تواصلت موجة الإدانات العربية والدولية لاغتيال وزير الصناعة اللبناني بيار الجميل. وفي حين دعا البابا بنديكت السادس عشر اللبنانيين إلى الحذر من"قوى الظلام التي تحاول تدمير البلاد"، دانت حكومات ومنظمات عربية وإسلامية وغربية"العمل الإرهابي"ودعت إلى ملاحقة مرتكبيه. ووصف بابا الفاتيكان اغتيال الجميل بأنه"هجوم وحشي". وقال أمام نحو 20 ألفاً من المصلين والسائحين الذين تجمعوا في ساحة الفاتيكان أمس:"مع إدانتي الشديدة لهذا الهجوم الوحشي أقدم صلاتي وعزائي للأسرة المكلومة وللشعب اللبناني العزيز". وأضاف:"في مواجهة قوى الظلام التي تحاول تدمير البلاد أدعو كل اللبنانيين إلى عدم السماح للكراهية بأن تنتصر عليهم. وبدل ذلك، أطالبهم بمحاولة تجديد الوحدة الوطنية والعدالة والمصالحة والتعاون من أجل بناء مستقبل السلام". ومن دون أن يوجه حديثه إلى دول بعينها دعا البابا مجدداً الى إحلال السلام في الشرق الاوسط. وقال:"أدعو زعماء تلك الدول التي بيدها مصير المنطقة إلى المساهمة في التوصل إلى حل من خلال التفاوض لمختلف أوضاع الظلم التي تشهدها منذ فترة طويلة". وفي باريس، أعلن وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست - بلازي أن الحكومة الفرنسية"دانت"خلال جلسة لمجلس الوزراء أمس"هذه المحاولة الجديدة غير المقبولة تماماً لزعزعة الاستقرار في لبنان". وأضاف دوست - بلازي:"نقف خلف الشعب اللبناني وحكومته أكثر من أي وقت مضى. وكما قال الأمين العام للامم المتحدة كوفي أنان في لبنان إنه لا يمكن أن يكون هناك سلام من دون عدالة". واعتبر أن موافقة مجلس الامن على إنشاء محكمة دولية لمحاكمة قتلة رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري"هي لكي لا تبقى جرائم مثل هذه الجرائم من دون عقاب ... يجب معرفة من يقوم بذلك من أجل معاقبة اولئك الذين حاولوا عبر الاغتيال والعنف والجبن زعزعة استقرار بلد يستحق أن يكون حراً ومستقلاً وسيداً". وكان دوست بلازي قال إن ليست هناك"ثقة كافية"اليوم بين دمشقوباريس لاستئناف الاتصالات على مستوى عال. وقال في تصريح لإذاعة فرنسية:"اتحفظ عن الحديث عن المذنبين في هذه المرحلة وإن كان كل شخص يمكنه تكوين رأي بعد هذا الاعتداء الجديد الذي يلي سلسلة من الاعتداءات الأخرى"، ملمحاً إلى سورية وحلفائها في لبنان. وأكد أن فرنسا ليست مستعدة لاستئناف الحوار حالياً مع نظام الرئيس بشار الأسد. وقال:"بيننا وبينهم أمر مفقود اليوم، هو الثقة". وأشار إلى أن زيارتين قام بهما إلى دمشق المبعوث البريطاني نايغل شاينولد ووزير الخارجية الإسباني ميغيل موراتينوس انتهتا بتصريحات سورية"تنفي"تصريحات الزائرين. واكد أنه"يجب عدم عزل أي بلد إلا إذا عزل هذا البلد نفسه". واعتبرت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل أن اغتيال الجميل"محاولة لمنع لبنان من مواصلة طريقه نحو الوحدة الوطنية". وقال ناطق باسم الحكومة الألمانية إن مركل اتصلت هاتفياً برئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة وقدمت تعازيها له ودانت في شدة عملية الاغتيال. واضاف أن المستشارة الألمانية أكدت للسنيورة أن في امكانه الاعتماد على دعمها في سعيه إلى تثبيت الاستقرار في لبنان. وأعرب الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي عن"صدمته"لاغتيال الجميل. وأكد في بيان أنه"مصدوم جداً، حزين وقلق"بسبب الحادث. وأضاف أنه"يبقى واثقاً في إدراك الشعب اللبناني"الذي دعاه إلى"التمسك بوحدته الوطنية والتماسك إزاء هذا الحدث المؤلم". وشدد على"ضرورة بذل الجهود الممكنة كافة لتوقيف المذنبين وإحالتهم على القضاء في أقرب وقت". واستنكر الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى"عملية الاغتيال الارهابية". وقال في بيان إن"هذه العملية مدانة بكل المقاييس، إذ تدفع نحو تأجيج نيران الفتنة في لبنان". ودعا"اللبنانيين جميعاً إلى التكاتف ووحدة الصف لتفويت الفرصة على العابثين بأمن البلاد درءاً للفتنة وتحصيناً لمسيرة السلم الأهلي". وأكد أن"لا بديل من تحقيق الوفاق الوطني حول مختلف القضايا والخيارات الوطنية المطروحة". وحذر من"أي خطوة يمكن أن تمس وحدة اللبنانيين في هذه الفترة الحافلة بالمخاطر على مستقبل لبنان واستقراره". وفي القاهرة، دان وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط الاغتيال. ودعا إلى كشف القتلة. وقال في تصريحات صحافية أمس إن"عملية الاغتيال الآثمة... لم تستهدف الوزير الجميل وحده وإنما استهدفت استقرار لبنان بأكمله". وأضاف أن اغتيال الجميل يأتي"في وقت كان لبنان يسعى إلى إيجاد الحلول لمشكلاته والتسويات الجديرة بحفظ مسيرة التقدم والإزدهار التي يطمح إليها جميع اللبنانيين". واكد أبو الغيط ضرورة"كشف حقيقة هذا الاغتيال في هذه الظروف الدقيقة، وإلى جانبه الاغتيالات السابقة كافة، وتقديم مرتكبيه إلى العدالة في أسرع وقت ممكن". ودعا"جميع اللبنانيين"إلى"التكاتف والوقوف بقوة أمام محاولات زعزعة الاستقرار، والإصرار على إيجاد الحلول لخلافاتهم من خلال العودة إلى الحوار الذي لا غنى عنه لتحقيق مصلحة الشعب اللبناني وإنهاء معاناته الطويلة". وكان أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح عبر أول من أمس عن استنكاره الاغتيال. ووصفه بأنه"عمل إرهابي". ونقلت وكالة الانباء الكويتية كونا أن الأمير بعث ببرقية تعزية إلى الرئيس اللبناني إميل لحود عبر فيها"عن استنكار دولة الكويت وإدانتها الشديدة لعملية الاغتيال"، مؤكداً"الموقف الثابت لدولة الكويت الرافض لمثل هذه الأعمال الارهابية التى تستهدف أرواح الأبرياء الآمنين وتتنافى مع كل القيم والأعراف والأديان". وأعرب وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان عن"استنكاره الشديد وصدمته وحزنه العميق"للاغتيال. وقالت وكالة أنباء الإمارات أن الوزير دعا"الشعب اللبناني الشقيق إلى التماسك في وجه هذه الجريمة وترجيح التهدئة والتعقل". وفي القدسالمحتلة، صرحت الناطقة باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت ميري ايسين بأنه يأمل أن لا يؤدي اغتيال الجميل إلى زعزعة استقرار المنطقة. وقالت إن"أولمرت تحادث مساء الثلثاء مع رئيس الوزراء الإيطالي رومانو برودي وعبر عن أمله في أن لا يؤدي اغتيال الجميل إلى زعزعة استقرار الشرق الاوسط لأنه قضية داخلية لبنانية". وأكد شيمون بيريز نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي للإذاعة العامة أن"النزاع مستمر في لبنان، وإسرائيل لا علاقة لها به". وأضاف أنه"نزاع بين حزب الله الذي يريد أن يرى لبنان ايرانياً، ومعظم اللبنانيين الذين يريدون لبنان يتمتع بالسيادة ... يجب متابعة الوضع بانتباه". وكانت إيران دانت أول من أمس الاغتيال، واعتبرته"عملاً جباناً". وقال الناطق باسم وزارة الخارجية محمد علي حسيني إن بلاده"تدين هذا العمل الجبان وتعرب عن تضامنها مع عائلة"المغدور. وأضاف:"المؤكد أن أعداء لبنان ارتكبوا هذه الجريمة لأنهم لا يريدون أن يكون هذا البلد رمزاً للوحدة الوطنية ورمزاً لانتصار المقاومة"في وجه اسرائيل. وأضاف أن هذا الاغتيال يأتي في حين"كانت التطورات في لبنان تجرى في أجواء سياسية سلمية وطرق ديموقراطية وفي حين تبدى الاطراف اللبنانية كافة نضجاً سياسياً لتفادي أي مواجهة".