"دون كيشوت" يحمي الأرض من النيازك! ثمة فزع منتشر انسانياً من احتمال ارتطام الارض بنيزك سماوي، على رغم ضآلة ذلك الاحتمال. والمعلوم ان ارتطاماً كهذا قد يوّلد انفجاراً تفوق قوته آلاف القنابل النووية، ما يُهدد الأرض بفناء شامل لأنواع الكائنات الحيّة التي تعيش عليها. ويُرجح كثير من العلماء، مثلاً، ان نيزكاً اصطدم بالأرض، قبل أكثر من 65 مليون سنة، فأحدث انفجاراً هائلاً، رافقته سحابة خرافية من الغبار، ما حجب ضوء الشمس لسنوات، فانخفضت الحرارة، وأُدخلت الأرض في عصر جليدي مُفاجئ. ولم تستطع الديناصورات التأقلم مع الانقلاب المفاجئ في المناخ، فانقرضت بعد ان تسيّدت الأرض ملايين السنين. والمعلوم ان النيازك التي يتألف معظمها من صخور صلدة ممزوجة بالمعادن، تكوّنت قبل قرابة 5 بلايين سنة، أي في فترة الطفولة بالنسبة الى النظام الشمسي. وقد تعرضت الارض، وتابعها القمر، الى قصف متواصل من النيازك المتفاوتة الاحجام. ويكفي القاء نظرة على سطح القمر لرؤية"الندوب"التي تركتها تلك الاصطدامات عليه. المفارقة ان بعض العلماء يعتقد أيضاً ان القمر نفسه تكوّن عندما ارتطم نيزك كبير الحجم بالارض، قبل مئات ملايين السنين. ويخشى كثير من الاختصاصيين في علم الفلك، تكرار ارتطام الارض بأحد تلك النيازك، لانه حدث قد يحمل الفناء للكائن الانساني، الذي يهيمن على الارض راهناً. والتقطت هوليوود خيط الفزع، لتصنع منه أفلاماً نالت شهرة مدوية مثل"أرماجدون"و"ديب امباكت"وغيرهما. وفي مطلع الثمانينات من القرن 20، صنعت هوليوود فيلماً، لم ينل نجاحاً ساحقاً، اسمه"الهاوي"بطولة: شون كونري. يُصور الشريط اقتراب نيزك كبير الحجم من الأرض، بما ينذر باحتمال الارتطام بها. وينصح عالم فيزياء ان تحمل اقمار اصطناعية صواريخ نووية الى الفضاء الخارجي، لكي تقصف النيزك المُقترب، وتُفتّته. ومن المعلوم ان نيزكاً اسمه"أبوفيس"، يبلغ طوله 500 متر ووزنه ألف مليون طن، يقترب من الأرض بخطى حثيثة، ويتوقع اقترابه منها مع حلول العام 2029، الى مسافة تقلّ عن ثلاثين الف كيلومتر. والأرجح ان يُشاهد أهل الأرض الحدث بانتباه، لأن تلك المسافة تعتبر قصيرة جداً بالمعايير الفلكية. ويخشى بعض الفلكيين من متغيّرات في حقول الجاذبية حول الكرة الارضية، ربما تُعيد"أبوفيس"واسمه مُشتق من اله الدمار عند الفراعنة الى الارض، بعد مروره الأول بسنوات، ليدخل في مسار تصادمي معها، ربما بحلول عام 2037. والأرجح ان الأرض، حينها، لن تكون فاقدة الحيلة. إذ ان"فارساً"خيالياً من عصور غابرة، سيأتي لحمايتها من التهديد الفضائي! بل ان ذلك الفارس لن يكون سوى دون كيشوت، ذلك البطل الخيالي الذي اخترعه سرفانتس في عصر النهضة، وجعله صورة ممسوخة من تقاليد فروسية العصور الوسطى، فإذا به أسير هواماته الهاذية التي تدفعه الى محاربة طواحين الهواء ظناً منه انها أعداء بقامات عملاقة. وأما دون كيشوت الفضاء في القرن ال21، فله شأن آخر. انه نظام دفاعي متكامل من الأقمار الاصطناعية العسكرية، من صنع كونسورتيوم تقوده شركة"كوانتي كيو غروب"البريطانية. وتبنّته"الوكالة الاوروبية للفضاء". ويضم"المؤسسة السويدية للتعاون الفضائي"و"مجموعة فيرهارت الفضائية كوانتي كيو البريطانية، و"الجامعة البريطانية المفتوحة"وشركة"ساي سيس"الاميركية. ويُحارب دون كيشوت الفضاء بذراعين هما قمران اصطناعيان. تحمل الذراع الأولى اسم"سانشو"، على اسم خادم دون كيشوت في رواية سرفانتس، ومهمته الدوران حول النيزك المطلوب ابعاده، لجمع المعلومات عنه. وتتمثّل الذراع الثانية في قمر اصطناعي سريع تفوق سرعته 36 الف كيلومتر في الساعة مهمته الاصطدام بالنيزك الخطير. وتعطي السرعة العالية قوة دفع للقمر بما يكفي للتأثير في النيزك وحرفه عن مسار التصادم مع الارض. للمزيد من التفاصيل، يمكن مراجعة موقع" كوانتيك.كوم" qintiq.com الكومبيوتر المغناطيسي يُجدد صناعة الحواسيب ماذا لو قفزت قوة الكومبيوترات فجاة، بمقدار 500 ضعف؟ تخيّل ما الذي يمكن ان يفعله الجمهور العادي بحواسيبه عندها، إضافة الى ما تعنيه تلك القوة المضافة بالنسبة الى العلماء والدارسين والبحاثة ورجال الاعمال والطلاب والمُدرسين والأكاديميين وغيرهم. وينكب فريق علمي بريطاني، من جامعة"باث"البريطانية و3 جامعات اخرى ومراكز بحوث في فرنسا وبلجيكا، على تحويل هذا الخيال الى واقع. ويعقدون رهانهم على تغيير طريقة حفظ المعلومات في الكومبيوتر لتنتقل من الوسط الالكتروني الى المغناطيسي. ويرون ان ذلك الامر يتحقق إذا تمكنوا من الاستعاضة عن الترانزستورات في رقاقات الكومبيوتر وذاكرته، بحقول جاذبية فائقة الصغر. ويعني ذلك، بداهة، انهم يستخدمون التقينات المتعلقة بعلم"نانوتكنولوجيا"Nanotechnology. والمعلوم ان النانوتكنولوجيا تتعامل مع المادة في أشكالها الأشد صغراً، مثل الذرة والجُزَيْء. ويُشتق اسم العلم من مقياس النانو، الذي يُساوي واحداً من بليون من المتر. وفي الوقت الراهن، يعمد الاختصاصيون الى مضاعفة قوى الكومبيوتر باستخدام رقاقات تضم أعداداً أكبر من الترانزستورات، أي بتصغير حجم الترانزستور الى أقصى الحدود الممكنة. ومن الواضح ان هذه العملية لا بد من ان تصل الى حدّ لا تستطيع ان تتخطاه. ولذا، فضّل علماء جامعة"باث"الالتفات الى وجهة اخرى، لابتكار طريقة جديدة لعمل الكومبيوتر لا تستند الى الترانزستورات. ويأملون في حمل المعلومات وتدويرها وتخزينها عبر الموجات الاسلكية التي"تُمسك"بها وتُديرها الحقول المغناطيسية الشديدة الصغر. ويسعون الى توليد تلك الحقول ضمن حيّز لا يتجاوز مساحة 3 أو 4 ذرّات. ويؤدي ذلك الى صنع رقاقات وأشباه موصلات تعمل بالقوى المغناطيسية بصورة كليّة. وقد وضع الاسس النظرية لهذا الطريقة المغناطيسية في التعامل مع الموجات اللاسلكية التي تحمل معلومات، البروفسور آلان نوغارت، من جامعة"باث"، عام 2005. ويأمل نوغارت وفريقه في تحويل تلك المقولات النظرية الى كومبيوترات فعلية، في غضون 5 سنوات. المزيد من المعلومات في موقع"بات. آي سي. يو كيه"bath.ac.uk مستقبل البلاستيك الالكتروني في زمن قريب، يُمكن ان تشهد الأعين شاشات بلاستيكية قابلة للطي، تعمل باسلوب اللمس، يمكن استخدامها كجريدة الكترونية او تلفزيون متنقل او أداة اتصال، او غير ذلك من أساليب استخدام الشاشات النقّالة. وتعمل فرق بحوث في دول عدّة لإنجاز شاشات بلاستيكية تتجاوب مع العمل الرقمي للكومبيوتر والانترنت وأدوات الاتصال المتطورة والبث المتلفز والالعاب الالكترونية وغيرها. ويبدو الأمر"غريباً"لان البلاستيك مادة عازلة للتيار الكهربائي، ما يحول دون استخدامها بتلك الطريقة. والمعلوم ان العلماء توصلوا أخيراً الى طرق لصنع بلاستيك موصل للكهرباء، إضافة الى صنع ألياف بلاستيكية شبه موصلة للتيار الكهربائي، أي انها تصلح لتكون بديلاً لألياف السيليكون في أشباه الموصلات. وراهناً، ينكب فريق من شركة"بلاستيك لوجيك"البريطانية، بدعم علمي من"مختبر كافنديش"في جامعة كامبريدج، لصنع شاشات بلاستيك رقمية، يمكن استخدامها في قراءة الملفات الرقمية ونقلها الى الكومبيوتر ومنه، كما يمكن الكتابة عليها بطريقة حرّة، أي وكأنها كومبيوتر كامل. وباستطاعتها ان تحل محل الدفتر المدرسي، كما يمكن استعمالها ككتاب رقمي أيضاً. والمعلوم ان"مختبر كافنديش"يعمل على شاشات البلاستيك الالكترونية منذ ما يزيد على عشر سنوات. وقد توصّل أخيراً لصنع بعض الأدوات الالكترونية التي تستخدم البلاسيتك الرقمي. معلومات اضافية في موقع"بلاستيك لوجيك.كوم"plasticlogic.com ثورة في الطاقة القابلة للتجدّد في ظل الارتفاع المُذهل لسعر البترول، الذي يُصنّف علمياً باعتباره وقوداً أحفورياً لانه تكوّن من بقايا نباتية عبر ملايين السنوات، ثمة ملمح لا تتحدث عنه وسائل الاعلام الا قليلاً. ويتمثّل في ان سكان الأرض يستهلكون راهناً مواد ترسبت عبر تاريخ سحيق. ويُقدر العلماء ان ما يُحرق من البترول في السنة عالمياً يساوي مواد تحوّلت نفطاً عبر 20 مليون سنة. بالاختصار، انه استهلاك عشرين مليون سنة من عمر الارض سنوياً! ومن ناحية ثانية، فان تراكم الغازات المنبعثة من احتراق الوقود الاحفوري البترول تلوّث الهواء، وتُساهم في ظاهرة الاحتباس الحراري والارتفاع التدريجي في حرارة كوكب الأرض. ويحاول البروفسور البريطاني ماثيو دافدسون، مع فريق من جامعة"باث"، العمل على تطوير 3 حقول من الطاقة البديلة للنفط: الطاقة الشمسية Solar Energy وخلايا الوقود Fuel Cells والديزل البيولوجي BioDiesel. وتمكن فريقه من القفز بكفاءة استعمال الطاقة الشمسية من 15في المئة، وهو المعدل السائد راهناً، الى 35 في المئة. ويحاول الفريق صنع خلايا للطاقة الشمسية من السيليكون، تعمل باسلوب يشبه عمل النبات الذي يحول اشعة الشمس الى طاقة حيوية ويخزّنها. وطوّر الفريق مادة تُساعد في احراق الديزل الحيوي بشكل كامل لتنخفض كمية الغازات الناجمة عن احتراقه. ويعقد الفريق آمالاً عراضاً على خلايا الوقود، التي يستند عملها الى عملية التحليل الكهربائي للماء، مع استعمال كميات طفيفة من البترول. واستطاع صنع خلايا يمكن وضعها في المركبات، واستخدامها في البيوت. وتستهلك كميات ضئيلة جداً من البترول، فلا يصدر عنها سوى كميات فائقة الضألة من غازات التلوث. خدمة لندن الصحافية