احتج المغرب في شدة على تقرير لمفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة اعتبر الوضع"مثيراً للقلق"في مخيمات اللاجئين في الصحراء الغربية. وقال مسؤول رفيع ل"الحياة"في الرباط أمس، إن التقرير مسيس، معتبراً أن اللجنة"حادت عن مهمتها الأساسية وقدمت مواقف سياسية متحيزة ضد المغرب". وقال وزير الخارجية المغربي محمد بن عيسى في رسالة رسمية إلى المفوضة السياسية لحقوق الإنسان لويزا اربور أول من أمس، إن حكومة بلاده"لا تقبل مضمون تقرير المفوضية ... بسبب تحيز التقرير ومحاباته الواضحة للأطراف الأخرى، أي الجزائر وبوليساريو". وأضاف أن التوصيات التي تضمنها التقرير"منحرفة تماماً عن سير المهمة، وهو في شكله ومضمونه يجانب الصواب"، لافتاً إلى إشارة التقرير إلى"حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره". ورأى الوزير في رسالته أن"تخصيص الجزء الأكبر من التقرير للصحراء الغربية والتركيز على الحق في تقرير المصير، يتغاضى عن الازدهار الكامل للحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية". وشدد بن عيسى على أن الخروقات التي تحدث عنها التقرير"مغلوطة"، إضافة الى أنه"لم يتم بذل أي جهد للتحقق من الخروقات المرتكبة في مخيمات تندوف"في الجزائر. ولاحظت أن الوضع هناك"تم التعاطي معه باقتضاب وسطحية غير مفهومين مع الالحاح في كل فقرة على تقرير المصير والاستقلال". واعتبر إشارة الرسالة إلى ضرورة القيام بتحريات اضافية عن حقوق الانسان في تيندوف"دليل فشل البعثة التي لم تكن على مستوى القيام بدورها على أكمل وجه في تلك المخيمات". وانتقد الوزير"فرض رقابة غير عادلة"على إفادات المنشقين السابقين عن"بوليساريو"الذين اجتمعت إليهم اللجنة في المحافظات الصحراوية. وخلص الى أن التقرير"يقدم صورة قاتمة وخاطئة تماماً عن الوضع في الصحراء"، إضافة الى أن ربطه بين تقرير المصير والاستقلال"يقدم قراءة ضيقة لهذا المبدأ". وشدد على أن التقرير"لم ينصف تعاون المغرب التام والشامل مع البعثة، بل على العكس، فإنه يكافئ العراقيل والتسلطات الجزائرية وتقسيم بوليساريو ورفضها التعاون مع البعثة". إلى ذلك، أ ف ب نددت جبهة"بوليساريو"أمس ب"منع"المغرب برنامج تبادل الزيارات بين العائلات الصحراوية الذي تطبقه المفوضية العليا للاجئين في الأممالمتحدة. وقال منسق"بوليساريو"لدى بعثة الأممالمتحدة محمد خداد إن المغرب"منع مواصلة هذه العملية الإنسانية"التي كان مقرراً أن تستأنف مطلع الشهر الجاري بعد توقف موقت. ونقلت"وكالة الانباء الجزائرية"عن خداد دعوته مجلس الأمن والمجتمع الدولي إلى وضع حد ل"تعنت المغرب الذي يريد إبقاء الاراضي الصحراوية مغلقة، تلبية لحاجات سياسة القمع العمياء وانتهاك حقوق الانسان التي يمارسها، وذلك ليس في وجه الوفود الاجنبية والمنظمات الأخرى غير الحكومية فحسب، بل في وجه المواطنين الصحراويين أيضاً". وكانت عشرات من العائلات الصحراوية التي تقيم في مخيمات اللاجئين في تندوف وفي أراضي الصحراء الغربية تمكنت من تبادل الزيارات بعد انفصال استمر أكثر من ثلاثين عاماً، بفضل برنامج إنساني نفذته مفوضية اللاجئين في آذار مارس 2004.