توعّد الرئيس الإيراني السابق رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني الإدارة الأميركية بمزيد من الخسائر في الشرق الأوسط بسبب"الأخطاء الاستراتيجية"التي ارتكبها الرئيس الأميركي ومساعدوه في المنطقة وآثارها على الشعب الأميركي، منبهاً الإدارة الأميركية إلى"عدم قدرتها على التعامل مع إيران كما تعاملت مع العراق وأفغانستان". وطالب رفسنجاني واشنطن برفع إيران من"محور الشر"قبل أن تفكر طهران في إجراء محادثات مع واشنطن في شأن العراق. وقال رفسنجاني في خطبة الجمعة في طهران في إشارة إلى احتمال إجراء محادثات مباشرة بين إيرانوالولاياتالمتحدة:"يتعين على بوش بادئ ذي بدء أن يرفع إيران من محور الشر". وقال إن"سياسة القبضة الحديد لبوش فشلت وطبقاً لاستطلاعات الرأي جعلته أكثر رؤساء الدول المكروهين في العالم". وأضاف أنه"لا يتعين على الولاياتالمتحدة أن تعتمد كثيراً على حق النقض الفيتو الذي تتمتع به داخل مجلس الأمن حيث أن ما يؤخذ في الاعتبار في نهاية الأمر هو الرأي العالمي وما يصدره من أحكام". في غضون ذلك، أكد وزير الدفاع الإيراني مصطفى محمد نجار أنه"إذا قرر الأميركيون أو الصهاينة الإقدام على أي تحرك ضد مؤسسة الجمهورية الإسلامية المقدسة، فإن قواتنا المسلحة ستقدم لهم رداً ساحقاً وحاسماً"، مضيفاً أن"الرد سيجعلهم يأسفون على عملهم إلى الأبد". وأجرت القوات المسلحة الإيرانية ثلاث مناورات حربية في العام الماضي شملت اختبار صواريخ ذاتية الدفع متوسطة المدى يمكنها أن تصل إلى إسرائيل أو قواعد أميركية في الخليج. وقال نجار:"المناورات الحربية التي نشاهدها كل يوم علامات على درجة الاستعداد القصوى للقوات المسلحة استناداً إلى القدرات المحلية". كذلك قائد قوات حرس الثورة الإسلامية الجنرال يحيى رحيم صفوي أكد أن قوات حرس الثورة والتعبئة باسيج"على استعداد لصد أي هجوم على الأراضي الإيرانية" مشدداً ان" الاستراتيجية الإيرانية لا تقتضي الهجوم على أي دولة ، لكن إذا أراد العدو ضرب المصالح والمؤسسات الإيرانية، فإن رد أبناء الحرس والتعبئة سيكون هجومياً ومدمراً". أنظمة دفاع روسية جاء ذلك بينما أعلن ميخائيل دميتريف رئيس الجهاز الفيديرالي للتعاون العسكري والفني في وزارة الدفاع الروسية أن بلاده ستمضي قدماً في تنفيذ عقد لتسليم أنظمة دفاع جوية متطورة إلى إيران, على رغم دعوات أميركية لروسيا بإعادة النظر في المسألة. وأعلنت موسكو أنها تعارض صدور أي قرار عن مجلس الأمن يمكن أن"يعوّق عمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية". وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي يزور حالياً الهند إن بلاده تعارض بشدة صدور أي قرار عن مجلس الأمن يمكن أن يعرقل عمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأضاف أن المطلوب من المجلس هو المساعدة على"ضمان تعاون إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وعدم إعاقة هذه المنظمة في عملية التسوية". وأوضح لافروف أن التعديلات الروسية على مشروع القرار الأوروبي المقدم لمجلس الأمن في شأن إيران تهدف إلى المساعدة على استئناف المفاوضات، معتبراً أن الهدف"ليس معاقبة إيران بل السعي من خلال المجلس إلى استئناف الحوار معها". إلى ذلك تصاعدت حدة الانتقادات للإدارة الأميركية في أوساط الخبراء الروس المعنيين بالملفين الكوري الشمالي والإيراني، والذين اعتبروا أن سياسة"العزل"التي تتبعها الولاياتالمتحدة ضد دول تصفها بأنها"شريرة"تنذر بعواقب وخيمة. ووصف فلاديمير دفوركين الخبير في قضايا نزع السلاح من معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية، معاهدة الحد من الانتشار، بأنها غدت"وثيقة ميتة عملياً وفي الغالب بفضل السياسة التي تمارسها الولاياتالمتحدة وبالتحديد انسحاب الولاياتالمتحدة من معاهدة الدفاع المضاد للصواريخ، ورفض المصادقة على معاهدة الحظر الشامل لتجارب السلاح النووي، پوتبني نظرية الحق في توجيه الضربة النووية الوقائية". وأكد أليكسي أرباتوف رئيس مركز الأمن الدولي لدى معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية أنه"ينبغي على أعضاء"الخماسي النووي"الإعلان عن أن دولهم لن تبادر إلى استخدام السلاح النووي ولن تستخدم الأسلحة التقليدية إذا لم يكن هناك خطر يهدد أمنها بصورة مباشرة". وقال إنه لا يمكن التأثير في الدول الأخرى من أجل الحفاظ على نظام منع الانتشار إلا بهذه الصورة.