فشل الرئيس الأميركي جورج بوش في إقناع كوريا الجنوبية أمس بالانضمام إلى خطة أميركية لاعتراض سفن كورية شمالية، وذلك في إطار سعيه إلى تشديد عزم آسيا ضد التهديد النووي لبيونغيانغ. وأجرى بوش، الذي يشارك في فيتنام في قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ آبيك مع نظيره الكوري الجنوبي روه مو هيون ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبيه، محادثات مكثفة في شأن التحدي الذي تفرضه كوريا الشمالية، خصوصاً بعد تجربتها النووية في الشهر الماضي. راجع ص 8 واتفق بوش وآبيه في محادثاتهما الأولى المباشرة، منذ أن تولى منصب رئيس الوزراء خلفاً لجونيتشيرو كويزومي، على تعزيز نظام الدفاع الصاروخي ضد مخاطر صواريخ كوريا الشمالية. وقال:"عندما نعمل معاً يمكننا أن نجلب السلام والاستقرار والرفاهية لشعوبنا". وأشار بعد لقائه روه إلى أنهما اتفقا على"الرغبة المشتركة في أن تنفذ إرادة العالم بفاعلية". ولم يصل روه إلى حد تقديم التأييد الكامل لمبادرة أمن حظر الانتشار النووي التي تتزعمها الولاياتالمتحدة والتي تستهدف اعتراض سفن كوريا الشمالية يشتبه في شحنها مواد خاصة بأسلحة الدمار الشامل، في ضوء إجراءات منع نقل الأسلحة غير المشروعة التي وافقت عليها نحو 70 دولة عام 2003. وتخشى سيول من أن يؤدي الأمر إلى مواجهات مسلحة. وقال المسؤول الكوري الجنوبي للصحافيين، بينما كان بوش يجلس على مقربة منه:"على رغم أن جمهورية كوريا لا تشارك في المبادرة مشاركة كاملة إلا أننا نؤيّد المبادئ والأهداف لمنع مواد أسلحة الدمار الشامل في منطقة كوريا الشمالية"، في إشارة إلى تعهّد بلاده تنفيذ قرار مجلس الأمن 1718 الذي يحظر تجارة سلع أو تحويل أموال إلى كوريا الشمالية يمكن أن تعزز برامج أسلحتها. وشدد بوش على أن"رغبة الجميع هي التوصل إلى حل سلمي لمسألة كوريا الشمالية". من جهتها، دعت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس كوريا الشمالية وميانمار إلى الاقتداء بالنموذج الفيتنامي في التخلي"عن الدور المناوئ عبر التاريخ... والانضمام إلى المجتمع الدولي وفتح مسار جديد للسلام والازدهار، ولن يكون هناك ما هو أفضل لشعوبهما". وكانت رايس تتحدث في منتدى لرجال الأعمال على هامش قمة"آبيك". على صعيد آخر، أعربت لجنة حقوق الإنسان في الجمعية العامة للأمم المتحدة ليل الجمعة - السبت في قرار عن"قلقها العميق"حيال المعلومات التي تحدثت عن"انتهاكات خطرة ومنتظمة لحقوق الإنسان"في كوريا الشمالية. وتبنت اللجنة هذا القرار بغالبية 91 صوتاً في مقابل 21، وامتناع 60 عن التصويت. وصوتت الولاياتالمتحدة واليابان والاتحاد الأوروبي إلى جانب القرار، في حين اعترضت عليه روسيا والصين.