حققت المعارضة البحرينية الممثلة ب "جمعية الوفاق الوطني الاسلامية" فوزاً كبيراً في الانتخابات النيابية بحسب النتائج الرسمية التي اعلنت امس، وهو ما اعتبره مسؤول بحريني رفيع المستوى دليلاً على نزاهتها. وتحدثت أوساط سياسية عن احتمال دخول الجمعية الحكومة للمرة الاولى وان تتولى حقيبتين من الوزارات الخدمية، يتوقع ان تكونا وزارتي الصحة وشؤون البلديات. وفاز 16 من اصل 17 مرشحا ل"جمعية الوفاق"، كبرى جمعيات المعارضة الشيعية، وعلى رأسهم الامين العام للجمعية الشيخ علي سلمان فيما انتقل المرشح السابع عشر الى انتخابات الاعادة الدورة الثانية التي تنظم في الثاني من كانون الاول ديسمبر المقبل. كذلك سيتنافس مرشحان مستقلان من الجمعية من خارج القائمة في الدورة الثانية وبالتالي تكون الجمعية ضمنت مقعدا اضافيا في انتخابات الاعادة. وبهذه النتائج، تكون"جمعية الوفاق"سيطرت على 40 في المئة على الاقل من مقاعد مجلس النواب الذي يضم 40 مقعدا ويقابله"مجلس شورى"معين يحظى بالعدد نفسه من المقاعد. ويتوقع ان تتحكم باختيار رئيس المجلس المقبل. الى ذلك، دخل ثلاثة من مرشحي"جمعية العمل الوطني الديموقراطي"يسار وقوميون ومستقلون المعارضة والمتحالفة مع"الوفاق"انتخابات الاعادة. وكان اعلن سابقا ان مرشحة هذه الجمعية منيرة فخرو قد انتقلت الى الدور الثاني ايضا، الا انها خسرت امام النائب الاسلامي صلاح علي. اما الاسلاميون السنة الممثلون في جمعيتين، ففازوا بثمانية مقاعد وانتقل ثلاثة من مرشحيهم الى الدورة الثانية. ويحظى الاسلاميون في المجلس المنتهية ولايته ب13 مقعدا. وفي هذا السياق، فازت جمعية المنبر الوطني الاسلامي اخوان مسلمون بأربعة مقاعد سبعة نواب في المجلس المنتهية ولايته بينما فازت حليفتها جمعية الاصالة سلفيون، بأربعة مقاعد ايضا ستة نواب في المجلس المنتهية ولايته. وبقيت عشرة من مقاعد المجلس الاربعين بانتظار الحسم في الدورة الثانية السبت المقبل. وأكد رئيس كتلة"الأصالة"البرلمانية الشيخ عادل المعاودة أن الكتلة ستتعاون مع الكتل الأخرى بغض النظر عن الخطوط الطائفية. وأكد في تصريح ل"الحياة"أنه اتصل هاتفيا برئيس"جمعية الوفاق"علي سلمان مهنئاً إياه بالفوز. واحتفظ رئيس مجلس النواب المنتهية ولايته خليفة الظهراني بمقعده. وفي المجلس الجديد امرأة وحيدة هي لطيفة القعود التي فازت بالتزكية بعد انسحاب منافسيها. وفي تعليق على النتائج، اعلن مسؤول بحريني رفيع المستوى لوكالة"فرانس برس"ان نتائج الجولة الاولى للانتخابات"تؤكد بلا شك سلامة ونزاهة الانتخابات البحرينية". وشدد على ان"ما يهمنا هو ان يشارك الجميع في الحياة الديموقراطية في البحرين". واضاف ان"هذه النتيجة ستشكل اضافة ايجابية للمشروع الاصلاحي، والحكومة مستعدة ايجابيا للتعاون مع المجلس الجديد مثلما كانت متعاونة مع المجلس السابق ... وهناك رغبة اكيدة في التعاون". من جهته، نقلت وكالة انباء البحرين الرسمية عن المدير التنفيذي للانتخابات وليد بوعلاي قوله ان نسبة المشاركة في الانتخابات بلغت 72 في المئة. وجرت الانتخابات النيابية والبلدية السبت بمشاركة واسعة من المعارضة واقبال كثيف من الناخبين، لا سيما النساء، خصوصا في الدوائر التي خاضت فيها المعارضة المنافسة. ويتوقع مراقبون أن تضم الحكومة الجديدة عناصر"قوية"للوقوف في وجه البرلمان الجديد، الذي سيكون أقوى من سابقه الذي تعرض لانتقادات كثيرة بسبب ضعف أدائه في مواجهة الحكومة التي يقودها رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة منذ أكثر من ثلاثة عقود.