تصاعدت حدة الصراع بين تنظيم"القاعدة"في الانبار والتنظيمات التابعة لعشائر المحافظة، خصوصاً في الرمادي، متخذة حالة الشد والجذب بين الاطراف المتنازعة. وبعدما وجهت تنظيمات"ثوار الانبار"، التي تضم عدداً من عشائر الانبار أبرزها في الرمادي عشائر البوريشة والبوعلي الجاسم والبوذياب والبوشعبان والبونمر الشهر الماضي، ما عد"ضربة موجعة لتنظيم القاعدة"قتل خلالها العشرات من أفراده، خصوصاً في منطقة الجرايشي، بين الرمادي وصدامية الثرثار التي تعد واحدة من أقوى نقاط ارتكاز"القاعدة"في الانبار، اضطر هذا التنظيم الى الجلاء عنها بعد أحداث الشهر الماضي حيث تراجع نشاطه في الرمادي وعموم المناطق المحيطة. كما أجبر"القاعدة"على إصدار"عفو"محدد بمهلة زمنية عن شيوخ العشائر، ما بدا بحسب بعض المراقبين محاولة لامتصاص زخم الهجوم الذي تعرضت له"القاعدة". الا ان هذا التنظيم حاول القيام باستعراض للقوة في شوارع الرمادي قبل يومين متحدياً عشائرها، حيث جابت عناصر مسلحة شوارع المدينة، على رغم كثافة انتشار القوات الأميركية فيها، معلنة أن الاستعراض انما جاء بمناسبة انضمام الرمادي إلى"الإمارة الإسلامية في العراق"التي اعلن قيامها سابقاً. وتفجرت نقمة عشائر الرمادي على"القاعدة"بعدما قام عناصرها باغتيال شيخ عشيرة البوعلي الجاسم وإلقاء جثته في منطقة جزيرة الطالعة شمال المدينة. وفي الصقلاوية ظهرت منشورات باسم"ثوار الانبار"تضم قوائم بأسماء أشخاص من الصقلاوية زعمت انهم أعضاء في تنظيم"القاعدة"أمهلتهم حتى حلول عيد الفطر لإعلان توبتهم في المساجد وتبرؤهم من هذا التنظيم الذي اتهمته المنشورات بأنه"تنظيم تابع للمخابرات الإيرانية يهدف إلى تدمير محافظة الانبار وقتل الشخصيات البارزة والكفاءات العلمية وعلماء الدين بالإضافة إلى تجريد المحافظة من كل قوة من خلال قتل كل من ينضم إلى الشرطة أو الجيش أو الأجهزة الحكومية، وبالتالي إبقاء المحافظة في عزلة في العراق وإشاعة الفوضى العارمة فيها". في هذه الاثناء اعلن مجلس شورى المجاهدين انضمام قضاء حديثة الى"الامارة الاسلامية". من جانب آخر ظهرت منشورات مذيلة باسم"مجلس شورى المجاهدين"تهدد من تبقى من شرطة الصقلاوية بالذبح ما لم يعلنوا توبتهم أسوة بمن سبقهم. وفي العامرية تجددت التصفيات وعمليات الخطف والقتل المتبادل بين العشائر الموالية ل"القاعدة"كالفحيلات والعويسات والعشائر التي كانت قد اشتبكت مع عناصر"القاعدة"خلال شهري حزيران يونيو وتموز يوليو الماضيين كالهريمات والمناصير والبوجاسم. يشار الى ان الصدامات بين العشائر و"القاعدة"قد توقفت أوائل شهر آب اغسطس الماضي إثر وساطات عشائرية قام بها أشخاص محايدون من عشائر المنطقة وحضرها مندوبون عن"القاعدة"وفصائل مسلحة أخرى أبرزها"كتائب ثورة العشرين"و"الجيش الإسلامي"و"أنصار السنة"و"كتائب أبو بكر الصديق"السلفية، أعقبتها اجتماعات اخرى انتهت بوقف العمليات بين طرفي النزاع. الا ان"القاعدة"استأنفت عمليات الخطف والاغتيالات بخاصة لأفراد الشرطة من أبناء عشائر البوعيسى ما ادى الى تجدد الاشتباكات. من جهة أخرى، تشهد الانبار تصاعداً متزايداً في وتيرة العنف، خصوصاً الهجمات التي استهدفت القوات الأميركية في أنحاء مختلفة من المحافظة والتي تصاعدت منذ بداية شهر رمضان. وتشهد الصقلاوية منذ اكثر من شهر هجمات مكثفة تستهدف القوات الأميركية أسفرت عن مقتل العشرات من الجنود الأميركيين قضى معظمهم في عمليات قنص كانت آخرها عملية قنص جندي أميركي قرب مرآب سيارات بلدية الصقلاوية. كما امتدت عمليات القنص لتشمل الفلوجة أيضاً.