بحث وزير الداخلية الفلسطيني سعيد صيام مع مساعد رئيس جهاز الاستخبارات المصرية مدى إمكان تشكيل حكومة وحدة وطنية والعراقيل التي تقف أمامها، كذلك العلاقات بين حركتي"فتح"و"حماس"إضافةً إلى آخر المستجدات على الساحة الفلسطينية. وشدد صيام، وهو من قياديي حركة"حماس"على أن حركته ستكون على رأس أي حكومة مقبلة، وقلل من احتمال اجراء انتخابات مبكرة، وألقى باللائمة على حركة"فتح"في شأن تشكيل الحكومة، معتبراً أنها فتح"رضخت للضغوط الاميركية". وجدد صيام الذي وصل إلى القاهرة أول من أمس بعد زيارة لكل من طهران ودمشق في تصريحات ل"الحياة"نفيه معلومات عن مطالبة مصر ل"حماس"بالخروج من الحكومة المقبلة، وقال:"لم نسمع مثل هذا الكلام من الإخوة المصريين وهم يعرفون موقفنا جيداً". وأضاف مستنكراً:"لماذا نتنازل عن حق مشروع لنا؟ نحن حكومة مشروعة ومنتخبة ونحظى بتأييد الشعب الفلسطيني ولسنا متخوفين من اجراء انتخابات تشريعية مبكرة وعلى ثقة بأن شعبيتنا لم تنخفض لكن لا أجد داعياً لها". وتابع قائلاً:"هناك عناصر في حركة فتح يعرفها القاصي والداني تقف وراء الاحتجاجات والاضرابات وتحرك الناس لإحداث فتنة وانقسام في الشارع الفلسطيني"، محذراً إياها بأنها"تلعب بالنار التي إن نشبت ستنالها". وحول أسباب تعسر مفاوضات تشكيل حكومة الوحدة قال ل"الحياة":"نحن من جانبنا أكدنا مراراً وتكراراً أن وثيقة الأسرى هي المرجعية التي نلتزم بها ونحتكم إليها وكان الاتفاق على ذلك بين كل الفصائل الفلسطينية، لكن للأسف بعض الإخوة في فتح وضعوا صياغات أخرى بديلة ورضخوا للضغوط الاميركية التي تعرقل تشكيل هذه الحكومة"، متهماً إياهم بأنهم"انقلبوا على الوثيقة التي هي محل إجماع الشعب الفلسطيني، واستبدلوا بها شروط الرباعية من أجل تحقيق أجندات خاصة بهم بعيدة تماماً عن المصلحة العليا للشعب الفلسطيني"، مشدداً على أن"حماس متمسكة برفض اعترافها بإسرائيل". واتهم صيام من سماهم"أعوان"الرئيس الفلسطيني و"بعض من يلتفون حوله"بأنهم وراء إفشال أي جهود أو مساع لجمع الفرقاء وقال:"إنهم يقفون وراء إفشال المبادرة القطرية وان كان ما زالت هناك مساع لتفعيلها مرة أخرى". وعول صيام على عقد لقاء يجمع بين الرئيس عباس ورئيس المكتب السياسي خالد مشعل يفضي الى ردم الفجوة بين الجانبين وتشكيل حكومة وحدة وطنية، معتبراً أن هذا اللقاء مصلحة فلسطينية عليا يجب ألا تقف أمامه أية عوائق. وحذر صيام الرئيس عباس من مغبة اتخاذ أي قرار يمكن أن يمس الحكومة داعياً إياه ألا يستمع لمن اعتبرهم"رؤوس الفتنة"من بعض الذين يحيطون به. وأضاف أنه"لا يمكن للرئيس ابو مازن أن يقوم بتلك الخطوة الخطيرة لأن عواقبها ستكون وخيمة ستنال من الجميع ولا أعتقد أنه يمكن لأي طرف أن يتحمل تداعياتها. وأشار إلى أن اجتماع اللجنة المركزية لحركة"فتح"لم يعقد ليس بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني لكن لأسباب أخرى يعلمها الجميع رافضاً تناولها. وعن زيارته إلى طهران قال انها كانت زيارة رسمية تتعلق بإرسال كوادر من الشرطة الفلسطينية للتدريب هناك وإرسال بعثات طلابية إلى الجامعات الإيرانية. ورفض صيام اتهام سورية بأنها وراء افشال صفقة اطلاق الجندي الإسرائيلي غلعاد شاليت، مشدداً على استقلال القرار الفلسطيني، وقال:"ليس صحيحاً أن الحركة تعرضت لضغوط سورية لإفشال هذه الصفقة"موضحاً أن"الصفقة فشلت أو تم تجميدها لأن هناك من يريد أن يطلق سراح الجندي الإسرائيلي بلا مقابل". ونفى وجود قنوات سرية بين"حماس"وإسرائيل عبر وساطة عربية، مؤكداً تمسك"حماس"ببرنامجها الذي على أساسه انتخبها الشعب الفلسطيني.