أدلى البنميون بأصواتهم أمس، في استفتاء على توسيع قناة بنما في مشروع تبلغ كلفته 5,2 بليون دولار، تقدمت به الحكومة لبناء ممر إضافي للملاحة من أجل سفن أكبر حجماً. وأشارت استطلاعات الرأي العام إلى أن سبعين في المئة من الناخبين يؤيدون المشروع. وأكد الرئيس البنمي مارتن توريخوس وسلطة قناة بنما، الشركة العامة التي تتولى إدارة القناة منذ رحيل الأميركيين في نهاية 1999، أن مشروع تحديث القناة التي تربط بين محيطين، أساسي لتجنب تقادمها بعد عام 2012 . ويرتبط نحو 80 في المئة من إجمالي الناتج المحلي لبنما، الدولة الصغيرة التي تضم نحو ثلاثة ملايين نسمة، في شكل مباشر أو غير مباشر بالحركة في القناة. وفي حال تم تبني المشروع وتنفيذه، ستتمكن ناقلات الحاويات وناقلات الآليات والسفن الكبيرة من عبور القناة. لكن ناقلات النفط العملاقة وحاملات الطائرات العسكرية لن تتمكن من استخدامها. ويفترض أن تبدأ الأشغال في المشروع نهاية العام المقبل، وتستمر حتى أواخر 2014 . وانتهت الحملة الانتخابية الجمعة الماضي، بنشر تقرير لمعارضي توسيع القناة أعده الرئيس السابق خورخي إيلويكا والمدير السابق للقناة فرناندو مانفريدو اللذان اعتبرا أن المشروع"مكلف جداً"و"ليس ضرورياً"وينطوي على"مجازفة"، لافتين إلى أن ليس هناك ما يدعو إلى التورط في استثمار كبير إلى هذا الحد، وان البلاد يجب أن تكرس جهودها من أجل مكافحة الفقر الذي يطاول 40 في المئة من السكان. وكانت قناة بنما شقت في نهاية القرن التاسع عشر بمبادرة من المهندس الفرنسي فرديناند دوليسبس، وأنجز الأميركيون المشروع وفتحوا القناة للملاحة البحرية في 1914. وبدأ الفرنسيون شق القناة في 1881 بمشروع عرضه دوليسبس، بعد نجاح مشروعه في قناة السويس عام 1856. إلا انهم توقفوا عن تنفيذه في 1898 بسبب انتشار الأمراض بين العمال الذين توفي آلاف منهم خلاله.