ركزت محادثات الرئيس الفلسطيني محمود عباس امس مع وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس في رام الله على فرص تحسين الاوضاع المعيشية للشعب الفلسطيني التي ازدادت تردياً في الآونة الاخيرة بسبب القيود الاسرائيلية الشديدة على الحركة اليومية للمواطنين، والحصار المالي المفروض على الحكومة"الحماسية". ووصلت رايس امس من القاهرة الى تل ابيب وانتقلت فورا الى رام الله للقاء عباس على ان تلتقي لاحقا القادة الاسرائيليين. وأعلن عباس، في مؤتمر صحافي عقده مع رايس، ان الحوار مع حركة"حماس"متوقف ولا مؤشرات الى عودته قريباً. وأكد انه سيكون على اي حكومة فلسطينية مقبلة احترام الاتفاقات الاسرائيلية الفلسطينية المبرمة. وشدد عباس مجدداً على ضرورة التزام حكومة"حماس"هذه الاتفاقات. وقال:"اكدنا ان برنامج أي حكومة فلسطينية يجب ان يستند الى الشرعية الفلسطينية والعربية والدولية، وأي حكومة يجب ان تكون ملتزمة تماما بالاتفاقات الموقعة في الماضي من السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية". ورداً على سؤال عن احتمال اجراء انتخابات مبكرة، اكد ان"كل الاحتمالات مطروحة باستثناء الحرب الاهلية التي يجب ان نتجنبها بكل الوسائل". وحمّل عباس وزيرة الخارجية رايس مجموعة من المطالب لنقلها الى رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت الذي اجتمعت به في وقت لاحق من الليلة الماضية، تمثلت في المطالبة بفتح المعابر والحواجز العسكرية ورفع القيود على حركة المواطنين. وفي المؤتمر الصحافي المشترك في مقر المقاطعة في رام الله، تحدثت رايس عن ضرورة رفع القيود المفروضة على حركة الفلسطينيين خصوصاً في شهر رمضان، وفتح المعابر. وذكرت رايس بالاسم معبر"كارني"وهو المعبر الوحيد المتاح لنقل البضائع من قطاع غزة واليه والذي اغلقته السلطات الاسرائيلية بصورة شبه تامة منذ خطف الجندي الاسرائيلي غلعاد شاليت الى القطاع في حزيران يونيو الماضي. من جانبه اعلن عباس ان الحوار متوقف مع حركة"حماس"وان لا مؤشرات الى استئنافه. وقال:"لا يمكن للحوار ان يستمر الى الأبد، ولا بد ان نفكر ملياً بالخطوة القادمة". واضاف:"لا بد ان تقرر القيادة الفلسطينية ذلك لنخرج من الازمة ونحفظ لشعبنا حقوقه ومستقبله، هذا ما يمكننا عمله لاحقاً، اما الآن فلا توجد مؤشرات الى العودة الى الحوار حول حكومة الوحدة الوطنية". وأكدت رايس ان الادارة الاميركية ستضاعف دعمها للفلسطينيين. كما جددت دعمها والرئيس بوش للرئيس عباس. وفي وقت مبكر من يوم امس التقت رايس قدورة فارس، وهو من ابرز القادة الشباب لحركة"فتح"والنائب مصطفى البرغوثي. وقال فارس انه والنائب البرغوثي اطلعا رايس على المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني جراء الحصار الاسرائيلي والدولي. واشار الى انه لمس من اللقاء بداية تفهم اميركي لمعاناة المواطنين الفلسطينيين بسبب الحصار الدولي للحكومة. ونقل عن رايس ان الادارة الاميركية ستتعامل مع حكومة فلسطينية تعترف بحق اسرائيل في الوجود حتى لو كان فيها اعضاء من"حماس"وذلك على غرار تعاملها مع الحكومة اللبنانية التي تضم وزراء من"حزب الله". وكانت رايس شددت في القاهرة، خلال لقاء مع صحافيين مصريين حضرته"الحياة"، على أن"اكثر ما يريده الرئيس بوش هو أن يحل النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي"، لافتة إلى أنه أول رئيس أكد أهمية وجود الدولتين جنباً إلى جنب. وقالت إن"بلادها تدعم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وتعتبره رجل سلام، وتسعى إلى قيام اتصالات أفضل بينه وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت"، وأعربت عن ثقتها في أن"الدولة الفلسطينية ستكون لها مكانتها الخاصة في المنطقة". وقبل ساعات من وصول رايس الى رام الله امس قال الرئيس الفلسطيني في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير خارجية البحرين خالد بن حمد آل خليفة ان الحوار مع"حماس"لتشكيل حكومة وحدة وطنية"غير موجود"، لافتاً الى انه سيستخدم صلاحياته الدستورية"في وقتها"اذا استمر المأزق. واضاف:"الحوار الآن غير موجود، كان هناك اتفاق في 11 ايلول سبتمبر ونقض من جانب حماس، وعندما عدت من الولاياتالمتحدة قلت ان الاتفاق انتهى ولا بد من العودة الى نقطة الصفر". وتابع قائلاً:"نحن الآن جادون في العودة للعمل لبناء حكومة جديدة ... خلال الاسبوعين المقبلين، ولكن في واقع الحال جميع الاحتمالات ستكون مفتوحة". وفي غزة، أ ب اتهم رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية الولاياتالمتحدة امس بمحاولة"اعادة ترتيب"الشرق الاوسط حسب ما يناسب مصالحها ومصالح اسرائيل. واشار الى وزيرة الخارجية الاميركية قائلاً:"انها لا تحرص الا على اعادة ترتيب هذه المنطقة واعادة ترتيب الساحة الفلسطينية على نحو يخدم الاجندة الاميركية والاسرائيلية".