أعلن الجيش السوداني أمس أنه سيطر على بلدة أم برو الحدودية مع تشاد، بعد مواجهات دامية مع «حركة العدل والمساواة» المتمردة في دارفور، خلفت 148 قتيلاً وجريحاً من الطرفين. واتهم نجامينا بدعم المتمردين. وقال الناطق باسم الجيش العميد عثمان الأغبش إن قواته «هزمت متمردين هاجموا أم برو» عصر الأحد بعدما صدت «ثلاث موجات كبيرة وعنيفة». وأكد أن قوات تشادية كانت تدعم المتمردين، مشيراً إلى أن 40 سيارة تشادية كانت تحمل مدافع وأسلحة وذخائر رافقت المهاجمين. وكشف أن المواجهات خلفت 20 قتيلاً و31 جريحاً من الجيش و43 قتيلاً و54 جريحاً من المتمردين الذين فروا تاركين خلفهم 17 سيارة مدمرة، لكنه توقع أن يعاودوا الهجوم على نقاط حدودية أخرى في المنطقة. وفي المقابل، نفت «حركة العدل والمساواة» في شدة أن تكون قواتها غادرت أم برو. وقالت في بيان إنها دمرت موقع الحامية العسكرية في البلدة، وأسرت 30 من الجيش بينهم أربعة ضباط أحدهم برتبة نقيب اسمه عز الدين محمد حماد. واتهمت الجيش بقصف البلدة جواً، «ما أوقع ضحايا في صفوف المدنيين». وتحدثت عن معلومات عن تحرك قوات حكومية من الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور وكتم، لطرد عناصرها من المنطقة، وتوعدت ب «ردهم على أعقابهم». غير أن وكالة «رويترز» نقلت عن قوات حفظ السلام الدولية تأكيدها أن المتمردين فشلوا في الاستيلاء على قاعدة للجيش، ما يخالف تقارير سابقة تحدثت عن انتصارهم. وقال الناطق باسم القوات الأفريقية - الأممية المعروفة باسم «يوناميد» كمال سايكي أمس: «وردت إلينا معلومات تفيد أن المهاجمين استولوا على القاعدة، لكن لم يكن ذلك هو الوضع في ما يبدو... حاولوا الاستيلاء على القاعدة لكنهم لم يفلحوا». من جهة أخرى، أقر وزير الدفاع السوداني الفريق عبدالرحيم محمد حسين للمرة الأولى بأن بلاده صارت معبراً لتهريب السلاح والبشر من أفريقيا عبر الحدود المصرية إلى إسرائيل وأوروبا. واتهم تشاد بالاستمرار في خرق حدود بلاده بطائرات مقاتلة وقصف مواقع في دارفور، بعد انهيار 26 اتفاقاً وبروتوكولاً بين البلدين على مدى 13 عاماً. وقال الوزير الذي استجوبه البرلمان أمس في شأن قصف طائرات مجهولة قوافل في شرق السودان واختراق تشاد المستمر للحدود المشتركة، إن السلطات رصدت تهريب أسلحة وبشر عبر حدود السودان الشرقية باتجاه الشمال إلى مصر، وتزايد تحركات سفن الصيد في المياه الإقليمية، خصوصاً بعد الاتفاق الأمني الإسرائيلي - الأميركي نهاية العام الماضي، مشيراً إلى أن قوارب مجهولة قصفت قوارب صيد سودانية في المياه الإقليمية قرب شعب لوكا في البحر الأحمر. وأضاف أن حكومته تتعاون استخباراتياً مع دول مجاورة للحد من عمليات التهريب عبر حدودها الشرقية، كما زادت من عمليات الاستطلاع الجوي والبحري. وواجه حسين انتقادات من نواب في البرلمان بسبب فشل السلطات بعد نحو أربعة شهور من الغارات في تحديد هوية الطائرات التي اخترقت الحدود الشرقية للبلاد والجهة التي انطلقت منها، وطالبوا بحماية البلاد وسيادتها. وعن الاختراق التشادي للحدود السودانية، قال الوزير إن الطيران العسكري التشادي اخترق الحدود ثلاث مرات منذ منتصف الشهر، وقصف ثلاث مناطق. واتهم دولاً أفريقية وغربية لم يسمها ب «تقديم دعم ضخم لرفع قدرات تشاد الجوية العسكرية من أجل استهداف السودان»، مؤكداً أن الجيش «أعد العدة وأقر خطة، وجاهز للرد على تشاد، لكنه ينتظر قراراً من القيادة السياسية».