عاد التوتر ليسود مدينة بلد 70 كلم شمال بغداد بمقتل 9 أشخاص الخميس اثر عمليات قتل انتقامية راح ضحيتها ما لا يقل عن 60 شخصا خلال الاسبوع المنصرم. وفي بغداد قتل 5 فلسطينيين وأصيب 11 بسقوط قذائف هاون، كما قتل جندي أميركي في الأنبار، فيما أعلنت الأممالمتحدة ان أكثر من 750 ألفاً نزحوا عن منازلهم في العراق منذ التدخل الاميركي سنة 2003. واعلنت الشرطة العراقية أمس مقتل 9 اشخاص على الاقل واصابة 12 آخرين بسقوط عدد من قذائف الهاون على بلدة بلد الشيعية، وأوضحت ان"القذائف سقطت على حي سكني وقت الافطار مساء الخميس". وشهدت بلد، التابعة لمحافظة صلاح الدين وسط العراق توتراً طائفياً خلال الاسبوع الماضي اوقع 60 قتيلاً. واتخذت السلطات المحلية في المحافظة سلسلة من الاجراءات لنزع فتيل التوتر الطائفي في هذه البلدة منها"تشكيل لجنة لتعويض كل من وقع عليه الظلم"وتشكيل"لجنة محايدة مركزية تعمل على اصدار قرار عقد هدنة بين بلد والمناطق الاخرى". وبحسب القيادة الاميركية، فإن موجة العنف هذه بدأت حين تم خطف 19 شيعياً الجمعة الماضي في الضلوعية قرب بلد، و"قتل 38 سنياً في عملية انتقامية"السبت. وفي بغداد، التي سرى فيها حظر اعتيادي للتجول أمس كما كل جمعة، قتل خمسة فلسطينيين واصيب 11 آخرون لدى سقوط عدد من قذائف الهاون على مجمع الفلسطينيين في منطقة البلديات في بغداد مساء الخميس. وقال الملازم علي محسن في شرطة الرصافة ان"فريقا طبيا توجه الى المجمع لاخلاء المصابين ... فقام مسلحون باحتجازهم داخل المجمع". واضاف:"بعد وصول معلومات الى الشرطة عن الاحتجاز اقتحمت الشرطة المجمع وحررت الرهائن". وقال بيان لمنظمة الهجرة العالمية التابعة للامم المتحدة ان"الشرطة العراقية اقتحمت المجمع عندما علمت باحتجاز الفريق الطبي من جانب جماعة مسلحة معادية للفلسطينيين وتم تحريره". واستنكر المتحدث باسم المنظمة رون ردموند الهجوم محذراً من ان تزايد عمليات العنف ضد الفلسطينيين في العراق والبالغ عددهم نحو 20 ألفاً سيؤدي الى هروبهم الى الاقطار المحيطة بالعراق مثل سورية والاردن. وقال ردموند ان"هذه المسألة تقلقنا لأن هذين البلدين اغلقا حدودهما امام اللاجئين الفلسطينيين، ولا يزال حوالي 340 شخصا منهم في منطقة عازلة على الحدود العراقية - السورية". ودعا"دول الجوار العراقي لابقاء حدودها مفتوحة لاستقبالهم". ولفت الى ان الكثير من الفلسطينيين بقوا في العراق لأنه ليس لديهم خيار آخر. وقال:"ليس لديهم خيارات كثيرة، ونحن نشعر بقلق بالغ للمأزق الذي يواجهه من بقوا"، مضيفاً ان مسؤولية الحكومة العراقية وقوات التحالف ان تقدم الحماية لهم. وكانت مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين عبرت في شهر آب اغسطس عن قلقها العميق ازاء وضع اللاجئين الفلسطينيين داخل العراق واولئك الذين فروا من الانتهاكات وأعمال العنف في بغداد الى دول الجوار. من جهة أخرى، أعلن ردموند ان 754 الف عراقي اضطروا في السنوات الاخيرة الى النزوح من اماكن سكنهم قبل بدء الغزو الاميركي للعراق في آذار مارس 2003. واضاف ان 365 الف شخص من هؤلاء، اي ما يقارب نصف العدد الاجمالي، اضطروا للهرب من منازلهم خلال الاشهر الثمانية الماضية اثر تصاعد موجات العنف الطائفي المتلاحقة بعد تدمير مرقد الامامين في سامراء في شباط فبراير. واشار الى انه اذا ما تم احتساب 800 الف شخص هجروا خلال فترة حكم الرئيس المخلوع صدام حسين، فهذا يعني ان العراق يعد حاليا مليون ونصف مليون مهجر. كما لجأ 1.6 مليون عراقي الى الخارج ولا سيما الى سورية والاردن حيث يعيش عدد كبير منهم منذ عقود عدة. ويسجل الصليب الاحمر وصول 40 ألف لاجئ عراقي كل شهر الى سورية. الى ذلك، اعلن نادي الزوراء العراقي أمس مقتل اللاعب السابق في فريق كرة القدم سعد عبدالواحد على يد مسلحين مجهولين اثناء عودته من سورية الخميس. وأوضح عضو مجلس ادارة النادي عبدالرحمن الرشيد ان"مسلحين مجهولين فتحوا نيران اسلحتهم على اللاعب السابق سعد عبدالواحد قرب منطقة بلد بين بغداد ومحافظة تكريت وقضى في الحال. ولم تعرف اسباب الحادث لحد الآن". وكان والد اللاعب قتل في ظروف غامضة خلال احتلال الولاياتالمتحدة للعراق عام 2003. وأعلن الجيش الاميركي في بيان الجمعة مقتل احد عناصر"المارينز"في محافظة الانبار غرب العراق مساء الخميس، ما يرفع الى 74 عدد الجنود الاميركيين الذين قتلوا منذ بداية تشرين الاول اكتوبر. وافاد البيان ان"احد عناصر مشاة البحرية من الفرقة القتالية السابعة المنتشرة على امتداد وادي الفرات بين الرمادي والحدود السورية قتل بنيران معادية مساء الخميس". وبذلك يرتفع الى 2780 عدد الجنود الاميركيين الذين قتلوا في العراق منذ اجتياح هذا البلد في اذار مارس 2003. من جهة ثانية اعلن الجيش الاميركي أمس وفاة سجين عراقي ثان لأسباب طبيعية خلال الشهر الجاري في معتقل بوكا الذي تديره القوات الاميركية جنوبالعراق. وواضح البيان انه"عثر الخميس على معتقل فاقد الوعي وغير قادر على التنفس في داخل زنزانته في معتقل بوكا". واضاف ان"فريقاً طبياً حاول انعاشه، وتم نقله الى مركز طبي خاص". وزاد:"فشلت كل الجهود في انعاش المعتقل البالغ عشرين عاماً، وتوفي بعد 45 دقيقة من العثور عليه بلا حراك". واشار البيان الى انه"سيخضع للتشريح لمعرفة اسباب وفاته وفقا للاجراءات المتبعة للمعتقلين الذين يتوفون في معتقلات القوات المتعددة الجنسية".