أفادت مصادر اقتصادية مغربية مطلعة ان مجموعة"أونا"ستتخلى قريباً عن مساهمات وحصص في عدد من الشركات الصغيرة والمتوسطة، التي تملكتها في وقت سابق، داخل المغرب وخارجه، وأنها تتجه نحو استثمارات عملاقة مع مجموعات عربية ودولية. وأشارت إلى ان المجموعة ستراهن على القطاعات التي تعتبرها إستراتيجية، وتحتاج توسعاً واستثماراً كبيرين، مقابل التخلص من الشركات المتعثرة. وتستعد"اونا"للعودة بقوة إلى قطاع الاتصالات ضمن خطتها الجديدة، وهي تملكت اسهم شركة"ماروك كونيكت"، التي حصلت على رخصة خدمات الجيل الثالث للهاتف الخليوي في المغرب، وتستعد لمنافسة شركة"اتصالات المغرب"، التي تحتكر عدداً من الخدمات، ومنها الإنترنت. وبلغت أرباح"اتصالات المغرب"، في النصف الاول من العام الحالي ثلاثة بلايين درهم، وفاقت أرباح"اونا"المقدرة ب 921 مليون درهم، على رغم ان هذه الأخيرة حققت إيرادات اكبر، زادت على 13.5 بليون درهم في الفترة نفسها. وسيمكّن قطاع الاتصالات المجموعة من فرص توسع كبيرة، وتحويل بعض فروعها التكنولوجية إلى نشاطها الجديد. ولفتت المصادر إلى ان معظم الشركات المتخلى عنها يمثل عبئاً مالياً وادارياً. وتقدر الديون المستحقة على شركات المجموعة وفروعها بنحو 5.4 بليون درهم 600 مليون دولار. ولا تستبعد المصادر ان تقوم"اونا"بسداد جزء كبير من ديونها العام المقبل. وقال رئيس"اونا"سعد بن ديدي، ان المجموعة تتجه نحو اعتماد المعايير الدولية في جميع أنشطتها المالية والإنتاجية والإدارية. وشرعت في استثمارات ضخمة سياحية وعقارية مع مجموعة"اعمار"الإماراتية، خصوصاً في الرباط ومراكش، وهي مهتمة بدخول السوق الأميركية والإفادة من اتفاق المنطقة التجارية الحرة بين واشنطنوالرباط. كما زادت توسعها في أفريقيا في قطاعات النفط والمعادن والأخشاب عبر فرعها"ابتورغ"، وطورت شراكة انتاج وتسويق السيارات مع مجموعة"رينو"الفرنسية، عبر تصنيع طرازات"لوغان"في الدار البيضاء، وأقامت شبكة من الفروع المالية الدولية عبر مصرفها"التجاري وفا بنك". ووسعت شراكتها التجارية الدولية مع"اوشن"الفرنسية، والعربية مع الإمارات اتفاق المنطقة الحرة، لتنمية تجارة السوبرماركات في المدن المغربية. كما عززت مواقعها في سوق التأمينات عبر تحالفها مع"اكسا"الدولية. وتخلت المجموعة عن حصتها في فرعها الصناعي"سوناسيد"، لمصلحة مجموعة"ارسيلور"الأوروبية لتطوير صناعة الصلب والفولاذ في المغرب. في المقابل، تعرضت"اونا"لمنافسة قوية في السوق المحلية افقدتها بعض الريادة في قطاعات أساسية، مثل الزيوت الغذائية، والسكر تحريره، وبعض المواد الاستهلاكية، نتيجة فتح الأسواق ودخول شركات جديدة اليها، وخوض فرعها"ليسيور كريستال"حرباً إعلانية مع"صافولا العربية للزيوت". وتضيف المصادر ان المجموعة غير مرتاحة لنتائج بعض فروعها الصناعية، التي تقودها الشركة الوطنية للاستثمار"أس أن آي"، إضافة إلى خلافاتها مع بعض شركائها الأوروبيين. يذكر ان"اونا"اكبر مجموعة اقتصادية خاصة في المغرب عائداتها اكثر من ثلاثة بلايين دولار، تأسست عام 1934 تحت اسم"امنيوم شمال أفريقيا"على أنقاض الشركة العامة للنقل والسياحة عام 1919. وتمت"مغربة"رأس مالها عام 1986، ودخلت البورصة عام 1995، وتملكت حصصاً في عشرات الشركات، ولها فروع في أربع قارات، وتعمل في قطاعات المعادن والنفط والسياحة والعقار والمواصلات والاتصالات، صناعة السيارات والمصارف والتأمين والتجارة والزراعة والصناعة الغذائية والصيد البحري والإسمنت والإعلام. وتملك العائلة المالكة 14 في المئة من رأس مال"اونا"، عبر شركة"سيجر"التي تدير المصالح الملكية المغربية.