لا تقتصر تبعات انهيار المفاوضات الأوروبية - التركية على تركيا. فالاقتصاد الأوروبي، وهو يعاني الركود"، يفقد فرصة ضم الاقتصاد الديناميكي التركي اليه. وتحتاج المجتمعات الأوروبية الهرمة الى اليد العاملة التركية الشابة. وإقصاء تركيا عن الاتحاد الأوروبي يقوض المساعي الأوروبية في إرساء سلام دائم بالشرق الأوسط، ويضعف صدقية الاتحاد في صفوف المسلمين. فالمسلمون يعتبرون أن الاتحاد الأوروبي هو في مثابة نادٍ مسيحي مغلق. وقد تتحالف تركيا مع روسيا في حال رفض الاتحاد الأوروبي عضويتها. والعلاقات التجارية والسياسية بين روسياوتركيا تعززت في الأعوام الماضية. ويذهب بعض السياسيين البارزين في الكرملين الى أن بلدهم يشترك مع تركيا في الخروج عن الإجماع الأوروبي، وفي الهامشية. ويدعو هؤلاء السياسيون الى"وحدة مسار ومصير"بين تركياوروسيا. ولا ريب في أن موسكو ترتاب في تركيا الأوروبية. فمن شأن تركيا هذه إضعاف سيطرة الكرملين على أسواق الطاقة الأوروبية. والاتحاد الأوروبي يسعى الى تنويع مصادر الطاقة، وتقليص الاحتكار الروسي للطاقة بالأسواق الأوروبية. وجليّ أن البديل عن خط أنابيب النفط الروسي، وسبيل الأوروبيين الى نفط القوقاز والشرق الأوسط، هو أنابيب النفط بالأناضول. وتساند روسياقبرص في الأممالمتحدة، وتحول دون إدانة مجلس الأمن تصلب قبرص اليونانية، ورفضها قبول مشروع كوفي أنان، أمين عام الأممالمتحدة، لتوحيد شطري الجزيرة. وقد تعدل روسيا عن موقفها هذا لتعزيز حلفها مع تركيا. ولا شك في أن انهيار المفاوضات الأوروبية - التركية هو معوق جديد أمام توحيد الجزيرة القبرصية. وبعد أفول الاتحاد السوفياتي، يدور الكلام بالأوساط السياسية التركية على بعث العلاقات السياسية بدول آسيا الوسطى. ولكن هذه الدول ليست قوة اقتصادية عظمى شأن الاتحاد الأوروبي والصين وروسيا. وعلى خلاف الحكومات العلمانية السابقة، عززت حكومة"حزب العدالة والتنمية"علاقات تركيا بالعالم الإسلامي. فشاركت أنقرة في اجتماعات منظمة الدول الإسلامية. عن كاتينكا باريش رئيس خبراء الاقتصاد في مركز الاصلاحات الأوروبية، وشارلز غرانت مدير هذا المركز، "آبهابر" البلجيكية، 26 /11 / 2006