الرباط، مخيّم العيون للاجئين الجزائر - "الحياة"، ا ب - حذّرت المفوضية العليا للاجئين من كارثة انسانية في حال عدم تقديم مساعدات عاجلة للصحراويين في تيندوف، جنوب غربي الجزائر. وقال السيد عطار سلطات خان، ممثل المفوضية في الجزائر، ان الصحراويين في أشد الحاجة الى توزيع منتظم وكاف للمساعدات الغذائية. وكان البرنامج العالمي للغذاء وجه نداء لجمع 28 مليون دولار لتمويل مواد غذائية للصحراويين خلال العامين المقبلين. وصدرت دعوات من الصليب الأحمر الدولي من أجل الافراج عن نحو 1400 اسير مغربي تحتجزهم "بوليساريو" في تيندوف. وأوردت وكالة "أسوشيتد برس" أمس تحقيقاً من مخيم العيون الجزائر وصفت فيه مشاكل الصحراويين الذين "عاشوا هنا، منذ 25 عاماً، في مخيمات للاجئين أُقيمت في هذه الأرض الخالية جنوب غربي الجزائر. وعلى رغم كل شيء، أقاموا دولة في المنفى". وأضاف التحقيق: "أكثر من هذا، ان المجتمع الذي نشأ من جراء ذلك، ورعته النساء في الغالب، يختلف عن بقية المجتمعات العربية والإسلامية. فقد طالبت الصحراويات بحقوق مساوية للرجال، وهي حقوق نالتها. وتحصل الصحراويات أيضاً على تعليم كامل، وفرص عمل مماثلة للرجل، ويحق لهن التصويت في الانتخابات التي تجري كل اربع سنوات". وأشارت الى انه على الصعيد الشخصي "للمرأة حرية اختيار زوجها، ويحق لها ان تُبادر بالطلاق. ويُسمح أيضاً باستخدام حبوب منع الحمل والإجهاض". وقالت مريم السالك، وزيرة الثقافة في الحكومة الصحراوية، للوكالة: "إننا فخورات لكوننا نساء، فخورات لكوننا عرباً، فخورات لكوننا مسلمات، لكن لا ننوي ان نسمح لأحد بأن يُحدد لنا كيف نعيش حياتنا". ويعيش الصحراويون في "مدن - خيام" جنوب غربي الجزائر حيث فروا بعدما ضم المغرب الصحراء الغربية إثر إنهاء اسبانيا استعمارها للمنطقة العام 1976. ويتمسك المغرب بسيادته على الصحراء الغنية بالفوسفات، ويقول ان الصحراويين مغاربة. وقادت جبهة "بوليساريو" التي تنادي باستقلال الصحراء، حرباً استمرت 15 سنة ضد المغرب. وفي حين كانت الرباط تحظى بدعم الولاياتالمتحدة، كانت "بوليساريو" تحظى بدعم دول راديكالية مثل الجزائر وليبيا وكوبا. ولا يزال وقف للنار رعته الأممالمتحدة سارياً منذ 10 سنوات في انتظار إجراء استفتاء لتقرير المصير. وتنتهي فترة ولاية بعثة الأممالمتحدة في الصحراء آخر هذا الشهر، وقد عاد الصحراويون للاستعداد لاحتمال عودة الحرب. وقالت السالك ان الوضع يُذكّرها بالأيام الأولى للمعارك في السابق عندما كانت النساء تُنظّم المخيمات في حين يُخصص الرجال وقتهم للقتال. ويُطلق الصحراويون على أسماء مخيماتهم في الجزائر أسماء المدن الأريع الكبرى في الصحراء الغربية: العيون وسمارة والدخلة وأوسيرت. وتُشكّل النساء نسبة 56 في المئة من أصوات الناخبين الصحراويين، ولهن 7 نائبات في "البرلمان الصحراوي" المؤلف من 51 مقعداً.