الى الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى: قرأت في"الحياة"بتاريخ 17 / 11 / 2006 خبراً عن قتل رجل دين مسيحي والتمثيل بجثته في مدينة الموصل، وهذه ليست المرة الأولى التي تبتلى بها الأقلية المسيحية في الموصل بأعمال الاضطهاد والقتل والتهجير. ففي هذه المدينة العريقة توجد مجموعات متعصبة وحاقدة، تستغل كل فرصة عندما يختل حبل الأمن لتقوم باضطهاد وقتل وتهجير الاقليات، بخاصة المسيحية منها ومن دون أن يكون لهذه الأقليات ناقة أو جمل بما حدث أو يحدث. بعد انقلاب 14 تموز/يوليو 1958، بدأت تلك الزمر بأعمالها الإجرامية باضطهاد الأقليات من مسيحيين وأكراد وغيرهم، وأصاب الأقلية المسيحية من تلك الأعمال حصة الأسد، مع أن هذه المجموعات أصيلة في المدينة، ومتميزة في الأعمال والدراسة، وبينها الكثير من الأطباء والمهندسين ورجال الأعمال الناجحين. لُجمت تلك المجموعات بمجيء البعث الى الحكم حيث سيطرت على الأمور مجموعات علمانية نوعاً ما، ومع هذا كانت الموصل المخزن الرئيس لتزويد صدام بضباط الجيش حيث كان هناك ما يزيد على عشرين ألف ضابط من الموصل في جيش صدام عند انهيار النظام عام 2003. ان قتل رجل دين مسيحي مسالم والتمثيل بجثته، هو عمل شائن ولم تقم به حتى أشد جماعات المتعصبين اليهود في فلسطين تجاه رجال الدين المسلمين والمسيحيين هناك. ومع هذا ومن خلال معرفتي بتلك الزمر الموصلية لا استغرب ذلك، فهم من أشد الناس تعصباً وحقداً على الاقليات، وفي عقولهم ظلام العهد العثماني في أشد أيامه ظُلماً. المستغرب في ذلك هو سكوت بقية العراقيين خصوصاً العرب السنّة والشارع العربي بمثقفيه على تلك الجرائم، فلا نسمع أحداًَ يستنكرها بشدة. وهذه الرسالة موجهة خصوصاً الى الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، فمحاولاته المستمرة لاصلاح نظرة الآخرين الى العرب لا تساعدها هذه الاعمال الإجرامية الموصلية. زهير عبدالله - باحث في شؤون الأقليات