حذر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان أمس من مخاطر تقسيم العراق مؤكداً بلهجة حازمة ان بلاده "لن تسمح بتقسيم البلد الجار إلى ثلاثة أقاليم". وجدد رئيس الحكومة الاردنية الدكتور معروف البخيت التحذير، في حضور اردوغان، من انعكاسات تقسيم العراق على دول الجوار. وقال اردوغان في مؤتمر صحافي، عقده أمس في عمان مع نظيره الأردني الدكتور معروف البخيت إن"التقسيم سيُؤدي الى حرب أهلية كبيرة ستعصف بالعراق إلى غير رجعة وستكون كلفة تلك الحرب مرتفعة بطريقة لا يمكن التكهن بها". وابدى أردوغان ارتياحه للقاء المرتقب بين الرئيس الاميركي جورج بوش ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في التاسع والعشرين من الشهر الجاري ومحادثاتهما مع الملك عبدالله الثاني، مشيراً الى اهمية هذه اللقاءات"لايجاد حل مناسب للأوضاع في العراق". وابدى تفاؤله بان يتمكن الزعماء الثلاثة من"الحيلولة دون انزلاق العراق إلى حرب أهلية ووقف مسلسل الدماء في العراق". وشجب اردوغان مسلسل الجرائم في العراق وقال:"سئمنا مناظر القتل والتفجيرات وشعوبنا سئمت مشاهد الدماء ونحن نحتاج الى السلم والتضامن أكثر من أي وقت مضى، خصوصا ونحن نعلم حجم الموت والدمار الذي يقع في العراق يومياً". ودعا الى"استمرار اجتماعات دول الجوار لتحقيق الغاية والهدف المرجوين منها خصوصا السلم الأهلي في العراق". وشارك رئيس الوزراء الاردني ضيفه بالتشاؤم من تطور الاوضاع في العراق داعياً الاطراف العراقية"الى توحيد رؤيتها لبناء العراق الجديد بمشاركة اطياف الشعب العراقي كافة"، وقال"ايدنا مبادرة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي للمصالحة الوطنية ونسعى لجمع القيادات الدينية العراقية في الاردن لضمان وحدة وامن واستقرار العراق وسلامة اراضيه". ووصف البخيت محاولات التقسيم في العراق بأنها"انزلاق الى الهاوية وسيتضرر منها الجميع بمن فيهم العراقيون ودول الجوار، أقلها حدوث حرب أهلية ستحرق نارها الجميع". وشدد البخيت على ان المستجدات الدولية والاقليمية والمتغيرات الحضارية تتطلب من الدول ذات الرؤى المشتركة المزيد من التعاون وتكثيف الجهود لاخراج المنطقة من دوامة العنف والارهاب وتحقيق السلام العادل والشامل". وجدد التأكيد على رفض بلاده"لكل المحاولات التي تستهدف النيل من وحدة العراق وسيادته"مطالبا بعودته الى حظيرته العربية والإسلامية. ولفت إلى أن الأردن"ينسق مع دول كثيرة في المنطقة تريد مصلحة العراقيين". يُذكر أن أردوغان وعقيلته وصلا الى عمان الجمعة في زيارة رسمية تستغرق ثلاثة ايام يجري خلالها محادثات مع الملك عبدالله الثاني في شأن السبل الكفيلة بتطوير العلاقات بين البلدين وتطورات الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط. وقالت مصادر رسمية اردنية ل"الحياة"ان زيارة اردغان ولقاءه اليوم الاحد مع العاهل الاردني الملك عبدالله تندرج في اطار تحرك اردني لتطويق مسار الاحداث في العراق خصوصاً ان الرئيس جورج بوش سيلتقي في عمان الاربعاء المقبل مع المالكي ويبحث معه توجهات الادارة الاميركية بعد خسارة الحزب الجمهوري للانتخابات النصفية وسيطرة منافسه الحزب الديموقراطي على الاغلبية في مجلسي الشيوغ والنواب. وقال اردوغان انه سيبحث في"الاحوال في العراق"مع الرئيس بوش في اجتماع حلف شمال الاطلسي في لاتفيا هذا الاسبوع. وفي الشأن اللبناني قال اردوغان:"نحن في تركيا لا نؤيد انسحاب وزراء"حزب الله"من الحكومة وندعو الى توحيد الصفوف ونبذ الفرقة والفتنة". ووصف جريمة اغتيال وزير الصناعة اللبناني بيار الجميل بأنها"مؤامرة تستهدف تقويض الأمن والسيادة في لبنان". واضاف:"سأزور لبنان قريباً وسأجري محادثات مع رئيس الوزراء فؤاد السنيورة"، معتبراً ان زيارته تأتي في إطار دعم الحكومة اللبنانية فضلاً عن زيارة الجنود الاتراك المشاركين في قوة يونيفيل". وفي الشأن الفلسطيني دعا اردوغان الى ضرورة عودة طرفي النزاع الفلسطيني والإسرائيلي الى طاولة المفاوضات ونبذ الخلافات بينهما لإحلال السلام في المنطقة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.