الخصية هي منبع الحيوانات المنوية والهرمونات الجنسية، ويملك الرجل اثنتين تقطنان في غلاف يعرف بكيس الصفن، يظن كثيرون أنه مجرد فاصل جلدي، والواقع ان لهذا الكيس أهمية حيوية كبيرة، فهو يعمل على تأمين الحرارة المثالية التي تسمح بإنتاج الحيوانات المنوية في أفضل الأجواء، فهبوط هذه الحرارة أو زيادتها عن حدث معين يؤثر سلباً في الحيوانات المنوية شكلاً وعدداً ومضموناً. تحتوي الخصية على أنابيب رفيعة يبلغ طول كل منها 60 سنتم، تتلاقى مع بعضها البعض لتعطي 15 الى 20 قناة يشكل مجموعها الجزء الذي يقع في أعلى الخصية ويعرف باسم البريخ، وهذا الأخير يتصل مع الحبل المنوي الذي بدوره يتحد مع قناة الحويصل المنوي التي تصب في مجرى البول. كما تحتوي الخصية على نوعين من الخلايا: خلايا سترولي التي تنتج الحيوانات المنوية وبعض الهرمونات الذكرية، وخلايا ليديك التي تفرز هرمون الذكورة التيستوستيرون المسؤول عن صفات الرجولة، مثل الشوارب والذقن والصوت الخشن، اضافة الى وظائف أخرى جنسية وعضوية. والخصية قد تكون محطة لأمراض عدة من أهمها: الدوالي وهي حالة مرضية ناتجة من حدوث توسع في أوردة الخصية الصارفة للدم الأمر الذي يؤدي الى ارتجاع الدم وتقوقعه وبالتالي الى رفع حرارة الخصية فوق الحد المسموح به. وتشاهد دوالي الخصية لدى 15 في المئة من الرجال، وتكون متوضعة في الجهة اليسرى لدى 60 في المئة من الحالات في مقابل 20 في المئة من الجهة اليمنى، أما في النسبة الباقية فتشاهد الدوالي في الجهتين معاً. ويمكن كشف وجود الدوالي بواسطة الفحص السريري، ويتم التأكد من التشخيص بالفحص بالأمواج فوق الصوتية الملونة التي ترصد ارتجاع الدم في الأوردة. وفي العادة يعاني المصاب بالدوالي من بعض العوارض مثل وجود انتفاخ حول أو أعلى الخصية، أو الألم عند الوقوف فترة طويلة، أو من صغر حجم الخصية المصابة بالدوالي، وقد يكون التأخر في إنجاب الأطفال صفارة الإنذار المنبهة الى وجود دوالي الخصية. ودوالي الخصية قد تكون سبباً للعقم لأنها تسهم في رفع حرارة الخصية، الأمر الذي يؤثر في الحيوانات المنوية فيقل عددها، وتضعف حركتها، وتنخفض قدرتها على تلقيح البويضة، وتصاب بالتشوهات أيضاً. ويتم علاج دوالي الخصية في ثلاث حالات فقط. عند المعاناة من آلام دائمة فيها، ولدى تأثر حجمها، وعند الإصابة بالعقم. وهناك طرق لإصلاح الدوالي، من بينها ربط الوريد بعمل شق جراحي في المنطقة الإربية، أو ربط الوريد بالجراحة المجهرية باستعمال المنظار، وهذه الطريقة الأخيرة تطبق على نطاق واسع، وهي آمنة، ومضاعفاتها نادرة للغاية، وفي امكان المريض أن يعود الى بيته في اليوم عينه الذي تجرى فيه العملية. الالتهاب قد تتعرض احدى الخصيتين أو الاثنتين معاً للالتهاب الميكروبي الذي يأتي من طريق فتحة البول في مقدمة العضو، ويحصل هذا الالتهاب عادة بعد ممارسة علاقة جنسية مشبوهة، ولكن يمكن حدوثه أيضاً من دون سبب واضح. ويعاني المصاب بالتهاب الخصية من ألم شديد فيها، ومن تورم في كيس الصفن، ومن ارتفاع في الحرارة. والتهاب الخصية لدى الطفل قد تترتب عنه عواقب وخيمة اذا لم يتم كشفه وعلاجه في الوقت المناسب، فإهمال هذا الالتهاب يعرض الخصية للضمور، وبالتالي يترك انعكاسات سلبية مستقبلية على القدرة الإنجابية. ان كل ألم أو انتفاخ في خصية الطفل يجب أخذه على محمل الجد، وبالتالي مراجعة الطبيب فوراً للمباشرة في المعالجة الصحيحة تفادياً لوقوع المضاعفات. واذا كان التهاب الخصية ناتجاً من عوامل جرثومية فإن الطبيب يصف المضادات الحيوية المناسبة وخافضات الحرارة. أما في حال الالتهاب الفيروسي فتعطى الأدوية المسكنة وقد يوصى بوضع الكمادات الباردة للتخفيف من حدة التورم. السرطان يعتبر سرطان الخصية من أكثر أنواع السرطانات شيوعاً عند الشباب، الا أنه من الممكن أن يحدث في أي عمر من الأعمار، وعادة ما يتم اكتشاف هذا الورم صدفة من قبل المريض نفسه، أو بعد القيام بالفحوص الطبية الروتينية. ولسرطان الخصية عوارض وعلامات غير نوعية، مثل اكتشاف كتلة غير طبيعية عند لمس الخصية، أو المعاناة من حس الثقل في كيس الصفن، أو من تورم في احدى الخصيتين، أو من الشعور بالضغط في أسفل البطن. وللتأكد من تشخيص سرطان الخصية لا بد من مراجعة الطبيب للقيام بالفحوص الطبية اللازمة التي تسمح بوضع النقاط على الحروف، ان فحص خزعة من نسيج الخصية تحت المجهر هو الطريق الوحيد الذي يسمح بالنطق في الحكم. عندما يتم تشخيص الإصابة بسرطان الخصية يقوم الطبيب بتحديد المرحلة التي وصل اليها الورم، فالعلاج الناجع يعتمد، في درجة كبيرة، على نوع السرطان والدرجة التي بلغها، وبعد جمع المعطيات الضرورية المتعلقة بالمرض والمريض يتم الشروع بالمعالجة المناسبة التي قد تكون جراحية أو شعاعية، أو كيماوية، ومن المهم جداً اكتشاف سرطان الخصية باكراً ما أمكن، لأن فرص الشفاء الكامل منه تكون مرتفعة جداً. ويعتبر الفحص الذاتي للخصية واحداً من الفحوص المهمة التي تزيد من امكانية اكتشاف الورم فيها، وهذا الفحص بسيط جداً، وفي امكان أي رجل القيام به بمعدل مرة واحدة في الشهر، فبعد أخذ حمام دافئ يتم اجراء الخطوات الآتية: - الوقوف أمام المرآة لمراقبة أي انتفاخ موجود في الصفن. - فحص كل خصية باليدين معاً في محاولة للتعرف على وجود أي كتلة غير طبيعية، مع العلم بأنه من الطبيعي جداً أن تكون احدى الخصيتين أكبر من الأخرى. وطبعاً، فإن ملمس الخصية يجب أن يكون ناعماً ومن دون تعرجات. - عند اكتشاف أي شيء غير طبيعي يجب الاتصال بالطبيب فوراً. القيلة المائية وهي عبارة عن تورم في كيس الصفن ناتج من تجمع السائل فيه، وتكون القيلة كبيرة أو صغيرة، في جهة واحدة أو في الجهتين معاً. وفي معظم الحالات لا تسبب القيلة المائية لصاحبها أي مشاكل وهنا تترك وشأنها. ولكن في حالات أخرى قد تكون القيلة المائية مصدراً لإزعاج شديد أو لآلام مزمنة لا تطاق، وهنا لا بد من معالجتها جراحياً. والقيلة المائية شائعة لدى الأطفال وهي غير مؤلمة، وكثيراً ما تسبب الهلع للأهل، والواقع أن لا خوف من هذه القيلة، فهي عادة ما تختفي من تلقاء نفسها بعد أشهر قليلة. المعلقة بعد أن تكمل الخصية نموها في الجنين خلال الحياة الرحمية، تأخذ بالزحف رويداً رويداً ابتداء من الشهر الخامس من عمر الجنين، في اتجاه مكانها الطبيعي، أي كيس الصفن، بحيث تستقر فيه نهائياً قبل موعد الولادة، لكن لسبب ما قد تفشل الخصية في اتمام رحلتها كاملة فتتوقف في جوف البطن، وبعد الولادة يكتشف الطبيب غياب الخصية أو ربما الخصيتين معاً. ان تشخيص الخصية المعلقة في مرحلة عمرية مبكرة مهم جداً من أجل اتخاذ الإجراءات الطبية الكفيلة بإنزالها الى موقعها النهائي، لأن التأخر في العلاج حتى سن البلوغ يعرض الخصية للتلف فلا تستطيع القيام بعملها في انتاج الحيوانات المنوية، واذا بقيت الخصيتان معلقتين في البطن فإن صاحبهما سيصاب بالعقم حتماً.