ذكرت صحيفة "معاريف" الاسرائيلية أمس ان رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت يسعى جاهدا لاقناع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالتوصل معه في الاسابيع القريبة القادمة الى مسودة اقتراح للتسوية الدائمة، مستعينا برجل الاعمال والملياردير اليهودي الاميركي دانييل ابراهام. وحسب الصحيفة فان ابراهام الذي وصفته ب"ناشط سلام" التقى عباس عدة مرات في رام الله وطلب منه "السير حتى النهاية" وتبني خطة اولمرت للوصول الى مسودة تسوية مفصلة بين اسرائيل والفلسطينيين. وقد سبق لاولمرت ان اعلن نيته مواصلة جهوده للتوصل الى صيغة للتسوية طالما استمر في منصبه لافتا الى امكانية التوصل الى اتفاق في ثلاث من اصل اربع قضايا جوهرية: الاراضي الاقليمية، اللاجئون والترتيبات الامنية. بينما القضية الرابعة وهي القدس يمكن الاتفاق على آلية للحل في جدول زمني من ثلاث الى خمس سنوات". وكانت صحيفة "هارتس" اوردت مؤخر عرضا تقدم به اولمرت في لقائه الاخير مع الرئيس عباس وقالت انه تضمن انسحابا من 93% من اراضي الضفة وضم الكتل الاستيطانية الكبرى مع تامين معبر امن للفلسطينيين بين الضفة وغزة وتبادل للارضي بنسبة 5.5% لقاء المعبر والمستوطنات. كما نشر لاحقا ان اولمرت عرض على عباس التوصل الى صيغة تسوية قبل نهاية العام وتاجيل ملف القدس. وقالت " معاريف" ان اولمرت يرغب بعرض الاتفاق الذي يحققه مع عباس على الجمهور في اسرائيل وعلى العالم. وستعرض على الكنيست والحكومة. غير ان هذه التسوية- كما نقل عن مساعديه- لن تكون اتفاق سلام للتطبيق الفوري، بل سيؤجل ذلك حتى تنضج الظروف". ونقل عن اولمرت القول لمقربيه انه مقتنع بقدرته على التوصل الى اتفاقات مع عباس في المواضيع مدار الحديث. واذا ما حصل هذا، فسيتبنى الرئيس الاميركي هذه الصيغة، وكذلك العالم والاتحاد الاوروبي والعالم العربي". واضاف اولمرت: "نحن يمكننا أن نقول لشعب اسرائيل ان هذا ما يمكن تحقيقه بعد سنوات طويلة من المفاوضات، والشعب سيقرر ويحكم". ويمكن للاتفاق الذي يتحقق ان يكون برنامجا سياسيا للانتخابات المقبلة. ومن المقرر ان تصل وزيرة الخارجية الاميركية كونداليزا رايس الى المنطقة الاسبوع القادم. حيث ستلتقي اولمرت يوم الثلاثاء، وكذلك الرئيس عباس في رام الله. ويعتقد اولمرت، انه سيكون ممكنا خلال "لقاء زعماء" يجمع بينه وبين عباس، ربما بوساطة أميركية، جسر الفجوات الاخيرة. وقال مقربون من اولمرت انه سيكون مستعدا لان يتنازل في موضوع الارض، شريطة أن يتنازل الفلسطينيون في موضوع اللاجئين. لكن احتمال مثل هذه الخطوة ليس كبيرا، وذلك ايضا بسبب المعارضة الحازمة التي سيواجهها في الداخل، من معارضيه خاصة وزيرة الخارجية تسيبي لفني ووزير المواصلات شاؤول موفاز وافي ديختر وزير الامن الداخلي ولكن اولمرت، "يواصل العمل، حتى اللحظة الاخيرة".