سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
استقبال دافئ حيا خلاله الرئيس ضيفه بالعبرية فرد الثاني مجاملاً "صديقه" بالروسية . اولمرت يتحدث عن دور مفتاحي لموسكو في السلام وبوتين يعده بالتحقيق في اي "ادلة" عن سلاح "حزب الله"
اجرى رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت في موسكو امس محادثات مع الرئيس فلاديمير بوتين وصفت بأن لها"اهمية تاريخية"، تطرق البحث خلالها الى ملف المحادثات الفلسطينية - الاسرائيلية وسلاح"حزب الله"واوضاع الناطقين بالروسية في اسرائيل. وهذه الزيارة الاولى التي يقوم بها اولمرت لموسكو منذ توليه منصبه. وكان لافتا دفء الاستقبال الذي اعدته موسكو للمسؤول الاسرائيلي، والذي اعتبر البعض انه يعكس توجهاً روسياً لكسر الجمود الذي طرأ على العلاقات بين الجانبين خلال الفترة الاخيرة، خصوصا بعد استقبال قادة حركة"حماس"في موسكو في اعقاب فوز الحركة في الانتخابات الفلسطينية. ففي لفتة واضحة، حيّا الرئيس الروسي ضيفه والوفد المرافق له بالعبرية، وردد كلمة"شالوم"اثناء مصافحة التعارف التي استهلت بها جلسة المحادثات في الكرملين. من جانبه، رد اولمرت على اللفتة بمثلها، اذ خاطب الرئيس بوتين باللغة الروسية قائلا:"يا صديقي". وشدد اولمرت خلال الحديث اكثر من مرة على انه يتحدر من اصول روسية. وعلى رغم ان المدة الزمنية المقررة لجلسة المحادثات كانت زهاء ساعة، الا ان المناقشات استمرت اكثر من ساعتين ونصف ساعة، عقد بعدها الرجلان مؤتمرا صحافيا استهله بوتين بتأكيد"سعادته البالغة بنتائج المحادثات"التي قال ان لها"اهمية تاريخية"خصوصا ان زيارة اولمرت تتزامن مع الاحتفال بمرور 15 عاماً على اقامة علاقات ديبلوماسية بين روسيا واسرائيل. وشدد بوتين على ان لدى الجانبين"امكانات واسعة جدا لتعزيز العلاقات وتطويرها لم تستخدم بعد"، مؤكدا ضرورة العمل بقوة لتكثيف التعاون الثنائي في المجالات المختلفة، ومعتبرا أن العلاقات الثنائية المتينة لا تستجيب لمصالح روسيا وإسرائيل فحسب، بل أن تعزيزها يساعد على ضمان الأمن الإقليمي والدولي. وقال ان ما يجمع بين روسيا واسرائيل"هو السعي الى مواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين مثل الإرهاب والتطرف والحقد القومي والنزاعات المحلية". من جانبه، قال اولمرت ان"محادثات اليوم امس شكلت دليلا اضافيا على عمق العلاقة التي تربط بوتين باسرائيل". وخاطب الرئيس الروسي مشيداً بما"لمسناه من مشاعر الود والصداقة والحرص الكبير من جانبكم على امن دولة اسرائيل". واستغل الاجواء الودية ليشدد على شروطه السابقة من اجل استئناف الحوار مع الجانب الفلسطيني، وقال ان على الفلسطينيين الاعتراف بدولة إسرائيل ووقف النشاط الإرهابي فورا ك"شرطين اساسيين لاستئناف عملية التسوية في الشرق الاوسط". لكنه لفت الى ان إسرائيل لا تنوي تجميد عملية السلام وتعتزم تحقيق تقدم في هذا الاتجاه. واضاف ان روسيا باعتبارها إحدى دول اللجنة الرباعية الدولية"يمكن أن تلعب دورا مفتاحيا"في هذا المجال. وأكد بوتين ان بلاده مستعدة لعمل كل ما في وسعها للمساهمة في تسوية نزاع الشرق الأوسط، وقال ان روسيا تعتزم بذل جهود اضافية من اجل دعم الاستقرار واستئناف المحادثات بأسرع ما يمكن. وذكر مصدر في الكرملين أن المحادثات تركزت على تنفيذ بنود خطة"خريطة الطريق"للسلام. واعتبر ان موقف الجانبين قريب في ان الوسيلة الوحيدة الممكنة للخروج من دائرة العنف تتمثل في استئناف المحادثات السلمية على أساس القانون الدولي من اجل تحقيق تسوية شاملة في الشرق الأوسط، والإفراج عن الرهائن، ومنع وقوع ضحايا وسط السكان المدنيين من الجانبين وتدمير البنى التحتية. واضافة الى ملف العلاقات، تطرق البحث الى مسألة الاسلحة التي قالت اسرائيل انها وصلت الى ايدي منظمات فلسطينية ولبنانية. وقالت مصادر روسية ان موسكو طالبت بتقديم معلومات تفصيلية عن ذلك، و"اذا وجدت ادلة ستفتح الجهات المختصة تحقيقا". وكانت جهات اسرائيلية اعلنت عشية الزيارة ان تل ابيب تلقت تأكيدات من موسكو اخيرا بعزمها على تشديد الرقابة على الاسلحة المصدرة من روسيا الى سورية ودول اخرى في المنطقة. واضافت ان الحكومة الاسرائيلية اعتبرت ان"هذه التأكيدات كافية".