اعلن البرلمان الروسي بمجلسيه الاثنين اعترافه باستقلال جمهوريتي ابخازيا واوسيتيا الجنوبية الانفصاليتين الجورجيتين، في الوقت الذي تتعرض فيه موسكو لضغوط من الدول الغربية لسحب جيشها من عمق الاراضي الجورجية. فقد وافق مجلسا الاتحاد والنواب الروسيان الاثنين بالاجماع على قرار يدعو الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف الى الاعتراف الرسمي باستقلال اوسيتيا الجنوبية وابخازيا عن جورجيا. وبات القرار الآن في يد الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف والسلطة التنفيذية الروسية. والخيارات متعددة تتراوح بين الاعتراف بهاتين المنطقتين الى ضمهما الى روسيا مرورا بابقاء الوضع على ما هو عليه ما سيحول دون انضمام جورجيا الى الحلف الاطلسي حسب ما افاد عدد من الخبراء. وقال الرئيس الابخازي سيرغي باغابش خلال جلسة استئنائية لبرلمان ابخازيا "لن تعيش ابخازيا ولا اوسيتيا الجنوبية بعد اليوم في دولة واحدة مع جورجيا". كما اعلن رئيس اوسيتيا الجنوبية ادوارد كوكويتي ان تسخينفالي، عاصمة هذه المنطقة التي تتمتع باستقلال ذاتي داخل جورجيا، "تحولت الى ستالينغراد القوقاز" بعد الهجوم الجورجي عليها ليلة السابع الثامن من آب (اغسطس) الحالي. وكانت موسكو حذرت قبل ستة اشهر عندما اعلن اقليم كوسوفو الصربي استقلاله من طرف واحد من تداعيات هذه السابقة خصوصا مع مسارعة عدد كبير من الدول الغربية الى الاعتراف بالدولة الجديدة. وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الدوما قسطنطين كوساتشيف ان "لدى ابخازيا واوسيتيا الجنوبية من المبررات للاستقلال اكثر مما لدى كوسوفو". واعلن النائب الموالي للكرملين سيرغي ماركوف ان اعتراف موسكو باستقلال هاتين المنطقتين الانفصاليتين ليس السيناريو الوحيد لدى موسكو، الا انها قد تأخذ به في حال تعرض امن المنطقتين للخطر. وجابت شوارع تسخينفالي سيارات تحمل اعلام اوسيتيا الجنوبيةوروسيا وهي تطلق العنان لابواقها ترحيبا بقرار برلمان موسكو. وندد الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي في مقابلة مع صحيفة ليبراسيون الفرنسية بقرار برلمان موسكو واعتبر ان "اي محاولة لتغيير حدود اوروبا بالقوة ستكون لها تداعيات كارثية". ودعت المانيا الرئيس الروسي الى تجاهل تصويت البرلمان الروسي بغرفتيه. وقال توماس ستيغ مساعد المتحدث باسم الحكومة الالمانية "يجب عدم اعادة النظر في سيادة ووحدة الاراضي الجورجية". ودعا وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني روسيا الى "توخي الحذر الشديد والاخذ بعين الاعتبار الوضع الحالي الشديد الحساسية في المنطقة". وميدانيا اتهمت جورجيا الانفصاليين الاوسيتيين بتعزيز مواقع لهم في بلدة اخالغوري التي استولى عليها الاوسيتيون والروس في السابع عشر من آب (اغسطس) حسب ما اعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية الجورجية شوتا اوتياشفيلي. واضاف ان الوضع "لا يزال على ما هو" في بقية انحاء جورجيا في اشارة الى بقاء المواقع المتقدمة للجيش الروسي داخل الاراضي الجورجية في مكانها خصوصا حول مرفأ بوتي المهم جدا لاقتصاد جورجيا. واعتبر المتحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية براين وايتمان الاثنين ان روسيا "لا تحترم حتى الآن بنود اتفاق وقف اطلاق النار" مع جورجيا وذلك بمواصلتها الابقاء على "وجود (عسكري) كبير" في هذه البلاد. واكد المتحدث "لا يزال هناك وجود واسع للقوات الروسية في جورجيا" والروس "لم يلتزموا حتى الآن ببنود اتفاق وقف اطلاق النار" الذي وقعوه مع جورجيا. بالمقابل اعلن الرئيس الروسي الاثنين ان روسيا مستعدة للذهاب الى حد قطع العلاقات مع حلف شمال الاطلسي اذا لم يعد الاخير راغبا في التعاون معها. ونقلت وكالتا "ريا نوفوستي" و"ايتار - تاس" للانباء عن مدفيديف قوله لدى استقباله ممثل روسيا لدى الحلف ديمتري روغوزين في سوتشي (جنوب) "للحلف مصلحة اكبر من روسيا في التعاون. اذا رفض التعاون فان ذلك لن يؤثر كثيرا علينا". واضاف "سنتخذ القرارات (اللازمة) حتى قرار قطع العلاقات (اذا لزم الامر)" مشيرا الى ان هذا القرار سيكون صعبا. وأوضح انه "في الآونة الاخيرة وبعد النزاع المسلح في اوسيتيا الجنوبية بسبب عدوان جورجيا، اصبحت علاقاتنا مع الاطلسي اكثر تعقيدا". من جانبه اعلن البيت الابيض الاثنين انه يعمل "على اعادة النظر في مجمل علاقته" مع روسيا خصوصا ان موسكو لم تلتزم حتى الآن بالاتفاق المتعلق بالنزاع مع جورجيا. واكد البيت الابيض ان مستقبل منطقتي اوسيتيا الجنوبية وابخازيا الانفصاليتين "لا يتوقف على قرار دولة واحدة"، وذلك تعليقا على تصويت البرلمان الروسي.