جاء حادث خطف الديبلوماسي المصري في غزة والتصعيد الامني الذي اسفر عن سقوط ثلاثة شهداء والمأزق المالي للسلطة، لتضع"حركة المقاومة الاسلامية"حماس وجها الى وجه امام التحديات التي ستواجهها في حال تشكيلها الحكومة المقبلة. رغم ذلك، تلقت الحركة دعماً روسياً عندما أعلن الرئيس فلاديمير بوتين انه يعتزم دعوة قيادتها الى زيارة موسكو، في وقت بدا ان ثمة قرارا دوليا بمساعدة السلطة"في المرحلة الانتقالية". راجع ص5 و6 وكانت غزة شهدت امس خطف الملحق العسكري المصري حسام الموصلي في حادث غير مسبوق دانته الرئاسة الفلسطينية وأصاب الشارع الغزي بالصدمة، كما طرح تساؤلات عن الجهة التي تجرأت على خطف ديبلوماسي مصري في غزة، خصوصا في ضوء الدور الذي لعبته مصر في عملية السلام وفي الوساطة بين الفصائل للتوصل الى هدنة. وذهب البعض الى حد القول ان ما جرى يأتي في سياق احراج الحركة الاسلامية بعد اقل من 24 ساعة على مغادرة قيادييها القاهرة بعد محادثات مع المسؤولين المصريين، وفي الوقت نفسه بعث رسالة الى"حماس"عما يجب ان تتوقعه من تحديات امنية داخلية بعد تشكيلها الحكومة. تزامن الحادث مع تصعيد امني شهده قطاع غزة وادى الى استشهاد ثلاثة فلسطينيين في هجومين منفصلين استهدف احدهما حاجز"ايرز"الحدودي مع اسرائيل. وتشكل عمليات المقاومة واحدة من التحديات امام حكومة"حماس"التي اعلن الناطق باسمها سامي ابو زهري امس ان هجمات الرد على"جرائم الاحتلال"الاخيرة لا تشكل اي حرج للحركة على اعتبار انها"تزاوج بين المقاومة والسياسة". في غضون ذلك، مدت روسيا يدها ل"حماس"عندما قال بوتين في مؤتمر صحافي في مدريد انه سيدعو قادتها لزيارة موسكو لاجراء محادثات في شأن مستقبل عملية السلام، مضيفا:"لم نعتبر حماس منظمة ارهابية، واليوم ... يتعين احترام خيار الشعب... لكن علينا السعي الى حلول وخطوات تلقى قبولا عند القوى السياسية في فلسطين والمجتمع الدولي واسرائيل". ورد القيادي في"حماس"اسماعيل هنية ان قادة الحركة سيزورون روسيا اذا تلقوا دعوة رسمية، في حين استقبلت اسرائيل اعلان بوتين بالدهشة، وقالت ان"روسيا وافقت على بيانات اللجنة الرباعية... لذلك فالناس في القدس مندهشون". وقال مساعد رفض مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط ديفيد ويلش ان واشنطن تتوقع من كل الحكومات، بما فيها الروسية، التزام شروط التعامل مع اي حكومة بقيادة"حماس". ورفض فكرة اعلان"حماس"هدنة مفتوحة مع اسرائيل بمعزل عن التفاوض معها او الاعتراف بها، وشدد خلال مؤتمر صحافي على انه يتوجب على الحركة"ان تقرر ان كانت ستلتزم الاتفاقات المبرمة"، بما فيها"خريطة الطريق"لتسوية تفاوضية نهائية كما اقرتها الرباعية. من جانبه، حض الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان"حماس"على أن"تصغي الى مناشدة، ليس فقط الرباعية وإنما أيضاً حكومات أخرى في المنطقة، تطلب منها أن تحوّل نفسها الى حزب سياسي". وقال إن قادة"حماس يحتاجون الى الوقت لينظموا أنفسهم"، وان الحكومة الانتقالية الباقية لفترة 3 أشهر تعطي"حماس"الفسحة الزمنية لتنظيم نفسها واعادة صوغ هويتها لتكون"حزباً سياسياً يوافق على حل الدولتين". وتعهد أنان الذي كان يتكلم الى الصحافة في الأممالمتحدة قبيل استقباله وزيرة الخارجية الإسرائيلي تسيبي ليفني"بذل قصارى جهدنا"من أجل تقديم المساعدة"المالية والاقتصادية"للحكومة الانتقالية.