صدر حديثاً عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية كتاب بعنوان:"يافا: من الغزو النابوليوني الى حملة ابراهيم باشا"للباحث حسين ابراهيم سعيد. ويعالج الكتاب الاحداث التي شهدتها مدينة يافا ما بين 1799 و 1831، ويتناول دور حكام المدينة إما في ازدهارها أو في عرقلة عمرانها ونموها، لا سيما أن الموقع الجغرافي منح هذه المدينة ميزة قلما توافرت لمدن الساحل. فكان لوفرة المياه والأراضي الخصبة شأن كبير في الازدهار الزراعي. وكذلك لعب ميناؤها البحري دوراً مهماً في التجارة مع سورية ومصر وأوروبا في آن واحد. ولعل هذه الميزة هي التي جعلت يافا مكاناً جاذباً للمهاجرين من سورية ولبنان ومصر بالدرجة الأولى، فضلاً عن بعض المناطق الفلسطينية. يتعقب الكاتب التاريخ السياسي والاجتماعي والاقتصادي لمدينة يافا، فيتحدث عنها في مطلع القرن التاسع عشر، وعن حكامها أمثال محمد أبو المرق ومحمد أبو نبوت وعبدالله باشا. ثم يدرس تطور مدينة يافا عمرانياً وتجارياً واقتصادياً. غير أن أمتع فصول هذا الكتاب هو الفصل الخاص بسكان المدينة ولا سيما المهاجرون منهم وكيفية اندماجهم بالسكان الأصليين، وكيف أن بعض المسيحيين اعتنقوا الاسلام.