سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لندن حاولت إقناع واشنطن بعدم "تفتيت" العراق بعد اسقاط صدام : 4 شخصيات دينية تضع "وثيقة شرف" لمؤتمر "صلح مكة" و 14 الف جندي في عملية واسعة للسيطرة على كركوك
بدأ 14 الف عنصر من الجيش والشرطة العراقية، بمؤازرة من القوات الاميركية، عملية"مفتاح الأمان"في كركوك للحد من أعمال العنف فيها. وهذه الحملة الأمنية هي الأكبر والأوسع منذ اطاحة النظام السابق العام 2003. وأعلن اللواء شيركو شاكر قائد شرطة المحافظة، في مؤتمر صحافي مشترك مع اللواء أنور حمه أمين قائد الجيش العراقي في كركوك وكولونيل اميركي اعتقال"اكثر من 150 مشبوهاً فضلا عن عدد من المطلوبين كما ضبطنا اكثر من 240 بندقية آلية بالاضافة الى سبع سيارات مشتبه فيها". وقال ان"الحملة التي بدأت مساء الجمعة ناجحة وتمكنا خلالها من السيطرة على اوضاع المدينة... وستحافظ القوات الامنية على أمن المواطنين، وستستمر الحملة حتى تتحقق أهدافها". وبدت شوارع كركوك خالية تماماً واقتصر وجود رجال الامن في مواقع وحواجز متفرقة. راجع ص 2 و3 وعلى رغم الخطط الامنية والعمليات العسكرية، اسفرت عمليات العنف الدامية في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة عن مقتل 40 شخصاً بينهم 5 من عناصر الامن في هجمات متفرقة في العراق. وسقط 14 شخصاً واصيب 13 في عملية انتحارية في تلعفر، قرب الحدود العراقية - السورية، عندما فجر إرهابي نفسه بشاحنة مفخخة استهدفت موقعاً عسكريا في المدينة. وفي موازاة الحرب بين مختلف الاطراف الداخلية تمهد أربع شخصيات دينية عراقية، بدأت اجتماعات في جدة، لانعقاد مؤتمر"صلح مكة"بين أقطاب شيعة العراق والسنة فيه، ويُنتظر عقده في رحاب المسجد الحرام في مكةالمكرمة خلال أسبوع. وتركزت مشاورات الشخصيات الأربع سنيان وشيعيان على إعداد مسودة"وثيقة الشرف"بين طوائف العراق،"حقناً للدماء ونزعاً لفتيل حرب أهلية". ويأتي المؤتمر، الذي شارك في إعداده الإيراني الدكتور محمد علي تسخيري والمصري الدكتور محمد سليم العوا، بدعوة من المجمع الفقهي الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الاسلامي. وكان الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإٍسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو أكد في وقت سابق ل"الحياة"، أن جوهر المشكلة في العراق هو أمر"طائفي مقيت". وشدد ديبلوماسي إسلامي رفيع المستوى، يترقب نتائج الخطوة العملية الأولى للمؤتمر، على إبعاد السياسة عن المؤتمر. وقال:"انه مؤتمر حوار فقهي يركز على كشف الحقائق لجمهور السنة والشيعة بما يجمع بينهما ويجرم الاعتداء على أي منهما أو غيرهما من الناس". وقال الأمين العام المساعد لمنظمة المؤتمر الإسلامي للشؤون السياسية السفير عزت مفتي، ل"الحياة"، ان الشخصيات العراقية الأربع"استهلت اجتماعها صباح أمس بوضع مسودة البيان الختامي للمؤتمر وإن الاجتماعات التحضيرية وما سيليها من مؤتمر قمة القيادات الروحية تأتي بهدف"الاجتماع على كلمة سواء حقناً لدماء المسلمين". وفي خطوة جديدة لتفعيل مبادرة المصالحة الوطنية تعهد شيوخ عشائر الأنبار واعضاء مجلس المحافظة في مؤتمر عقدوه امس بمحاربة كل أشكال الطائفية والارهاب والتهجير القسري، وأعلنوا دعمهم مشروع المصالحة الوطنية، الذي اطلقه رئيس الوزراء نوري المالكي، وميثاق العهد الذي وقعت عليه الكيانات السياسية العراقية لوقف نزيف الدم العراقي. وأكد المجتمعون سعيهم الجاد الى"تطهير محافظة الانبار من جميع اشكال العنف والارهاب والتخريب وإعادتها الى أحضان العراق لتكون عوناً للحكومة المركزية، وإعداد البيئة الملائمة للسلطة المحلية في المحافظة لممارسة مهماتها بما ينعكس ايجابياً على ترسيخ هيبة الدولة". وخرج المؤتمر، الذي عقد في المنطقة الخضراء امس بحضور رئيس الوزراء نوري المالكي وعدد من اعضاء حكومته، بتوصيات شاملة من 16 نقطة تضمنت"تشكيل هيئة تنسيق مشتركة تضم اعضاء مجلس المحافظة وشيوخ العشائر وممثلين عن وزارتي الدفاع والداخلية تعمل على متابعة نتائج الوضع الامني في المحافظة، ومشاركة شيوخ العشائر في اللجان الامنية والاقتصادية والمالية المنبثقة عن المؤتمر لتفعيل دور العشائر في دعم الاجهزة الامنية من جيش وشرطة، وتأمين المنافذ الحدودية بالتعاون بين الاجهزة الرسمية في المحافظة، والتنسيق مع وزارتي الدفاع والداخلية تمهيداً لفتح المنافذ الغربية اسوة بباقي المنافذ الحدودية الشمالية والشرقية وسلامة نقل النفط والمواد الغذائية عبرها". وحذر المالكي من ان"العراق يراد له ان يظل ساحة لتصفية الحسابات"مؤكداً ان"المخرج الوحيد هو تفعيل مشروع مبادرة المصالحة الوطنية". وقال، خلال المؤتمر الذي نظمه"الحزب الاسلامي"لدعم عشائر الانبار"تدور على أرضنا معارك وتصفيات، وتجري شلالات الدم، ونحن ليس لنا في هذا كله مصلحة. اكتشف الجميع"هذه الحقيقة"ولم يبق غير الصداميين وأصحاب العقائد التكفيرية". وشدد المالكي على أهمية تفعيل مشروع المصالحة الوطنية الذي تسعى من خلاله الحكومة الى الخروج من الازمة السياسية والامنية التي تعصف بالبلاد. من جهة ثانية كشف وزير الداخلية البريطاني السابق دايفيد بلانكيت، الوثيق الصلة برئيس الوزراء توني بلير، ان ادارة الرئيس جورج بوش كانت على وشك"تفكيك العراق وتقسيمه بعد سقوط صدام حسين"لكن تدخلاً بريطانياً مع نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني ووزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد منع تفتيت البلد، لكنه لم يستطع وقف تفكيك الهياكل الأمنية والعسكرية والادارية السابقة وتسريح كل الموظفين في الدولة للتخلص من عناصر حزب البعث فيها. واعترف بلانكيت ان الحرب الحقت خسائر شخصية برئيس الوزراء البريطاني.