انتفاخ أو تورم الخصية من الأمراض التي تستوجب مراجعة الطبيب وبأسرع وقت ممكن اذ قد تكون عرضا لمريض خطير قد يهدد حياة الرجل. وتتعدد أسباب تورم الخصية تبعا للعامل المسبب لها فمنها المؤلم: كورم ما بعد الإصابات (الكدمات)، أو التهاب الخصية والبربخ أو التهاب كيس الصفن الذي يحوي الخصيتين، أو نتيجة الإصابة بالنكاف، أو التواء الخصية. ومنها ما قد لا يكون تورما مؤلما: كسرطان الخصية، أو القيلة المائية وهي امتلاء كيس الصفن بالماء، أوالفتق وهو اندفاع جزء من الأمعاء إلى داخل كيس الصفن، أو دوالي الخصية وهي تمدد الأوعية الدموية المحيطة بالخصية. فيجب على أي رجل يشعر بوجود تورم في الخصية سواءً كان يصاحبه ألم أولا أن يسرع بزيارة الطبيب الذي سوف يقوم بالفحص اللازم ويوجه للمريض عدة أسئلة لها علاقة بتشخيص الحالة. ومن اخطر أسباب تورم الخصية وجود تحولات سرطانية فيها والتي تشكل حوالي 1% من مجموع الاورام التي تصيب الرجال في اي مرحلة عمرية، وبحسب السجل الوطني للأورام في المملكة فقد تم تسجيل 38 حالة عام 2006م و58 حالة عام 2007م، وبحسب آخر اصدارات السجل (ديسمبر 2012م) تم تسجيل 74 حالة لعام 2009م. ويعتبر سرطان الخصية الورم الأكثر شيوعاً عند الشباب ما بين 20 و40 سنة من العمر. ويقسم إلى فئتين أولاها السيمينوما أو الورم المنوي (Seminoma) وثانيتها جميع الأورام الجرثومية الأخرى غير المنوية (Nonseminomatous) مع تعادل نسبة حدوث هاتين الفئتين. ومع وجود الكثير من النظريات الا ان العامل المسبب للإصابة بسرطان الخصية لم يكتشف حتى الآن وهو غير معروف طبيا ومن الصعب جدا تفسير إصابة أناس بسرطان الخصية دون غيرهم وبالتالي كل رجل عرضة للإصابة بهذا السرطان. وقد اشارت بعض الأبحاث العلمية إلى أسباب وعوامل يؤدي وجودها عند الشخص الى زيادة احتمالية أصابته مستقبلا بسرطان الخصية ومن هذه العوامل: - الطفل الذي يولد بخصية معلقة في البطن (أي لم تنزل إلى كيس الصفن) إذا لم تعالج في وقت مبكر وخلال فترة طفولته فان احتمالية الإصابة بسرطان الخصية واردة وبشكل كبير . - الاصابة بمتلازمة كلاينفلتر. - عدم الإنجاب والإصابة بالعقم الناتج عن ضمور الخصية. - إصابة احدى الخصيتين سابقا بسرطان الخصية. - وجود تاريخ عائلي للإصابة بالمرض. ومع التقدم المتميز في معالجة هذا الورم خلال السنوات الخمسة وعشرين الماضية فقد أصبح هذا السرطان من الأورام الأكثر تجاوباً للمعالجة مع نسبة مرتفعة جداً للشفاء منه باذن الله قد تصل إلى أكثر من 95٪ ، بينما كان أمل الشفاء في الماضي لا يتعدى 64٪. من أبرز علامات سرطان الخصية السريرية التي تحتاج التشخيص السريع واركز هنا على اهمية التشخيص السريع ومن ثم المعالجة الدقيقة: حصول تصلب أو تضخم غير مؤلم في الخصية يشعر به المريض نفسه وهذا يؤكد اهمية الفحص الذاتي للخصية والذي يعتبر واحداً من الاجراءات المهمة التي تزيد من امكانية اكتشاف الورم فيها، وهذا الفحص بسيط جداً وفي امكان اي رجل القيام به وهو ماسيتم شرحه لاحقا في هذه العيادة. ومن العلامات الاخري والتي قد تتصاحب مع التصلبوتحدث في حوالي 30٪ إلى 40٪ من تلك الحالات وجود ألم فاتر وغير حاد في الخصية أو الشعور بالثقل في أسفل البطن أو العجان أو الصفن. وأما في حوالي 10٪ من تلك الحالات فقد يكون الم الخصية حاداً وشديداً. وقد يتصاحب المرض بنسبة 10٪ بعلامات سريرية تعود إلى انتشاره إلى أعضاء أخرى كتورم في العنق نتيجة وجود سرطان نقيلي في العقدالمفية أو حدوث سعال أو ضيق في النفس إذا ما انتشر الورم في الرئة أوغثيان وترجيع في حال امتداده خلف الأمعاء أو آلام في العمود الفقري إذا ما انتشر إلى خلف الصفاق وأصاب العضلة القطنية أو الجزر العصبية أو أعراض عصبية في حال انتشاره إلى الدماغ أو النخاع الشوكي أو الأعصاب أو تورم في أحد الساقين نتيجة حصول تخثر أو انسداد في الوريد الأجوف السفلي أو الوريد الحرقفي. التشخيص: ويتم التشخيص بالفحص السريري على الخصيتين مع تحديد حجمهما ومحيطهما وتماسكهما للتفريق ما بين الخصية الطبيعية والخصية المصابة بالسرطان. فإذا ما تبين وجود قساوة او تورم صلب مثبت في الخصية نفسها أو في غلالتها البيضاء فذلك يوحي بوجود ورم غير حميد خصوصاً إذا ما امتد التصلب إلى البربخ والحبل المنوي. ويشمل الفحص السريري أيضاً البطن والعقد اللمفية في الرقبة والثدي والصدر للتاكد من عدم انتشار المرض فيها. والجدير بالذكر ان وجود قساوة (تصلب) في الخصية وان كان عادة دليل وجود سرطان فيها إلاّ أنها قد تمثل حالات أخرى كانفتال الحبل المنوي والتهاب البربخ أو الخصية والقيلة والدوالي والفتق والتجمع الدموي والقيلة النطفية. ولاثبات التشخيص تجري عادة أشعة صوتية على الصفن يتبعها في حال تشخيص الورم عمل أشعة مقطعية على البطن أوتصوير الرئتين الاشعاعي يتبعها استئصال الخصية المصابة جراحياً من جهة المنطقة الأربية. ولا يقبل علميا إجراء العملية من خلال كيس الصفن مباشرة للوصول إلى الخصية ولا حتى المساس بالغشاء الخارجي المبطن للخصية لأنه إذا ما ثبت فعلا إصابة هذه الخصية بالسرطان وبوجود مثل هذا القطع في جدار الخصية سوف يسبب تسرب الخلايا السرطانية إلى الأنسجة الأخرى والمحيطة بالخصية ومن ثم انتشارها إلى مواضع أخرى في الجسم. وفي بعض الحالات قد يتبع التدخل الجراحي جلسات علاج اشعاعي او كيميائي للتغلب على المرض بعد تحديد درجة الورم ومدى انتشاره. هنا يجب التأكيد على أنه من الضروري في معظم تلك الحالات تجميد الحيوانات المنوية قبل القيام بأي علاج كيميائي أو اشعاعي بغرض استعمال تلك الحيامن للتلقيح المجهري في حال تأثر عمل الخصية الاخرى وهو مايشاهد غالبا بعد مثل تلك العلاجات. كما يجب التنويه على نقطة في غاية الأهمية وهي التزام المريض على المتابعة الدورية بدون أي اهمال أو تردد لتفادي حصول انتكاسة للمرض (والتي تحدث بنسبة20- 35%) اوامتداد الورم والذي قد لا يتجاوب تماماً لأية معالجة تدخلية. ويحدث النكس عادة للورم خلال السنتين الأولى من المتابعة مع بروزه في السنة الأولى بنسبة 86٪ وفي السنة الثانية بنسبة 14٪ وفي السنة الثالثة والرابعة بمعدل حوالي 4٪ تقريباً. وفي تشخيص انتكاسة المرض المبكرة والسريعة عند أول ظهوره يمكن معالجته بالعلاج الكيميائي أو الجراحة الاستئصالية أحياناً مع أمل ممتاز للبقاء على قيد الحياةبمشيئة الله عز وجل بنسبة 96٪ إلى 99٪ ومع زوال السرطان التام في حوالي 75٪ من تلك الحالات. اختم هذه العيادة الصحفية بتوضيح خطوات الفحص الدوري السليم الذي ينصح به كل رجل على الأقل مرة كل شهر من بعد سن الخامسة عشرة من العمر وحتى سن الأربعين، حيث يندر بعدها حدوث سرطان الخصية، ويتم اجراء هذا الفحص على الخصيتين أثناء الاستحمام بالماء الدافئ مع ملاحظة ما يلي: * هل الخصيتان في مكانهما في كيس الصفن مع ملاحظة أنهما قد لا يكونان دائما على مستوى واحد؟ * هل يمكن لمسهما بسهولة أم أن حاجزاً مائياً غير مؤلم يحول دون ذلك (الأدرة المائية)؟ * هل ملمس سطح الخصيتين الجانبي ناعم وبلا تعرجات؟ * هل توجد أكياس دودية حول الخصية (الدوالي)؟ * هل يوجد ألم خلال تلمس الخصيتين أو بقية محتويات الكيس (الالتهاب)؟ وفي حالة وجود اي من الملاحظات أعلاه يتوجب مراجعة الطبيب المختص في اقرب وقت. تشكل الخصية العالقة داخل التجويف البطني أحد أهم أسباب سرطان الخصية