اتهم انصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر الذين تظاهروا مع الشرطة في البصرة، القوات البريطانية بالعجز عن توفير الأمن للمدنيين والضلوع في سلسلة الاعتداءات التي وقعت الاربعاء في المدينة، فيما خيم الحزن والغضب على البصرة أمس وهي تشيع قتلاها الذين سقطوا في التفجيرات الانتحارية التي أودت بحياة 73 بينهم 17 طفلاً أحرقوا أحياء وهم في طريقهم الى المدرسة. في غضون ذلك، دعت قوات "التحالف" سكان مدينة كربلاء الى عدم السماح لميليشيا مقتدى الصدر باستخدام العتبات الدينية المقدسة ملجأ لهم. وأطلقت القوات الاميركية اكثر من 40 شخصاً في الكوت كانوا اعتقلوا عقب المواجهات مع أنصار الصدر التي حصلت مطلع الشهر. اتهم انصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، الذين تظاهروا أمس في البصرة، القوات البريطانية بالعجز عن توفير الحماية والأمن للمدنيين والفشل في السيطرة على الوضع الأمني والضلوع في سلسلة الاعتداءات التي وقعت الاربعاء في المدينة. وقال ممثل الصدر في المدينة الشيخ عبدالستار البهادلي: "لدينا ادلة على ضلوع القوات البريطانية في الهجمات" الانتحارية في البصرة الاربعاء التي اسفرت عن سقوط 73 قتيلاً. واتهم هذه القوات بعدم تمكنها من ضمان الامن، داعياً الى ان تعهد مهمة حفظ النظام الى الشرطة العراقية والاحزاب والميليشيات في المدينة. ورفع المتظاهرون لافتات يبرئ بعضها تنظيم "القاعدة" ويحمل رئيس الوزراء البريطاني توني بلير المسؤولية. وكتب على احداها: "القاعدة خدعة اميركية لتبرير احتلال الدول الاسلامية". وسار المتظاهرون في شوارع المدينة قبل ان يحرقوا اعلاماً اميركية. وكان الشيخ البهادلي صرح قبل التظاهرة "نريد الاحتجاج على الاعتداءات على الشرطة التي تدل على فشل المحتل في السيطرة على الوضع". واضاف: "نطلب من قوة الاحتلال ان تعهد بملف الامن الى الشرطة العراقية والمنظمات والاحزاب في المدينة". وشارك في التظاهرة عدد كبير من رجال الشرطة، بينما حلقت مروحية بريطانية فوق المدينة. وانتشرت القوات البريطانية على المحاور الرئيسية للمدينة في مواقع بعيدة عن مسار التظاهرة. وقال شرطي: "القوات البريطانية هي التي هاجمتنا"، مؤكداً "نقف مع قادتنا الدينيين". واكد شرطي آخر احمد سالم "سأتبع دائماً مقتدى الصدر"، مشيراً الى ان احد اخوته قتل في أحد الاعتداءات. واضاف انه سيقاتل في ميليشيا الصدر "جيش المهدي" اذا جرت مواجهات مع القوات البريطانية. وخيم الحزن والغضب على مدينة البصرة أمس وهي تشيع قتلاها الذين سقطوا في التفجيرات الانتحارية التي أودت بحياة 73 بينهم 17 طفلاً أحرقوا أحياء وهم في طريقهم الى المدرسة. وبين الضحايا ثمانية من رياض الاطفال وتسعة تلاميذ في مدرسة أمجد للبنات تفحمت الحافلة التي كانوا يستقلونها بعد اصابتها بانفجار. وقال مسؤول عسكري كبير في بغداد ان الهجمات المتزامنة تحمل بصمات تنظيم "القاعدة" أو انصاره. واشار باصبع الاتهام الى أبي مصعب الزرقاوي المشتبه بعلاقته بتنظيم "القاعدة"، الذي يتهمه مسؤولون اميركيون بتدبير هجمات لإشعال حرب اهلية بين الشيعة والسنة. وقال هذا المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته: "انه يشبه اعتداءات القاعدة ويحمل كل سماتها: عملية انتحارية كبيرة ورمزية". وأعلن ان تحقيقاً يجري لتحديد الذين يقفون وراء الهجمات الانتحارية الخمسة بسيارات مفخخة على مراكز الشرطة العراقية. وكان محافظ البصرة القاضي وائل عبداللطيف اتهم الاربعاء تنظيم "القاعدة" الذي يتزعمه اسامة بن لادن، بالوقوف وراء الاعتداءات. لكن قائد القوات البريطانية في البصرة الجنرال نيك كارتر رفض اتهام تنظيم "القاعدة" في سلسلة الهجمات. منشورات في كربلاء إلى ذلك، دعت قوات "التحالف" سكان مدينة كربلاء المقدسة 110 كلم جنوببغداد الى عدم السماح لميليشيا مقتدى الصدر باستخدام العتبات الدينية المقدسة ملجأ لهم. وقال "التحالف" في منشورات القتها طائراته على مدينة كربلاء ظهر أمس ان "قوات التحالف تحترم دينكم واماكنكم المقدسة، لكن الارهابيين استخدموا هذه الاماكن لاغراضهم الخاصة. فلا تسمحوا باستخدام الاماكن المقدسة ملجأ لهم". وأوضح البيان "في هذه الحال ستكون قوات التحالف مجبرة على دخول هذه المساجد". واكد ان "قوات التحالف لن تسمح لميليشيا مقتدى الصدر او المجموعات المسلحة الاخرى بوقف التقدم نحو الحرية والديموقراطية في العراق الجديد". واعتبر ان "قوات الامن العراقية وقوات التحالف هي فقط من يتولى مسؤولية حفظ الامن والنظام في العراق في الوقت الحالي". وشدد البيان على ان "العراقيين لن يسمحوا لمقتدى الصدر بأن يكون ديكتاتور العراق الجديد"، مشيراً الى ان "العراقيين يستحقون السلام والاستقرار وليس العنف والهمجية. ولا يمكن لأحد ان يعيد العراق الى الايام المظلمة عندما كان يحكمه ديكتاتور وحشي". وشدد على ان "قوات التحالف ستحبط كل الفعاليات الهجومية ضد قواتها وضد سلطة التحالف الموقتة والشعب العراقي، ولن تتردد في استخدام القوة لحمايتكم من المجرمين بعد انتهاء نظام صدام". واتهم البيان ميليشيا الصدر "باستخدام الناس المسالمين وحتى النساء والاطفال دروعاً بشرية من اجل تحقيق اغراضهم الشخصية". وقال ان "مقتدى قد اعمي بطموحاته وهو يقاتل حتى ضد العراقيين". ودعا انصار الصدر الى "ارجاع المواد المسروقة وتسليم الاسلحة والانسحاب الفوري من الاماكن العائدة للدولة العراقية والمجتمع العراقي". وحذر "كل من يحمل السلاح يمكن ان يشتبه بأنه من الارهابيين او ممن يثيرون الاضطرابات". وخلص البيان الى القول ان "العراقيين لن يسمحوا لمقتدى الصدر وللاقلية من اتباعه بأن يدمروا مستقبل وآمال الملايين من العراقيين". في غضون ذلك، سقطت قذائف هاون على مقر القوات البلغارية في كربلاء. اطلاق 40 شخصاً في الكوت واكد مسؤول في شرطة الكوت 180 كلم جنوببغداد ان القوات الاميركية اطلقت أمس سراح اكثر من اربعين شخصاً كانت اعتقلتهم عقب المواجهات التي حصلت في المدينة بين القوات الاميركية وأنصار مقتدى الصدر.