اعتبر البطريرك الماروني نصر الله صفير ان "المصيبة كما يقال بكماء تمنع علينا الكلام وليست مصيبة عائلة ولا مصيبة قرية او مدينة انها مصيبة الوطن، وهذا نهج اتبع السنة الفائتة فحدث نحو الاربعة عشر اغتيالاً او محاولة اغتيال، ويبدو ان السلسلة متواصلة". وقال صفير لدى استقباله وفداً من المكتب السياسي لحزب الكتائب برئاسة كريم بقرادوني وضم اعضاء المجلس المركزي نعى اليه استشهاد الوزير بيار الجميل وعبره الى مجلس المطارنة الموارنة:"سبق ان قيل كلام وهو انه ستحدث اغتيالات في صفوف الوزراء لاسقاط الحكومة، فلا ندري اذا ما كان هذا الاغتيال هو اول السلسلة، لذلك يجب الاحتياط. هذه المصيبة ليست مصيبة عائلة كما قلنا، مصيبة وطن بكامله. نسأل الله ان يلهمنا جميعاً السبيل السوي لكي نعرف كيف ننقذ وطننا من هذا الوضع المأسوي الذي يتخبط فيه". وحين سئل صفير عن الكلمة التي يوجهها الى المسيحيين في هذا اليوم الحزين، كرر القول:"لا اعتقد ان المصيبة هي مصيبة المسيحيين بل هي مصيبة البلد، لبنان ككل. لذلك نحن نتوجه الى جميع اللبنانيين لكي يفكروا ملياً في الأمر ويضبطوا اهواءهم ولا يفكروا الا في مستقبل الوطن". اما بقرادوني فأشار الى ان"شهادة الجميل جاءت في الذكرى السبعين لتأسيس حزب الكتائب في 21 تشرين الثاني نوفمبر 1936". وقال عن التحقيق في الجريمة:"امس في اجتماع قوى 14 آذار والمكتب السياسي، طلبنا من رئيس الحكومة ومن وزير الداخلية خصوصاً ان يتسلما مباشرة هذا التحقيق، لان الفارق بين هذه العملية والعمليات السابقة ان هذه العملية منفذة في وضح النهار والاشخاص غير ملثمين. هناك شهود داخل السيارة، مرافق بيار والمرافق الآخر سمير الشرتوني رحمه الله، وبقي مرافق آخر شاهدهم والحادث وقع في شارع كبير وهناك شهود كثر. اذاً هناك مؤشرات وطرق ووسائل وخيوط يمكن ملاحقتها. نحن نطلب باسم كل لبنان، وغداً سيكون نهار لبنان يوم لبنان في تشييع بيار، باسم كل هؤلاء اللبنانيين الذين سيشيعون بيار نريد القول هذه المرة، يجب القاء القبض على الفاعلين وبالامكان القاء القبض عليهم لان هناك خيوطاً وهناك مؤشرات وصوراً واضحة وشهوداً، واتمنى ان يكون بيار آخر هذه السلسلة من الاغتيالات. اشعر اليوم وكأننا في لحظة 1982 عندما استشهد بشير الجميل وفي تشرين الثاني 2006 بيار الجميل. كنا نقول بشير حي فينا، واليوم نقول بشير وبيار حيان فينا". وكرر"الدعوة الى التعالي عن الجراح. واستبعد اي شرخ مسيحي وقال:"انا لا اتخوف بل ادعو الى وحدة مسيحية وتوافق لبناني. أنا وحدوي عند المسيحيين وتوافقي عند اللبنانيين، ولبنان لا يستطيع ان يستمر ان لم تكن هناك وحدة بين المسيحيين وتوافق بين اللبنانيين". واطلع نائب رئيس الهيئة التنفيذية ل"القوات اللبنانية"النائب جورج عدوان البطريرك صفير على اجواء لقاءات قوى 14 آذار التي تمت"إذ من الضروري ان يكون يوم غد اليوم يوماً وطنياً بامتياز، ويودع لبنان بطلاً من ابطال الاستقلال وشاباً لبنانياً نذر شبابه لقضية لبنان وحريته واستقلاله، وهو شاب حلم ب 14 آذار وبأن الحرية لا يمكن ان تتحقق اذا لم نناضل في سبيلها وان الاستقلال لا يمكن ان يتثبت اذا لم نعمل له ولو حتى التضحية". وعن سبب عدم اعطاء الدكتور سمير جعجع المعلومات التي لديه عن الاغتيالات الى المراجع الامنية المختصة قال عدوان:"يمكن ان يكون وضع هذه المعلومات بتصرف النيابة العامة والاجهزة المعنية. فلندع هذا اليوم الحزين للصلاة والتأمل بدلاً من الدخول في تساؤلات، ولنقف عند شهادة بيار الجميل الكبيرة جداً، وكل انسان لديه ضمير ويتوقف عند هذه الشهادة يعرف ماذا يفعل لوطنه".