كشفت دراسة جديدة أنّ عدد المهاجرين المكسيكيين الذين غادروا الولاياتالمتحدة أكبر من عدد أولئك الذين دخلوها. وأوضحت الدراسة التي أعدها مركز "بيو" للأبحاث أن نحو مليون مكسيكي وأسرهم، بما في ذلك الأطفال المولودين في الولاياتالمتحدة، عادوا إلى المكسيك في الفترة من العام 2009 حتى العام الماضي، بينما انتقل نحو 870 ألف مكسيكي إلى الولاياتالمتحدة خلال الفترة الزمنية ذاتها. وأشار بيان المركز إلى أن الإنتعاش الاقتصادي غير المتكافئ في الولاياتالمتحدة يعتبر السبب الرئيس وراء التحول، وأن الصناعات التي كان يشغلها المهاجرون، مثل أعمال البناء والتشييد، لم تنتعش منذ خروج الولاياتالمتحدة من أزمة الركود في العام 2009، ما دفع بعضهم إلى العودة إلى وطنه الأم، مضيفاً أن الرقابة المشددة على الحدود الأميركية - الميكسيكسة، صعبت على المهاجرين المكسيكيين غير الشرعيين الدخول إلى الولاياتالمتحدة. وكانت الولاياتالمتحدة الأميركية وضعت في العام 2012، جداراً أمنياً من الأسلاك الشائكة وسياج حديدي يبلغ طوله 3195 كيلومتراً، وشددت الرقابة لمنع عمليات التسلل وللحد من الهجرة غير الشرعية وتهريب المخدرات من المكسيك. وعلى رغم أن الولاياتالمتحدة كثفت جهودها لترحيل المهاجرين غير الشرعيين، إلى ان التقرير وجد ان غالبية المكسيكيين في الولاياتالمتحدة الذين عادوا إلى ديارهم من تلقاء أنفسهم لدوافع أسرية بحتة ولتوفر فرص العمل لهم في المكسيك. وأفادت دراسة سابقة أجرتها جامعة "تكساس" وجامعة "نيوهامبشير"، أن عدد المهاجرين الذين انتقلوا من المكسيك إلى الولاياتالمتحدة بطريقة شرعية أو غير شرعية، شهد تراجعاً حاداً في السنوات الأخيرة، وأن عدد المهاجرين القادمين من المكسيك بلغ ذروته في العام 2003، وانخفض بأكثر من النصف منذ ذلك الحين. وأرجعت الدراسة أسباب الانخفاض إلى قلة الوظائف في مجال التشييد والنمو الاقتصادي وتراجع معدل الإنجاب في المكسيك. يذكر أن الولاياتالمتحدة يوجد بها نحو 11 مليون مهاجر غير شرعي. وكان المرشح الجمهوري لإنتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترامب، تعهد بترحيل كل المهاجرين غير الشرعيين، وإلغاء الأوامر التنفيذية التي أصدرها الرئيس باراك أوباما في شأن الهجرة، حال انتخابه رئيساً للولايات المتحدة.