رحب السفير الاميركي في العراق زلماي خليل زاد والقوى والأحزاب السياسية العراقية والكتل البرلمانية والشخصيات والمرجعيات الدينية والعشائرية بتوقيع رجال الدين العراقيين من السنة والشيعة على"وثيقة مكة"التي أكدت"حرمة دماء المسلمين واموالهم وأعراضهم"وضرورة"الحفاظ على دور العبادة"والتمسك بالوحدة الوطنية بعيداً عن النزاعات الطائفية. واعتبر صالح الحيدري رئيس ديوان الوقف الشيعي الوثيقة بأنها"بداية لعزل المسلحين وستُساعد في خلق اجواء ايجابية للوضع الامني في البلاد". واكد ان الوقفين الشيعي والسني سيعملان على نسخ افكار الوثيقة على ارض الواقع وبلورتها بشكل عملي، مطالباً كل المرجعيات الدينية في العالم الاسلامي بتأييد الوثيقة لإبعاد افكار العنف الطائفي التي ساهمت في تدهور الوضع الامني في البلاد. وأكد زعيم"جبهة التوافق العراقية"عدنان الدليمي، في مؤتمر صحافي عقده أمس في بغداد، تأييد الجبهة لما جاء في الوثيقة التي وصفها بأنها"خطوة مباركة"على طريق انقاذ العراق من النفق المظلم. وقال:"نؤيد ونساند وندعم كل ما جاء في وثيقة مكة التي وقعها علماء السنة والشيعة ونبارك هذه الخطوة". ودعا الحكومة العراقية والاحزاب والمراجع الدينية والسياسية والعشائرية الى دعم الوثيقة. واشار الى ان"على الحكومة عبء كبير لاسناد هذه الوثيقة عبر اطلاق سراح المعتقلين، خصوصا الذين قضوا اكثر من ستة اشهر في السجون ولم تثبت ادانتهم". وبمناسبة عيد الفطر ناشد الدليمي"جميع العراقيين"وكذلك"القوات الحكومية والاميركية وقف الاعمال المسلحة خلال ايام العيد"، معرباً عن الامل بأن"يعيش العراقيون عيدهم بأمان وسلام". ورحب مفيد الجزائري النائب في"القائمة العراقية"بالوثيقة التي وصفها بانها"احدى الفعاليات المهمة التي تسهم في عزل ممارسات الإرهاب وطريق العنف في البلاد". وحض على"ترجمتها على ارض الواقع وتطبيقها فعلياً من قبل القوى السياسية والدينية في العراق". وأشار الى ان نجاح الوثيقة"مرتبط بالقادة السياسيين الذين يتوجب ان يأخذوا بالوثيقة وكل مؤتمرات المصالحة الوطنية السابقة". وأعلن اياد الطائي القيادي في"حزب الفضيلة"دعم"الفضيلة"للوثيقة التي وصفها بانها"خطوة ايجابية"على طريق التوافق السياسي والديني لإيقاف العنف الطائفي في البلاد، مشددا على ضرورة التزام جميع القوى السياسية والدينية بما جاء في الوثيقة. وعبر عبدالخالق زنكنة عضو كتلة"التحالف الكردستاني"عن أمله بأن تساهم الوثيقة في انقاذ العراق من أزمته الحالية والقضاء على الارهاب، مشدداً على ضرورة قيام رجال الدين بدورهم المطلوب لحض العراقيين على الالتزام بالوثيقة وعدم الانجرار الى الاستفزازات الطائفية التي تهدف الى اشعال الحرب الأهلية في البلاد. ورحب السفير الاميركي في العراق ب"وثيقة مكة". ونقلت وكالة"رويترز"عن بيان للسفارة الاميركية في العراق ان السفير زاد رحب بالاتفاق الذي توصل اليه"كبار رجال الدين في العراق والذي يدعو العراقيين الى الوحدة ووضع حد للنزاع الطائفي". واضاف البيان ان السفير يحث"قادة العراق على الاستجابة الى هذا الاعلان الاخلاقي من خلال تقديم كل شيء ممكن لوقف قتل الابرياء"، مشيراً الى ان العراقيين"عانوا بما فيه الكفاية وقد حان الوقت الآن لاجراء المصالحة الوطنية والوحدة". وهنأ"القادة العراقيين الذين شاركوا في المؤتمر اضافة الى المملكة العربية السعودية ومنظمة المؤتمر الاسلامي لتنظيمها هذا الحدث المهم". يذكر ان رجال دين عراقيين من السنة والشيعة وقعوا ليل الجمعة - السبت في مكة"وثيقة مكة"لحقن دماء المسلمين. وجاء هذا التوقيع في ختام لقاء دعت اليه منظمة المؤتمر الاسلامي وشارك فيه 29 شخصا من كبار رجال الدين في العراق. وتنص الوثيقة على"التأكيد على حرمة اموال المسلمين ودمائهم واعراضهم"و"التأكيد على ضرورة المحافظة على دور العبادة للمسلمين وغير المسلمين"و"التمسك بالوحدة الوطنية الاسلامية". وشددت"على ان يكون السنة والشيعة صفا واحدا من اجل استقلال العراق ووحدة ترابه"، ودعت الى"نبذ اطلاق الاوصاف المشينة على السنة والشيعة".