أكدت الصين أمس، ان مهمة"المساعي الحميدة"التي تولاها موفدها الخاص تانغ جياشوان لدى كوريا الشمالية"حقّقت بعض التقدم"، في وقت حضت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس بكين على تطبيق صارم للعقوبات التي فرضها مجلس الأمن على بيونغيانغ. وقال وزير الخارجية الصيني لي تشاو تشينغ:"عزَزت زيارة جياشوان التفاهم المشترك، بعدما ناقشنا احتمال العودة الى المحادثات السداسية"التي تهدف الى تفكيك البرنامج النووي لبيونغيانغ، والمجمدة منذ تشرين الثاني نوفمبر الماضي، فيما طالب تانغ الولاياتالمتحدة ب"اعتماد نهج أكثر مرونة في التعامل مع الأزمة النووية لبيونغيانغ، اذ يخدم ذلك مصلحة الجميع". في الوقت ذاته دعا الرئيس الصيني هو جنتاو كل الاطراف الى الحفاظ على الهدوء والتحرك بحذر"لئلا يخرج الوضع عن السيطرة". وحضّ على العمل ل"اعادة إطلاق المحادثات السداسية بأسرع وقت، وانقاذ السلام والأمن في شبه الجزيرة الكورية". لكن الوزيرة الأميركية اعتبرت، في أعقاب لقائها المسؤولين في بكين، ان لقاء الوفد الصيني والزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ ايل لم يثمر مفاجآت"غير متوقعة". وطالبت كوريا الشمالية بالعودة الى طاولة المفاوضات"فوراً ومن دون شروط"مسبقة، وبدء تطبيق اتفاق ايلول سبتمبر 2005 الذي اقرّ منحها مساعدات دولية وضمانات أمنية، في مقابل تفكيك برنامجها النووي. وأشارت رايس الى ان العقوبات المالية على بيونغيانغ ستبقى. وفيما أبلغت رايس الصين ضرورة تنفيذ العقوبات ب"صرامة"، أفادت صحيفة"نيويورك تايمز"أن اجراءات الصين يمكن ان تشمل وقف شحناتها النفطية الى كوريا الشمالية، علماً انها تزوّدها 90 في المئة من احتياجاتها النفطية بأسعار زهيدة. ورأى خبير في العلاقات الصينية الدولية ان"الزعماء الصينيين على استعداد لاتخاذ موقف متشدّد، لكن كيم يمكن ان يتحلى بالذكاء الكافي للفصل بين الصينوالولاياتالمتحدة". وأفادت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية"يونهاب"ان كيم الابن اكد للموفد الصيني ان بلاده لن تنفذ تجربة نووية ثانية، بعد الأولى التي أجريت في التاسع من الشهر الجاري. ونقلت صحيفة"شوسون ايلبو"الكورية الجنوبية عن ديبلوماسي في السفارة الصينية توجه الى بيونغيانغ، ان كيم أسف لتنفيذ التجربة الأولى، مؤكداً الرغبة في العودة الى المفاوضات، شرط تقديم واشنطن"تنازلات سنبادلها بتنازلات أخرى". في غضون ذلك، احتفل أكثر من 100 ألف جندي ومدني في كوريا الشمالية أمس، بنجاح التجربة النووية الأولى، عبر التجمع في ساحة كيم ايل سونغ في العاصمة. وفي واشنطن، نقلت شبكة"سي بي اس"التلفزيونية عن مصادر استخباراتية ان الولاياتالمتحدة تراقب سفينة غادرت مرفأ في كوريا الشمالية، للاشتباه في نقلها معدات عسكرية محظورة الى جهة غير محددة. وأشارت المصادر الى ان المسؤولين الأميركيين يحاولون تحديد نوع الشحنة والإجراء الذي سيتخذونه. وكان الرئيس جورج بوش حذّر كوريا الشمالية الأربعاء من"عواقب وخيمة"، إذا حاولت بيع تكنولوجيا أو معدات نووية.