التقى وفد يمثل وزراء حكومة"حماس"في الضفة الغربية الليلة قبل الماضية مع الرئيس محمود عباس في مكتبه في رام الله في محاولة لاعادة احياء الحوار الرامي الى تشكيل حكومة وحدة وطنية. وتألف الوفد من نائب رئيس الحكومة الدكتور ناصر الشاعر ووزير التخطيط القائم باعمال وزير المالية الدكتور سمير ابو عيشة ووزير الاشغال العامة المهندس عبدالرحمن زيدان. وقال الدكتور الشاعر ان اللقاء جاء استكمالا للحوارات التي جرت بين الرئيس والحكومة في غزة. وقال مسؤولون في مكتب الرئيس عباس ان الرئيس اطلع الوزراء الثلاثة على تفاصيل ومراحل المبادرة القطرية والعقبات التي اعترضت طريقها وقادتها الى الفشل، محملا حركة"حماس"المسؤولية عن عدم التوصل الى اتفاق وطني يخرج البلد من حالة الحصار وينقذها من الانهيار الذي يطال التعليم والصحة والاقتصاد. وقال مسؤول في مكتب الرئيس انه اطلع الوفد على التعديلات الأخيرة التي ادخلت على المبادرة القطرية والتي قوبلت برفض قادة"حماس"في القطاع، مشيرا الى انها لم تتضمن اي اعتراف باسرائيل، واقرت حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال بالوسائل المشروعة. ومضى يقول:"صحيح ان النسخة الثالثة والاخيرة من المبادرة القطرية تضمنت نبذ الارهاب لكنها اقرت النضال المشروع ضد الاحتلال، وهو ما كان على حماس قبوله من دون تردد". ونصت هذه النسخة على اقامة حكومة وحدة وطنية على اساس"وثيقة الوفاق الوطني"الشهيرة ب"وثيقة الاسرى"على ان تلتزم بما يأتي: - احترام مبادئ واحكام ميثاق الاممالمتحدة والقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية بما يكفل الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني. - احترام الاتفاقات الموقعة من قبل منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية بما يكفل الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني. - التأكيد على حق الشعب الفلسطيني في النضال من اجل تحرير ارضه وانهاء الاحتلال بالوسائل المشروعة ونبذ الارهاب. ونصت على ان الهدف من التمسك بالمبادئ المذكورة والعمل على تنفيذها هو تأمين الاعتراف بحكومة الوحدة الوطنية فور تشكيلها ورفع الحصار عنها واطلاق سراح الاسرى والمعتقلين والوصول الى قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس على الارض المحتلة عام 67 وتحقيق السلام العادل. كما نصت على تولي الرئاسة المفاوضات لمدة سنتين على اساس المبادئ المذكورة اعلاه. وقال المسؤول ان الرئيس عباس ابدى استعداده لقبول هذه المبادرة رغم عدم قبولها من الجانب الاميركي وفق ما ابلغه به الوزير القطري الذي اطلع المسؤولين الاميركيين على بنودها مسبقاً، معتبرا انه لم يكن اي مبرر لرفضها من جانب حركة"حماس". وكان الناطق باسم حكومة"حماس"غازي حمد اعلن عقب فشل المبادرة القطرية ان حكومته رفضت نقطتين فيها هما نبذ الارهاب وحل الدولتين. لكن المسؤولين في مكتب عباس يؤكدون ان النسخة الأخيرة من المبادرة لم تأت على ذكر حل الدولتين وانها، وان شددت على نبذ الارهاب، اكدت حق الشعب الفلسطيني في النضال بكل الوسائل المشروعة لانهاء الاحتلال. ومن جانبهم ابلغ وزراء"حماس"الرئيس عباس ان فرص الاتفاق ما زالت قائمة، مشيرين الى بحث جدي في صفوف"حماس"لتشكيل حكومة تكنوقراط. وقال مسؤول في"حماس"ان النقاش ما زال جارياً في الحركة بشأن تشكيل حكومة تكنوقراط مستقلة، مرجحا امكانية اقرارها في حال فشل مشروع حكومة الوحدة وتواصل الحصار.