أدى اكتمال اللوائح الانتخابية المتنافسة في لبنان الى تصاعد لغة التعبئة السياسية، التي ستشهد خلال عطلة نهاية الأسبوع المزيد من المهرجانات والمناسبات الدعائية والإعلامية، ومزيداً من الإطلالات لأقطاب قوى 14 آذار وقوى المعارضة. وفيما استمر توقيف المزيد من المشتبه بتعاملهم مع إسرائيل أمس أيضاً حيث قبض على 7 مشتبه بهم، وبدأ التحقيق الأمني معهم، أحيل عدد ممن أوقفوا الأسبوع الماضي على القضاء العسكري ومنهم أحد أهم الموقوفين ناصر نادر الذي وجهت إليه مع آخرين، بينهم أحد الفارين، تهمة إعطاء معلومات أدت الى اغتيال الكادر في المقاومة غالب عوالي العام 2004. وأشار رئيس الأركان في الجيش اللبناني اللواء الركن شوقي المصري أثناء زيارة تفقدية للجنوب، الى التعاون بين الأجهزة الأمنية ومديرية المخابرات في الجيش لمواجهة محاولات الاختراق التي يقوم بها العدو وعملاؤه. وقال إن «هؤلاء العملاء لا يمثلون إلا أنفسهم، والوطن والمجتمع والمؤسسات كافة بريئة منهم كل البراءة». وفي النشاط الانتخابي برزت أمس مشاركة العماد ميشال عون في مهرجان انتخابي ل «التيار الوطني الحر» دعماً للائحته مع حزب «الطاشناق» في دائرة بيروت الأولى مساء، فيما كان زعيم تيار «المستقبل» النائب سعد الحريري يواصل زيارته منطقة البقاع حيث قال أثناء لقاءاته مع ناخبين من البقاع الأوسط (زحلة): «نرفض أن يعطينا أحد دروساً بإخماد الفتن، فمشروع الفتنة الحقيقية كان يوم جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وأخمدنا الفتنة يومها على رغم الجرح الكبير وكذلك فعلنا في 7 أيار لأننا حريصون على العيش المشترك». وفيما يظهر اليوم على شاشة التلفزة الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصر الله، أعلن رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في لقائه مع وفود في منطقة زغرتا أن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أكد فوز المعارضة في لبنان وأن أموراً كثيرة ستتغير في المنطقة، «ولكن هذا التوقع غير صحيح وهذا التصريح الإيراني بلور الفحوى الحقيقية لطبيعة المواجهة». وقال إن «التصويت هذه المرة سيكون إما لمصلحة أحمدي نجاد وإما لما يردده البطريرك (الماروني نصرالله) صفير يومياً». وكان عون استهل كلمته في مهرجان الأشرفية بالرد على حملة استبقت مجيئه بتوزيع بيانات جاء فيها: «لا أهلاً ولا سهلاً بحليف العلوج والقوميين السوريين قتلة بشير الجميل وشهداء ثورة الأرز وبآمر قصف المسيحيين في الأشرفية والقليعات». واتهمت وسائل إعلام عون (صوت الغد) «القوات اللبنانية» و»الكتائب» برفعها. وقال عون: «لم نقتل المسيحيين، بل الخارجين على القانون والمعتدين على سيادة واستقلال وحرية اللبنانيين»، سائلاً: «لماذا لم يحاكم قتلة بشير الجميل في عهد أخيه (أمين الجميل)؟ من أقرّ قانون العفو؟ أليس الذين قتلوا بعضهم بعضاً ثم تصالحوا وجاء أولادهم اليوم يطالبوننا بالثأر؟... نحن قاتلنا في سبيل لبنان ولم نقتل، ولا عملية اغتيال (سجلت) بحقنا وليس على ضميرنا دم». وتحدث عون عن الاختلاف بالرأي، معتبراً أن «أشرف حق هو الاعتراف بحق الاختلاف. ما دام الصراع فكرياً فأهلاً به لأنه يخرج بأفضل الحلول»، مشيراً إلى أن «في مقابلنا شائعات تتكرر وردود فعل على ما نقوله ولم يصدر يوماً فعل من أحد بشّرنا بالتغيير... يجب ان نتخطى الماضي ونتطلع إلى المستقبل من دون أن ننسى لئلا تتكرر الجرائم. نحن نغفر للمذنبين وحتى للمجرمين ولكن لا يمكن أن نكافئهم، يجب أن يعتزلوا العمل العام والعمل السياسي. من يقتل أشقاءه في المقاومة لا يجوز له أن يدعي أنّه يدافع عن لبنان واستقلاله وسيادته... لأنهم لم يفقهوا من معنى المقاومة إلا التسلط على الآخرين معنوياً ومادياً. نفسية فاشية متأصلة لا تعرف إلا الفكر الواحد». وقال: «نسمع أخباراً كاذبة تعمم يومياً ويكررها الكبار والصغار من مرشحي 14 آذار كالببغاء. قالوا يريدون أن يعيدوا للأشرفية حقوقها، فلماذا تأخروا 18 سنة؟ إذا أرادوا أن يعيدوا لها حقوقها فالحق الأول هو الاختيار بحرية. الحق الأول هو حق مكتسب لا يمكن انتزاعه منكم، بينما كانوا يريدون أن ينزعوه منكم ويبقونكم مشتتين في الدوحة. حينها قالوا إن العماد عون أخذ بيروت الأولى إدارياً وسننتزعها منه مالياً؟ ونرى المال كيف يصرف، ونحن لا نقبل أن نباع ونشرى». وتطرق عون الى انتقاد خصومه لبرنامجه عن «الجمهورية الثالثة» وقال: «أنهم لا يعرفون تاريخ لبنان. نحن نعيش الجمهورية الثالثة وهذا برنامجها وحين نعدل الدستور نصبح في الرابعة»، موضحاً أن «الجمهورية الأولى من 1926 الى 1943 والجمهورية الثانية من الاستقلال الى سنة 1990، والجمهورية الثالثة جاءت مع اتفاق «الطائف» إلى الآن، وهي جمهورية ميئوس منها وتحتاج الى أمور كثيرة لتصلح فهي دولة بنيت على الفساد والعائلات المافيوية ويومياً هناك تجاوز وسرقة». واعتبر أن «الذين حكموا لبنان أوصلوا الدين إلى 50 بليون دولار ومع نهاية 2009 يصل الى 60 بليوناً... ولا نائب من الأكثرية يجب أن يعود إلى مجلس النواب لأنه شاهد زور على السرقات والانحطاط الذي أصاب الجمهورية اللبنانية». ونفى مجدداً استهداف الرئيس ميشال سليمان والبطريرك صفير كما نفى دفاعه عن المثالثة. وقال: «اقسم بالسماء مهما كان لونها أن سورية لن تعود» الى لبنان، معتبراً أن «الكلام عن انقسام مسيحي أكبر كذبة في تاريخ لبنان».