زار أحد المستخدمين مواقعهم المعلنة على موقعها. وتُظهر"غوغل"في هذا الإطار مرونة بالتعامل مع المعلنين. فهي تتيح لهم اختيار الوقت الذي يودون طرح إعلاناتهم خلاله، والأماكن التي يريدون أن يظهروا إعلاناتهم بها، إلى جانب تسهيل عملية تسجيل الإعلانات. أما الطريقة الثانية للإعلان، فهي التي تتيح للمعلن أن يعرض على"غوغل"إعلاناً يشرح بالتفصيل موقعه ومضمونه. وتندرج المواقع بحسب موضوع البحث الذي طلبه الباحث، فتأتي واضحة ومباشرة،ومفصّلة. ويمكن لهذه المواقع أن تزوّد صفحاتها بمحرّك بحث لپ"غوغل"، ما يساعد في خفض كلفة الإعلان، وهو نظام إعلاني يلعب من دون شك دوراً بارزاً في جذب المعلنين. إعلان الشرائط المصورة ويشار إلى أن شركات إعلان الشرائط المصورة تُعدّ من أهم الشركات المعلنة، وهذا ما أدركته"غوغل"بصورة مبكّرة وأفردت له مساحة واسعة على موقعها. وقد قامت الشركة بتوقيع عقود كثيرة، أبرزها شراؤها موقع"يوتيوب"للشرائط المصورة بقيمة 1.65 بليون دولار. وشملت المفاوضات ثلاث شركات موسيقية قدّمت لپ"يوتيوب"ترخيصاً بمضمونها، هي شركة"وارنر ميوزيك غروب"،"فيفاندي يونيفرسال ميوزيك غروب"وشركة"سوني"، وپ"برتلسمان أ ج سوني ب م ج". وتبلغ قيمة أسهم الشركات الثلاثة 50 مليون دولار أي ما يساوي 3 في المئة من ثمن شراء"يوتيوب". في المقابل يرى خبراء متخصصون أن عدم عرض"ياهو" إعلانات من خلال محرّك البحث، أدّى إلى تراجع إقدام المعلنين على موقعها. وتعمل"ياهو"في الوقت الحالي على إنجاز النظام الإعلاني الجديد في مشروع بعنوان"باناما". ويشرح سيميل أن"ياهو"ستطوّر الإعلانات على محرّك البحث، مع زيادة المساحة للإعلانات المصوّرة، وتخصيص مساحة للشرائط المصوّرة، وخدمة الإنترنت على الهاتف الجوال، والميديا الاجتماعية كخدمة مشاركة الصور. وقامت"ياهو"بالفعل، بشراء حصص في شركة"رايت ميديا"الإعلانية. وتتوقع شركة الإحصاءات الاقتصادية - التجارية، وإحصاءات الإنترنت"إي ماركيتير"أن تحظى"غوغل"ب 25 في المئة من مجموع أرباح الإعلانات على شبكة الإنترنت في الولايات المتّحدة الأميركية، مقابل 18 في المئة لپ"ياهو". ويُظهر إحصاء لشركة"نت رايتينغز"أن نسبة مستخدمي موقع"غوغل"حتى شهر أيلول سبتمبر، ارتفع بنسبة 25 في المئة مقارنة بالسنة الماضية. وتبقى"ياهو"وفقاً للمصدر نفسه تحظى بأعلى عدد مستخدمين، بلغ عددهم في أيلول 106 ملايين مستخدم، مقابل 99 مليوناً لموقع"غوغل". في المقابل، تشكّل نسبة الأرباح التي حققتها المواقع الخاصة بپ"غوغل"60 في المئة من مجمل الأرباح في الربع الثالث للسنة الحالية. ويشهد قطاع الإعلانات على شبكة الإنترنت أرباحاً متزايدة. فقد ارتفعت أرباحه في الولاياتالمتحدة الأميركية بنسبة 27 في المئة لتصل إلى 15.9 بليون دولار، وفق إحصاء لشركة"إي ماركيتير". ويُعدّ هذا القطاع حيوياً إذ تحتدم المنافسة فيه بين مختلف الشركات. فبعد أن كانت شركتا"غوغل"وپ"ياهو"تسيطران بشكل كبير على الإعلانات على الإنترنت، بدأت شركات صغيرة بالظهور كمنافسة، لا سيما تلك التي تختص بالفيديو والشبكات الاجتماعية.