أسواق السماوة 200 كلم جنوببغداد آمنة، تعج بالمارة حتى وقت متأخر من الليل، والمقاهي على ضفاف الفرات مزدحمة دائماً، لكن حدث ما عكر صفو المدينة: اقتحم مسلحون منزل امرأة مسنة وزوجة ابنها وطفلة وقتلوا الجميع. أغلقت الاسواق ابوابها قبل اذان المغرب ببضع دقائق، وكذلك المقاهي القديمة. وأصبح مشهد المدينة شبحياً، والظلام انتصر للمرة الأولى يرافقه السكون المرعب. اللغط حول الحادثة أصبح سائداً في جميع المناطق والأمكنة، لكن غالبية الاتهامات توجه الى"مجموعة ارهابية"ربما اخترقت المدينة. لكن المفاجأة كانت أثقل من حجم الجريمة، إذ نجحت الشرطة بالامساك بالفاعل خلال ثلاثة أيام فقط. إن الابن الصغير للعائلة هو الذي ارتكب الجريمة. ما الأسباب؟ أحد أقرباء العائلة قال إن الفتى، ويدعى كرار، طلب شراء دراجة نارية بمليون دينار، لكن العائلة لم يكن لديها هذا المبلغ، فثارت ثائرته واستعار بندقية كلاشنيكوف من أحد أصدقائه بدعوى انه يريد العمل حارساً في احدى المؤسسات، وارتدى زياً أسود وطرق الباب على أهله، وعندما فتحت زوجة اخيه الباب اطلق عليها رصاصتين، بعدها دخل على والدته ليطلق رصاصة واحدة في ظهرها، اما الطفلة ابنة اخيه التي اجهشت بالبكاء خوفاً ورعباً مما رأت، فكان نصيبها رصاصة واحدة، وعندما حاول الخروج أحس بأن والدته لا تزال على قيد الحياة، فعاد وطعنها بسكين في رأسها فتوفيت في الحال، ومن ثم لاذ بالفرار كي يوهم انه كان خارج المنزل لحظة وقوع الجريمة. بعد انتشار خبر القبض على الجاني، عادت عجلة الحياة الى المدينة بسرعة وعاد الهدوء إلى أجوائها. مصدر مسؤول في مكتب التحقيقات الجنائية أوضح ل"الحياة"ان"الخيط الذي تم العثور عليه كان قريباً جداً من الجاني ونحن لم نتهم احداً عشوائياً، بل كثفنا تحقيقاتنا حول الجريمة ومتابعتنا لخيوطها الى ان تم العثور على القاتل بسرعة، إذ أبلغ عنه صديقه".