وقع الرئيس الأميركي جورج بوش قانوناً لتمويل إقامة سياج طوله مئات الكيلومترات على امتداد الحدود بين الولاياتالمتحدةوالمكسيك، في خطوة تستهدف القضاء على الهجرة غير المشروعة، وهي قضية يحرص الجمهوريون على التعامل معها قبل انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الشهر المقبل. ويأمل بوش في معالجة قضية الهجرة غير المشروعة بطريقة شاملة تكثف الإجراءات الأمنية على الحدود، إلى جانب وضع برنامج موقت لاستضافة العمال المهاجرين، يتيح لهم العمل في شكل مشروع في الولاياتالمتحدة. وأمضى بوش اشهراً وهو يروج لهذه الفكرة ولكنه لم يتغلب على الشكوك التي أبداها كثير من الجمهوريين في الكونغرس والذين وصفوا برنامج استضافة العمال المهاجرين بأنه يشبه"العفو"الذي سيمنح المهاجرين في شكل غير مشروع وسيلة للحصول على الجنسية. وبموجب التشريع ستنفق الولاياتالمتحدة نحو 2ر1 بليون دولار خلال السنة المالية التي بدأت في مطلع تشرين الأول أكتوبر المقبل، لإقامة أسيجة وغيرها من أشكال الحواجز على الحدود الجنوبية الغربية. وهذه الأموال جزء من مبلغ 8ر33 بليون دولار لمصلحة برامج الأمن الداخلي التي يجري تعزيزها بعد هجمات 11 أيلول سبتمبر 2001. ويعيش ما يقدر بحوالى 12 مليوناً من المهاجرين في شكل غير مشروع في الولاياتالمتحدة وكثير منهم دخل من الحدود المشتركة مع المكسيك التي يسهل اختراقها. واعترضت المكسيك بشدة على السياج الذي اعتبرته لطمة للجهود التي بذلت خلال عهد الرئيس المكسيكي فيسينتي فوكس الذي أوشك على إكمال فترة رئاسته ومدتها ست سنوات، للتفاوض مع واشنطن على اتفاق في شأن الهجرة. وقال وزير الخارجية المكسيكي لويس أر نستو ديربس إن الاسيجة تضر بالعلاقات الثنائية. وقال في مؤتمر صحافي أول من أمس، إن"مجرد فكرة وجود جدار أو سياج، تمثل إهانة للجيرة الطيبة". وصرح الرئيس المكسيكي المنتخب فيليبي كالديرون بأن الاسيجة ليست حلاً للهجرة غير المشروعة. ويسعى الجمهوريون الذين يأملون في المحافظة على سيطرتهم على الكونغرس في الانتخابات التي تجرى في السابع من تشرين الثاني نوفمبر المقبل، إلى إحكام الإجراءات الأمنية على الحدود، استجابة لغضب الناخبين الذين يقولون إن المهاجرين يستأثرون بفرص العمل في بعض الأماكن وانهم يستولون على الخدمات الصحية والتعليمية.