تواصلت ردود الفعل على مذكرة التحقيق الصادرة بحق رئيس"هيئة علماء المسلمين"الشيخ حارث الضاري. وطالبت"جبهة التوافق"السنية بسحب المذكرة، ونددت"القائمة العراقية"بصدورها، وأعرب رئيس البرلمان العراقي محمود المشهداني عن غضبه واستيائه الشديدين من المذكرة، فيما اعلن الشيخ عبد الستار بزيع افتيخان ابو ريشة، احد اعيان"تجمع عشائر الانبار"انه سيرفع شكوى ضد الضاري بعد ان وصف الاخير التجمع بأنه"مجموعة لصوص وقطاع طرق". وطالبت"جبهة التوافق"في بيان تلاه النائب سليم عبدالله الجبوري"الحكومة العراقية بسحب المذكرة الصادرة بحق الشيخ حارث الضاري"، واعتبرت ان"الهدف من اصدارها افتعال ازمة اخرى تنسي العراقيين ازمة خطف موظفين ومراجعين في وزارة التعليم العالي الثلثاء الماضي". ولفتت الى ان"التعاطي الحكومي مع الحدث غير مناسب ... ويظهر الازدواجية بالتعامل مع الاحداث"، مشيرة الى ان"ما زاد الامر سوءا هو اصدار مذكرة توقيف ضد الضاري". واكدت ان"هذا يمثل فشل الحكومة وتخبطها في التعامل مع الملفات الساخنة. فالجبهة تدرك مدى خطورة الوضع وان هناك من يسعى الى جر الساحة لحمام دم طائفي". وتابع ان"زعماء الميليشيات الارهابية احرار في الشوارع وتردد الدولة واضح في التعامل معهم". وكان رئيس البرلمان العراقي أعرب في بيان"عن غضبه واستيائه الشديدين من الاخبار الصحافية التي تحدثت عن اصدار الحكومة العراقية مذكرة اعتقال بحق الشيخ الضاري". واضاف ان المشهداني اجرى"اتصالات سريعة برئيس الوزراء نوري المالكي للتحقق من مدى صحة هذه الاخبار". وتابع البيان ان رئيس الوزراء اكد لرئيس مجلس النواب"عدم صحة هذه الاخبار وأنها استندت الى معلومات فسرت بطريقة خاطئة". وكان وزير الداخلية العراقي جواد البولاني اعلن الخميس ان وزارته اصدرت مذكرة اعتقال بحق الضاري، الذي كان الرئيس جلال طالباني اتهمه ب"اثارة الفتن الطائفية والقومية". وزاد البيان ان المشهداني أكد لرئيس الوزراء"اهمية المرجعيات الدينية ودورها ومنزلتها، بمختلف توجهاتها الفقهية والمذهبية، وعدم المساس بها"مشيداً ب"منزلة الشيخ الضاري ومكانته العلمية والدينية والوطنية العالية"محذراً من أن المساس به"يعد سابقة خطيرة ستكون لها آثار سلبية على الشارع العراقي". ولفت المشهداني الى ان"مثل هذه القرارات المهمة لا تتخذ بصورة انفرادية وانما من خلال المجلس السياسي للامن الوطني". من جانب آخر استنكرت"القائمة العراقية"برئاسة رئيس الوزراء العراقي السابق اياد علاوي مذكرة التوقيف بحق الشيخ الضاري"في الوقت الذي تشهد فيه الساحة العراقية تداعيات خطيرة وتتعثر عملية المصالحة الوطنية مما سيعقد الوضع السياسي في البلاد". واعتبرت في بيان ان اصدار امر باعتقال الشيخ الضاري يمثل"استمراراً لنهج التهميش والاقصاء الذي تمارسه الحكومة بحق الرموز الوطنية والسياسية والاجتماعية والدينية من الاحرار وإبعاد الشخصيات الوطنية الفاعلة من الساحة العراقية". وفي كركوك 255 كلم شمال بغداد طالب المئات، خلال اجتماع عقد بحضور بعض الشخصيات السنية، بسحب المذكرة ايضا، كما استنكر"المجلس الاستشاري العربي"حيث عقد الاجتماع، اصدارها. وقال رئيس المجلس احمد حميد العبيدي ان الضاري"مرجع لأهل السنة في العراق ورمز ديني كبير في العالم العربي والاسلامي ... كما انه لم يرفض مشروع المصالحة". واصدر المجتمعون بيانا دعا"كل ابناء العراق، وخصوصاً كركوك، الى ضبط النفس والالتزام بالقانون وعدم السماح لذوي النفوس الضعيفة بشق الوحدة الوطنية". وفي سامراء 125 كلم شمال بغداد، نظم مئات الاشخاص تجمعا امام مرقدي الامامين علي الهادي والحسن العسكري في المدينة مطالبين ب"سحب المذكرة وعدم التعرض للشخصيات الوطنية والاسلامية". وفي الفلوجة 50 كلم غرب بغداد، تظاهر المئات احتجاجاً على اصدار المذكرة، وجابت المدينة مسيرة منددة بموقف الحكومة. في غضون ذلك، اعلن الشيخ عبد الستار بزيع افتيخان ابو ريشة، احد اعيان"تجمع عشائر الانبار"المعارض لتنظيم"القاعدة"انه بصدد رفع شكوى قضائية ضد رئيس"هيئة علماء المسلمين"بعد ان وصف الاخير التجمع بأنه"مجموعة لصوص وقطاع طرق". ورد ابو ريشة في بيان على تصريحات الضاري"سنرفع الاحد اليوم دعوى قضائية ضد الضاري لتطاوله على مجلسنا وتهجمه على عشائر الانبار واساءته الى شيوخ هذه المدينة"، في اشارة الى الرمادي كبرى مدن محافظة الانبار المضطربة. واضاف"باسم المجلس نقول لحارث الضاري ان كان هناك قاطع طريق فهو انت وان كان هناك قاتل وخاطف فهو انت". وكان الضاري اتهم في مقابلة مع قناة"العربية"السبت الماضي"تجمع عشائر الانبار"بأنه"مجموعة من قطاع الطرق لجأت اليهم الحكومة لمقاتلة القاعدة التي تقاتل قوات الاحتلال. وهؤلاء اللصوص لا يروقهم وجود القاعدة في الانبار وعملياتها فقد تعرضت عملياتهم للضرر فانضموا الى مجاميع قيادتها مشبوهة". واضاف ابو ريشة"نقول للضاري باسم اهالي الانبار ان ابناء مدينتنا لا يفرقون بين اي من مكونات هذا الشعب، وسيقطعون دابر الارهابيين ومن يتعامل معهم تحت كل المسميات، وسنقف ضد كل من يمد الارهابيين بالدعم المالي او اي دعم آخر". واتهم ابو ريشة الضاري مجدداً"بالتجوال على الدول بهدف التسول لجمع الاموال للتكفيريين". وقال"نحذرك باسم شيوخ الانبار من ان تسيء الى هذه المدينة ... فشيوخ الانبار لم يتسولوا لدى الدول المجاورة لجني مكاسب شخصية على حساب دماء الابرياء وابناء الشعب". واضاف ان"الضاري لا يمثل اهل الانبار"، وطالب"هيئة علماء الملسمين"ب"ابعاده عنها واختيار الافضل"، داعيا في الوقت ذاته"الشيخ عبد الملك السعدي والدكتور احمد الكبيسي، وهما خارج العراق الآن، للعودة لقيادة ابناء الانبار روحيا ودينيا".