عاد التوتر أمس إلى العلاقات السودانية - التشادية، بعد ثلاثة شهور من المصالحة بين نظامي الرئيس عمر البشير والرئيس إدريس دبي. وفي حين أعلن التشاديون أن سلاح الجو السوداني شنّ غارات على قرى حدودية، رد السودانيون بأن هذا الزعم يهدف إلى تقويض السلام بين البلدين، وأن ليست لديهم اي نية لتصعيد التوتر مع جارتهم الغربية. وتزامن ذلك مع إعلان المتمردين التشاديين ان هجماتهم قبل أيام في عمق الأراضي التشادية أوقعت ما لا يقل عن 80 قتيلاً. وقال الناطق باسم الحكومة التشادية موسى دومغر، في بيان، ان"الطيران السوداني استهدف بلدات باهاي وتينى وكرياري وبامينا شرق تشاد ودمر منازل مواطنين تشاديين آمنين وأثار القلق بين سكان البلدات الحدودية التشادية". وتابع ان"الحكومة التشادية تنتظر من الاتحاد الأفريقي ومن دول الساحل والصحراء ومن الأممالمتحدة ان تدين هذا القصف وان تعمل على وقف الاعتداءات المتكررة على تشاد". لكن الناطق باسم وزارة الخارجية السودانية علي الصادق قال لوكالة"فرانس برس"ان"هذه الاتهامات لا أساس لها من الصحة وليست لدينا قوات جوية في الأراضي السودانية القريبة من هذه البلدات وليست لدينا أي نية للتصعيد مع تشاد". وأضاف"إننا مندهشون من لجوء تشاد الى مثل هذه الاتهامات في هذا التوقيت"، في إشارة الى الضغوط التي تمارس على الخرطوم لقبول نشر قوات دولية في دارفور. وقال ناطق باسم سلاح الجو السوداني ان الاتهام جزء من حملة إعلامية لتقويض السلام بين السودان وتشاد. وأضاف ان القوات السودانية لم تنفذ أي عمليات في المنطقة منذ أوائل تشرين الأول أكتوبر عندما اشتبكت مع متمردي دارفور في كاري ياري قرب الحدود. ولم تتمكن منظمات انسانية تعمل في أقصى شرق تشاد من تأكيد مزاعم الحكومة التشادية في شأن قصف الطيران السوداني. وأكد مصدر إنساني ان"زملاءنا في المنطقة لم يلاحظوا شيئاً، وهذه المعلومة تبدو لي غريبة". وشن مقاتلون من"اتحاد القوى من أجل الديموقراطية والتنمية"الذي تشكل حديثاً، هجوماً الأسبوع الماضي على بلدتين في عمق الاراضي التشادية قبل أن يتراجعوا في اتجاه الشرق. وقال مسؤولو مستشفيات في بلدة أم تيمان ل"رويترز"ان ما لا يقل عن 20 متمرداً وتسعة من الجنود الحكوميين قُتلوا في المعارك هناك يوم الثلثاء وأصيب عشرات بجروح. لكن زعيم المتمردين الجنرال محمد نوري قال أمس ان المعارك بين مدينتي غوز بيدا وأم تيمان أسفرت عن مقتل 80 شخصاً. وقال رئيس"اتحاد القوى من أجل الديموقراطية والتنمية"ل"فرانس برس":"أحصينا 73 قتيلاً من جانب الجيش النظامي والعديد من الجرحى، وأسرنا 43 شخصاً ودمرنا وصادرنا العديد من الآليات". وتابع في هذا الحديث عبر الاقمار الاصطناعية:"لدينا من جهتنا قتيلان وخمسة جرحى. كما دمرت آليتان تابعتان لنا".