انتقلت امس، التعازي بوزير الصناعة اللبناني الشهيد بيار الجميل من دارة العائلة في بكفيا الى منزل والده الرئيس السابق أمين الجميل في سن الفيل، زاره للغاية الوزيران السابقان سليمان فرنجية وطلال ارسلان من المعارضة يرافقهما روبير فرنجية والنائبان السابقان كريم الراسي ومروان ابو فاضل، في حضور رئيس حزب الكتائب كريم بقرادوني. وقال فرنجية بعد اللقاء:"نحن وهذه العائلة عانينا ما فيه الكفاية على الصعيدين الوطني والمسيحي"، لافتاً إلى انه"حتى وان وصلنا إلى أقصى الخصومة مع آل الجميل فإن هناك أشياء تربطنا". وقال:"جئنا لنتضامن معهم ونقف إلى جانبهم وكل شهيد يسقط على الساحة المسيحية يجب أن يشكل عبرة لنعود ونتوحد". وأضاف فرنجية:"هناك أمور مشتركة كثيرة قادرون على التفاهم عليها وهناك خلافات كثيرة، لكن في استطاعتنا التفاهم على أمور عدة، وفي رأيي ما من عائق أساسي يمنع المسيحيين من الجلوس مع بعضهم البعض ولو كانوا على أشد الخلاف، ولو استطاعوا التفاهم على عشرة في المئة من الأمور المشتركة فهذا جيد"، معتبراً انه كفى"الصف المسيحي تشرذماً، وجريمة اغتيال الشيخ بيار ليست الا لتعميق الشرخ المسيحي"، مشدداً على ضرورة"الوفاق المسيحي"، وقال:"كلنا يعرف قيمة الأبوة وكلنا نعرف ما دفعت هذه العائلة، فكلنا دفعنا الثمن". وعن حمله رسالة من رئيس "تكتل التغيير والاصلاح"النيابي ميشال عون لتقريب وجهات النظر، اعتبر فرنجية ان ما"بين الجنرال وفخامة الرئيس الأمور اعمق وابعد مما كنا نتصور، هناك أناس كثر لهم مصلحة في حدوث خلاف، لكن أتصور أن حكمة فخامة الرئيس وحكمة العماد عون هي أكبر وأعمق من أن يكونا أدوات لخطة مرسومة لإيجاد شرخ على الصعيد المسيحي. وتحدثنا مع الرئيس في هذا الموضوع، فهو ليس فقط متجاوباً بل هذه أيضاً إرادته". وتابع:"عندما استشهد والدي، كنا نعتبر أن كل من يقطع جسر المدفون هو خائن. إن فخامة الرئيس يتقدم علينا في هذا الموضوع بكثير، وهو يعرف المؤامرة من أين تأتي". وبدوره، أكد ارسلان أن"شهادة بيار الجميل تخص كل لبنان وكل اللبنانيين الشرفاء والوطنيين"، مشيراً الى أن"الشيخ أمين وهذا البيت وهذه العائلة الكريمة دفعوا أثماناً باهظة خلال الأحداث اللبنانية التي مرت بلبنان ودفعوا أكثر من حدة ضريبة الدم، مثل عائلة سليمان بك باغتيال عائلته". ولفت ارسلان إلى انه سمع من الجميل"كل انفتاح وكل كبر في التعاطي. وهذا ليس بغريب عن الشيخ أمين وعن تاريخه وتاريخ هذه العائلة وهذا البيت"، مشيراً إلى أن"العمل يتم جدياً لانقسام الوضع المسيحي وشرذمته، وبالتالي الحرص على وحدة العائلة المسيحية هو حرص على وحدة لبنان". وردا على سؤال، قال فرنجية:"سأنقل سلاماً من فخامة الرئيس الى العماد عون وليس من داع كي يدخل أحد بين العماد عون والرئيس الجميل فأصحاب النيات السيئة كثر، لكني لم ألمس إلا كل ايجابية لدى الرئيس". واستقبل الرئيس الجميل، السفير الإيراني محمد رضا شيباني،الذي قال إن الزيارة"لتقديم التعازي القلبية والحارة تجاه الجريمة النكراء التي أودت بحياة نجله. وقدمت باسمي واسم الجمهورية الإسلامية الإيرانية أحر التعازي القلبية". كما أكد"الإدانة الشاملة للجريمة النكراء والبشعة"، مشيراً إلى أن"أعداء لبنان الذين يستهدفون وحدته الوطنية هم الذين يقفون وراء الجريمة". واستقبل الجميل السفير المغربي علي أومليل الذي نقل اليه رسالة من العاهل المغربي الملك محمد السادس تضمنت استنكاره الشديد"للجريمة الشنعاء". وتلقى الرئيس الجميل اتصالاً هاتفياً من مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني الذي اعتبر"أن غياب الوزير الجميل خسارة وطنية لكل لبنان"، آملاً في"أن يخرج لبنان قريباً من النفق المظلم، الذي لا نجاة للبنانيين منه إلا بحكمة العقلاء من رجالاته". كما تلقى الجميل اتصالاً من وزير الداخلية حسن السبع ابلغه "أن التحقيقات مستمرة وان كل الأجهزة الأمنية تسعى إلى كشف الحقيقة ووضع كل إمكانات الوزارة بتصرف هذا الهدف".