فازت"حماس"في الانتخابات، وأصبحت اسرائيل ومن ورائها العالم في ورطة. وظهرت في عواصم العالم كراسات شروط الديموقراطية وكراسات شروط المساعدات، وبدأ رجل الشارع يفهم للمرة الأولى لماذا تقدم الولاياتالمتحدة لمصر 3 بلايين ومثلها للأردن أو اقل او اكثر قليلاً، فهذه"جنان الديموقراطية"! "اليورو"للباعة. وپ"الدولار"للطاعة. والحق"موعده الساعة"! ومن القاهرة، جاء نعي الديموقراطية الفلسطينية:"لا تكليف لحماس إلا بعد استيفاء الشروط"! وعلى رغم ان نبأ وفاة الديموقراطية الفلسطينية لم يسمعه احد، وسط الصراخ بالتجويع والمناداة بوقف شرايين الحياة الممزقة في غزة والقطاع، إلا ان الأحداث بدأت تسير في طريق"مؤامرة مريبة". منتصف الليل، في بقعة هادئة من بيروت الرملة البيضاء يلقي احدهم قنبلة بحسب رواية او تنفجر عبوة رواية اخرى، ولا مصاب، والخسائر طفيفة! وقبلها، كان سماحة السيد يضع هو الآخر شروطاً، لن نستأذن. لن ننتظر. لن نقف نعد الأسرى والقتلى. وفي تحد بدا انه اشارة لمشير ما قال:"اذا قتل الراعي. وكررها ثلاثاً كما في الاتفاق بيننا، وفي اليوم التالي كان الرجل ميتاً"! والآن سندخل في حملة التصعيد: ويشتعل الجنوب، ويصبح سلاح المقاومة ضرورة، وهذه اسرائيل، وهذا قتيلنا، دمنا، هل نتركه؟ وتنتهز اسرائيل الفرصة، ويعلو الضجيج، ويذبحون"الديموقراطية الفلسطينية"في الوقت الذي يعلو فيه"رصاص عابر في معارك عابرة، فالحقوق بينة، ولا خلاف حولها". وبعد ان يهدأ الغبار. تكون"حماس"قد ضاعت: وافقت او تنازلت عن حقها. لماذا لا ننتظر قليلاً؟ اعطوا تجربة واحدة حقيقية فرصة للحياة. لماذا نحب الاستشهاد ونحن نبني بيتاً؟ لماذا الموت لحظة ميلاد حياة قوية؟ لماذا نريد ان نثير الغبار، وزهرة برية تتفتح، تريدنا ان نرى ما وراء الستائر، وما وراء القلوب، وما وراء الانوار الكاذبة! اسرائيل في ورطة. لأن الديموقراطية في ورطة. هنا يجب ان نكون معاً. ألا نعطي للعدو فرصة للهرب، من معركة حقيقية. ليس النصر بالرصاص والقنابل. والشجاعة ليست في الموت. الشجاعة، ان تحكم نفسك على رغم ما في نفسك! الدكتور احمد شوقي عبدالفتاح