أثار اغتيال وزير الصناعة اللبناني بيار الجميل موجة من ردود الفعل المحلية التي نددت بالجريمة، معتبرة انها تستهدف استقرار لبنان، وداعية الى ضبط النفس. وقال الرئيس اللبناني اميل لحود في كلمة عبر الإعلام:"كان من المفترض ان ألقي كلمة الاستقلال وفوجئنا بهذه الكارثة التي وقعت على كل اللبنانيين باستشهاد الشيخ بيار الجميل. من ارتكب هذه الجريمة هو ضمن المؤامرة التي بدأت باستشهاد الرئيس رفيق الحريري. لهذا اقول لكم ان الوقت اليوم امام اللبنانيين ان يكونوا موحدين ويداً واحدة والا فإن كل لبنان سيخسر بسبب هذه الكارثة التي وقعت عليه". وقدم لحود التعازي للعائلة وقال متوجهاً الى الرئيس الجميل:"ابنك هو ابننا والذي اصابه كان يمكن ان يصيب أولادنا... ان هذا العمل الارهابي الفظيع لن نتركه يمر وسنعمل المستحيل لكشف المجرمين، وأؤكد لكم ان المجرمين هم ضد جميع اللبنانيين". وختم لحود بالقول:"على هذا الاساس اكرر ان وحدتكم وقوتكم والطريقة الوحيدة للخروج من هذه المؤامرة هي الجلوس مع بعضنا البعض لإيجاد جميع الحلول وجميع المشاكل اللبنانية وبأسرع وقت ممكن". ونعى رئيس المجلس النيابي نبيه بري الجميل"الذي استشهد برصاصات غادرة استهدفته واستهدفت الامن والسلام واستقرار النظام العام في لبنان"، معتبراً الجريمة"جريمة بحق لبنان كل لبنان بكل جهاته وفئاته وطوائفه ومذاهبه وهي تستهدف في كل أبعادها عدم تمكين اللبنانيين من النهوض بمسؤولياتهم تجاه ترسيخ وحدتهم الوطنية وسلامهم الاهلي". وتقدم بري"بأحر التعازي الى الرئيس الجميل وعائلة المغدور والى حزب الكتائب اللبنانية والى الشعب اللبناني وخصوصاً اهالي بكفيا والمتن"، وقال:"اننا متأكدون ان المسؤولية التاريخية التي أُلقيت على عاتق هذه العائلة والتضحيات التي قدمتها لن تمكن المجرمين والجناة من دفع لبنان الى الخراب كما يهدفون الى ذلك". وأعلن باسمه وباسم المجلس النيابي اتخاذ"صفة الادعاء على المجرمين ونعاهد الشهيد كما زملاءنا النواب الشهداء الذين سلكوا طريق الشهيد الرئيس رفيق الحريري وباسل فليحان وجبران تويني وبقية الشهداء"، وأضاف:"اننا لن نألو جهداً في العمل لكشف النقاب عن الجريمة والمجرمين ومحاكمتهم امام الشعب اللبناني". واعتبرت البطريركية المارونية في بيان ان الجريمة"تدل على ان ما سبق وأشير اليه من اغتيالات في صفوف الحكومة بخاصة، هو حقيقة"، داعية"الجميع الى ضبط النفس، والامتناع عن كل ما يؤجج مشاعر الحقد ويغذي نار الفتنة التي لا يرغب فيها إلا أعداء لبنان". ورأى رئيس الحكومة السابق سليم الحص ان"هذا الاستهداف الجبان في هذه اللحظة المصيرية من تاريخ لبنان، انما يدل على ان هناك من لا يزال يتربص الدوائر بوحدة لبنان ومستقبل ابنائه". وقال:"حان الأوان لكي يعي اللبنانيون ان حاضرهم ومستقبلهم واستقرار بلدهم، لن يتم إلا بتضافر الجهود وصفاء النيات ووضع الخلافات جانباً في ظل ما يحاك للبنان والمنطقة من مشاريع تقسيمية وفئوية وتبشير بالفوضى البناءة". وقال رئيس"اللقاء النيابي الديموقراطي"وليد جنبلاط في تصريح في مستشفى مار يوسف:"يريدون بأي ثمن فتنة داخلية، كما استنكرنا سلمياً وديموقراطياً منذ ان حاولوا اغتيال مروان حمادة الى جبران تويني، وفي هذا اليوم الحزين لن ندعهم ينالوا من الوحدة الداخلية"، مؤكداً ان المحكمة الدولية"آتية لا محالة، لكن ايانا واياكم ان تنجروا او ننجر الى المشاعر التي تؤدي الى الفتنة الداخلية. نحن كما كنا في ذلك النهار الكبير وفي مقدمنا الشيخ أمين الجميل والشيخ بيار الجميل الشهيد نتحرك سلمياً وديموقراطياً من اجل لبنان حر ومستقل. هذه هي رسالتنا". ودان تكتل"التغيير والاصلاح"الجريمة"البشعة التي استهدفت رمزاً من رموزنا الوطنية"، واذ اكد تضامنه مع الرئيس امين الجميل وعائلته المفجوعة وحزب الكتائب واللبنانيين جميعاً، طالب بكشف الجناة اياً كانوا مخططين ومحرضين ومنفذين بأسرع وأفعل الوسائل الممكنة. وقال رئيس التكتل ميشال عون الذي تلا البيان الصادر عن كتلته:"ان هذه الجريمة تستهدف وحدة اللبنانيين ونخشى ان يكون المقصود بها افتعال فتنة داخلية في الصف المسيحي الذي استطاع بوعيه الوطني المحافظة على الاستقرار طوال الفترات العصيبة التي عصفت بلبنان". ودعا التكتل"جميع اللبنانيين الى التحلي بالوعي والحكمة والسيطرة على الوضع وعدم الانزلاق في اتجاه ما اراده مرتكبو الجريمة". وعوّل التكتل على"حكمة الرئيس الجميل وحسن تبصره في هذا المصاب الجلل". ونعى رئيس الهيئة التنفيذية لپ"القوات اللبنانية"الدكتور سمير جعجع الشهيد الجميل لپ"القواتيين والكتائبيين والشعب اللبناني بصفته رفيق وصديق وابن العائلة بمعناها الكبير، وطالما هناك هكذا عائلة لا خوف على لبنان". وقال:"سقط القناع، منذ شهرين وحتى اليوم يطرحون مواضيع مختلفة في البلاد ونقول لهم ان المسألة ليست حكومة ولا أعداداً ولا ثلثاً ضامناً او معطلاً، المسألة هي اعادة لبنان الى الوضع الذي كان فيه قبل 15 عاماً، والحقيقة الآن ظهرت". وسأل جعجع:"من قتل بيار الجميل؟ قد يقفزون ويقولون لماذا تسارعون الى توجيه الاتهام. هناك امور واضحة في لبنان، وليس بالصدفة تحصل الامور، انها مسألة المحكمة الدولية، وبأي ثمن يريدون عرقلتها ولو اضطر الامر الى قتل كل الوزراء لأنها المؤسسة التي ستشرف على إقرار المحكمة". وقالت وزيرة الشؤون الاجتماعية نايلة معوض:"نحن نعرف ان الهدف اليوم اللجوء الى الاغتيالات ان يبقى لبنان تحت ارادة المحور السوري - الايراني وحلفائه في لبنان الذين هددونا كل هذه الايام لمنع اقامة المحكمة الدولية التي هي مدخل اساسي ليس فقط للحقيقة وكلنا نعرف الحقيقة ولكن لمحاسبة المجرمين ولتكريس النظام الديموقراطي وحرية لبنان...". وأعلن بيان صادر عن كتلة"الوفاء للمقاومة"النيابية "حزب الله" انه"في اللحظة السياسية الصعبة للغاية التي يمر بها لبنان، وفي الوقت الذي يمارس اللبنانيون حقهم في الاختلاف السياسي السلمي والديموقراطي، تمتد يد الجريمة والإرهاب لتغتال الزميل النائب والوزير بيار الجميل أحد قياديي حزب الكتائب اللبنانية، وذلك في سياق استهداف الاستقرار والوضع الأمني للبلاد ومن اجل تحريض اللبنانيين واستفزازهم ضد بعضهم البعض بغية دفعهم الى الفوضى والممارسات الانفعالية". وقال البيان:"اننا في كتلة الوفاء للمقاومة اذ ندين بشدة هذا العمل الاجرامي الدنيء نؤكد على وجوب اجراء تحقيق فوري وسريع لكشف الجناة ومن يقف وراءهم رفقاً بلبنان واللبنانيين... ونتقدم بأسمى آيات العزاء والمواساة لآل الجميل وأبناء المتن ولحزب الكتائب وقيادته وأعضائه وخصوصاً لرئيسه الأعلى الشيخ أمين الجميل". وأعلنت حركة"أمل"في بيان استنكارها وادانتها وشجبها الشديد للجريمة النكراء وتقدمت"بأحر التعازي الى الرئيس الجميل وعائلته وحزب الكتائب اللبنانية وجميع اللبنانيين". ودعت الحركة الى"أعلى درجات التكاتف والتضامن الوطني لمواجهة المخطط المجرم الذي يستهدف الوحدة الوطنية والسلم الاهلي، وترى ان هذه اللحظة هي لحظة لتحمل المسؤولية الوطنية لإحباط اهداف هذه الجريمة الكبيرة التي ضربت لبنان". ودان المكتب السياسي في"الحزب الشيوعي اللبناني"،"الجريمة النكراء"، معتبراً انها"مؤامرة مكشوفة هدفها ضرب الامن والاستقرار في البلاد". وأعلنت مجموعة الاقتصاد والاعمال والهيئات المنظمة لمؤتمر لبنان الدولي للاستثمار والإعمار عن تأجيل المؤتمر الذي كان مقرراً غداً وبعد غد الى موعد لاحق.