أعلن وزير خارجية فرنسا فيليب دوست بلازي بعد لقائه وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس امس في لندن ان"الأسرة الدولية ستؤكد حزمها خلال الايام المقبلة ازاء سورية، فليس مسموحاً ان تخل سورية بالاستقرار في لبنان"، مشدداً على تطبيق قرار مجلس الامن الدولي الرقم 1559. وفيما يشيّع اليوم في بيروت في مأتم شعبي الامين العام السابق للحزب الشيوعي اللبناني الشهيد جورج حاوي علق وزير الخارجية السورية فاروق الشرع في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الصيني على كلام دوست بلازي بالقول:"لم أسمع بهذا الكلام. وهذا لا معنى له". وكانت رايس تحدثت في المؤتمر الصحافي المشترك مع دوست بلازي بعد لقائهما على هامش لقاء وزراء خارجية الدول الثماني في العاصمة البريطانية، عن اهمية تنفيذ سورية واجباتها على ان تساهم في استقرار لبنان وليس في عدم استقراره". وعلمت"الحياة"ان رايس قالت خلال الاجتماع ان الادارة الاميركية لا تفكر في تغيير النظام في سورية لكنها ينبغي ان تبدل نهجها في لبنان وفي العراق. واعتبرت ان الوقت غير ملائم لتوقيع اتفاق الشراكة الاوروبية مع سورية. ودانت رايس ودوست بلازي بشدة اغتيال حاوي والزميل الشهيد سمير قصير. وفي بيروت بحث لقاء البريستول الذي يضم قوى المعارضة التي حصدت الغالبية في الانتخابات النيابية الاخيرة، في اغتيال الشهيد حاوي واعتبر ان نهاية المسلسل الارهابي الدامي في لبنان هي بسقوط التمديد لرئيس الجمهورية اميل لحود وتنحيته واستكمال تفكيك البنى الاستخباراتية"التي بدأت تتداعى وان كانت بقاياها ما زالت تعبث بالوطن". ورأى لقاء البريستول ان اغتيال حاوي هو"رد على انتصار المعارضة في الانتخابات واقترابها من الامساك بمقدرات الحكم السياسية والامنية... ولمنع قيام اطار موسع للقوى الفاعلة الذي يسعى لقاؤنا اليه اذ يمد اليد الى القوى الاخرى ويشكل تحدياً للمجتمع الدولي". وحمّل لقاء البريستول الذي يضم"تيار المستقبل"بزعامة سعد الدين رفيق الحريري، و"اللقاء النيابي الديموقراطي"بزعامة وليد جنبلاط وأركان"لقاء قرنة شهوان"و"حركة اليسار الديموقراطي"، النظام الامني مسؤولية اغتيال حاوي واعتبر ان بقاء لحود في الرئاسة يؤمن الحماية لهذا النظام. ودعا الى توافق وطني يضم القوى الحريصة على الاستقرار. وقال النائب فارس سعيد الذي تلا البيان ان لا مشكلة في ان يشمل التوافق العماد ميشال عون. وبحث اللقاء الموقف من انتخاب رئيس للمجلس النيابي فكان خلاف في الرأي حول دعم الرئيس نبيه بري، وتقرر ترك الامر لرؤساء الكتل النيابية اليوم او غداً، لحسم الموقف من دعوة بعض نواب المعارضة في"لقاء قرنة شهوان"الى تغيير بري. يذكر ان المعارضة كانت دعت الى اقفال عام اثناء تشييع حاوي اليوم. وقد اضيئت الشموع مساء امس امام منزل الشهيد سمير قصير وفاء له وللشهيد حاوي. وألقى امين سر"حركة اليسار الديموقراطي"الياس عطاالله كلمة اهدى فيها فوز الحركة بمقعد نيابي"الى روح الشهيد حاوي". وكانت سورية ولبنان في صلب محادثات وزراء خارجية مجموعة الثمانية في لندن فقال وزير الخارجية الفرنسية فيليب دوست بلازي في المؤتمر الصحافي الختامي للمجموعة"ان الانسحاب العسكري السوري في لبنان تأكد لكن هناك تساؤلات عن احتمال وجود بقايا من الاجهزة الامنية السورية في لبنان". واضاف ان مبعوث الاممالمتحدة تيري رود لارسن سلم الرئيس السوري بشار الاسد"رسالة حازمة"من الاسرة الدولية بأنها"لن تقبل الاغتيالات السياسية والمدنية في لبنان. وتابع:"نحن مسرورون بأن الانتخابات في لبنان جرت في حرية ونحيي تعلق اللبنانيين بالديموقراطية. ونحن نترقب باهتمام كبير الحكومة الجديدة التي ينبغي ان تحافظ على سيادة الاراضي اللبنانية وسيادتها وينبغي ان تكون الاسرة الدولية مستعدة للاستجابة الى اي طلب مساعدة من لبنان". وقال بيان الوزراء الثمانية انهم ناقشوا التقدم الذي جرى على صعيد تنفيذ القرارين 1559 و1595 واشادوا بعمل رود لارسن. وقال البيان انه بعد الانتخابات التي جرت بسلامة، فإن دول المجموعة تشجع الحكومة اللبنانية على تنفيذ القرارين وتعزيز الديموقراطية وتثبيتها، وعلى اتخاذ اجراءات لتعزيز الاقتصاد اللبناني. ودان الاغتيالات السياسية التي حصلت، مطالباً جيران لبنان خصوصاً سورية ب"التعاون من اجل تنفيذ كامل لقرارات مجلس الامن وبالمساهمة الفاعلة تساهم في أمن المنطقة واستقرارها". وسألت"الحياة"دوست بلازي اذا كان تصعيده ازاء سورية هو نتيجة نهج ديبلوماسي لوزير جديد او انه نتيجة التشاور الاميركي - الفرنسي فقال:"هو فقط لأن الاسرة الدولية لا يمكنها ان تقبل اغتيالات لسياسيين ولصحافيين فأنا اعني سمير قصير والباقين، لا يمكن ان نقبل حصول اغتيالات في لبنان".