رد رئيس هيئة اركان الجيش الاسرائيلي الجنرال دان حالوتس على أصوات في اليمين الاسرائيلي واخرى نسبت الى قياديين في الجيش تطالب بشن عدوان بري واسع على قطاع غزة على غرار عملية"السور الواقي"التي نفذها في الضفة الغربية في ربيع العام 2002، بالقول انه يجب استنفاد كل الخيارات قبل اطلاق عملية عسكرية واسعة. وأضاف ان اللجوء الى القوة العسكرية ليس الحل الوحيد بل يجدر بمطلقي مثل هذه الاقتراحات التروي قبل اطلاقها ودرس انعكاساتها، مدعياً ان الجيش الاسرائيلي يأخذ في حساباته في معركته ضد الفلسطينيين"الحفاظ على قواعد أخلاقية". وأضاف حالوتس في حديثه الى الصحافيين في احد مراكز التجنيد امس ان اسرائيل"لن تخنع امام قذائف القسام"، مضيفا ان عملية واسعة في القطاع تبقى على جدول الأعمال"لكن ينبغي اولا درس كل الاعتبارات... نحن بحاجة الى الشرعية لعملية عسكرية كبيرة... للمغزى منها ولأبعاد السيطرة على القطاع". وتابع ان استدعاء قوات اخرى للقيام بعملية واسعة النطاق ليس بالأمر الصعب، كذلك القيام بعملية واسعة"لكن عندئذ سيطرح السؤال ماذا بعد؟... لذا يجدر التفكير باليوم التالي لعملية كهذه قبل التقدم باقتراح للقيام بها... اعتقد ان عملية واسعة النطاق يجب الا تكون الخيار الأول". وكان وزير الدفاع عمير بيرتس امتنع امام لجنة الخارجية والأمن البرلمانية امس عن الافصاح عن العمليات العسكرية التي قال ان الجيش سيقوم بها لمواجهة سقوط قذائف"القسام"، ما اثار غضب النواب من اليمين واليسار على السواء الذين وصفوا التقرير الذي قدمه بيرتس بالباهت والممل مطالبين بتنحيه ورئيس الحكومة وقائد الجيش. وقال النائب يوفال شطاينتس ليكود انه يتوقع من حكومة عاجزة عن تقديم الحماية والمساعدة لمواطني الدولة الاستقالة بعد الحرب على لبنان. واضاف ان"الحكومة بدلا من ان تقدم اقتراحات حلول، فإنها تتوسل للتيس الذي اسمه ابو مازن الرئيس محمود عباس ربما يخرج منه حليب في نهاية المطاف، مثل هذه الحكومة لا تستحق البقاء حتى ليوم واحد". وهاجم وزير الخارجية السابق سلفان شالوم رئيس هيئة الأركان على تصريحاته، وقال ان الحل لقذائف"القسام"لن يتحقق من دون عملية عسكرية واسعة"لكن الجيش لا يقوم بعملية كهذه بسبب الصدمة التي ألمت به منذ الحرب في لبنان، وهذا الامتناع سيكلفنا ثمنا باهظا". واكد النائب عن حزب"ليكود"اليميني بنيامين نتانياهو الذي زار سديروت انه"من الصعب جدا العيش مع هذا التهديد المستمر للصواريخ، وعلينا الاهتمام بهذا الامر". واضاف:"ادعو الى عملية عسكرية كثيفة على شمال قطاع غزة لمنع اطلاق هذه الصواريخ وعملية اخرى على جنوب هذه المنطقة لمنع تهريب الاسلحة اليها من مصر". في غضون ذلك ا ف ب، اقترح الوزير بدون حقيبة اسحق كوهين نشر قوة متعددة الجنسيات في قطاع غزة لمنع الفلسطينيين من اطلاق صواريخ على اسرائيل، وقال للاذاعة الاسرائيلية:"حاليا لا حل عسكريا لمشكلة صواريخ القسام التي تطلق على اسرائيل من قطاع غزة، ويجب التفكير في نشر قوة متعددة الجنسيات في المكان". واضاف كوهين العضو في حزب"شاس"الديني المتش دد ان"هذا النموذج نجح في لبنان ... خضنا حربا هذا الصيف في لبنان، وكان يتم اطلاق 180 صاروخ كاتيوشا يوميا على ارضنا. لم يتوقف ذلك الا بفضل القرار 1701". وتابع ان الجيش الاسرائيلي"جيش قوي يجب ان يواجه تهديدات استراتيجية وليس صواريخ قسام. لذلك من الافضل لاسرائيل ان تطرح هذه الفكرة". وفي تصريحات للاذاعة نفسها، قال وزير حزب"المتقاعدين"رافي ايتان ان"اسرائيل يجب ان تحاول ابرام اتفاق لوقف اطلاق النار مع ابو مازن"، مضيفا:"لا نريد الهيمنة على شعب آخر وغادرنا قطاع غزة ... نحتاج الى اتفاق لوقف اطلاق النار، ويجب ان نرى ان كان ابو مازن قادرا على تطبيقه".