عاد أصغر أبناء أسرة توفي ثلاثة من أولادها،منهم اثنان بانفلونزا الطيور، الاثنين إلى عائلته في دوغوبيازيد (شرق تركيا) حيث كان اقرباؤه والسلطات المحلية في استقباله وسط أجواء من الفرح. وقد دخل حسن علي كوجيجيت (ستة أعوام) وسط أجواء من الفرح إلى المنزل العائلي المتواضع بعد أن حيا حشداً من الصحافيين ورئيس البلدية ونائب قائد الشرطة تجمعوا لحضور عودته بعد صراع مع الموت استمر ثمانية أيام في مستشفى فان (شرق). وكادت والدته التي بدت حزينة وضعيفة، تُصاب بإغماء عند وصوله قبل أن تحتضنه. وأكدت الأسرة للصحافيين انها تعتزم أن تخفي على الطفل اطول مدة ممكنة، نبأ وفاة أخيه محمد علي (14 عاماً) واختيه فاطمة (15 عاماً) وحلوة (11 عاماً) الأسبوع الماضي. ويبدو أن الطفل نجا بأعجوبة من الموت بالمرض الذي توفي فيه بالتأكيد اثنان من إخوته. وكان محمد علي وفاطمة شوهدا يلهوان برأس دجاجة كانت الأسرة قد ذبحتها وأكلتها. ولم يحدد سبب وفاة الطفلة الثالثة. وقالت الوكالة إن المستشفى سمح أيضاً بخروج أربعة أطفال آخرين هم إخوة وأخوات صبي وفتاة كشفت تحليلات إصابتهما بالفيروس ونقلا إلى غرفة العناية المكثفة. ويرى خبراء من منظمة الصحة العالمية والمنظمة العالمية للصحة الحيوانية أن شروط تربية الدواجن في المزارع التركية وكذلك التأخر في الكشف عن فيروس أنفلونزا الطيور «اتش 15 ن1» سببت الظهور المفاجئ للإصابات البشرية في تركيا. وتؤكد التحاليل التي أجريت على الفيروسات التي عثر عليها لدى طيور في تركيا الفرضية التي تقول إن طيوراً مهاجرة نقلت الفيروس من شرق آسيا. وبعد توطنه، انتقل المرض عبر المتاجرة بالدواجن. ولتفسير الظهور المفاجئ للإصابات في تركيا، يطرح كلاوس ستوير منسق برنامج مكافحة أنفلونزا الطيور لدى منظمة الصحة العالمية فرضيتين: إما أن الفيروس الموجود في تركيا أكثر قوة وأسرع انتشاراً بين البشر من نظيره الآسيوي، أو أنه النسخة الآسيوية نفسها لكنه كان قادراً على الانتقال بين الناس لبعض الوقت قبل الكشف عنه. ويميل الطبيب للتفسير الثاني. إلى ذلك، أعلنت المفوضية الأوروبية أن أطباء من 25 دولة في الاتحاد الأوروبي، اختصاصيين في الأوبئة البشرية، سيجتمعون غداً الخميس في لوكمسبورغ لتحليل تطور انتشار أنفلونزا الطيور. وقال مصدر في الاتحاد لوكالة فرانس برس «إنه اجتماع عادي ينظم كل مرة يوجد فيها شيء ما للمناقشة في مجال انتشار وباء». وأضاف أن هؤلاء الأطباء «سيناقشون التدابير التي يجب اتخاذها من أجل التنسيق بين الدول الأعضاء، ويريدون درس الخطط الوطنية والخطة الأوروبية وسيثيرون مسألة أقنية التواصل» حول هذه المسألة. من جهثة ثانية، أصدر اختصاصيون في الطب البيطري رأياً بالإجماع تم تبنيه رسمياً يوم الثلاثاء في المفوضية يمنع استيراد طيور لم تخضع للفحص من أذربيجان وأرمينيا وجورجيا وسوريا وإيران والعراق، بسبب وجود حدود مشتركة لهذه الدول مع تركيا حيث كشف فيروس «ايتش - 15 ن 1» في طيور وحيث افيد عن عدد من الإصابات البشرية بفيروس أنفلونزا الطيور. وقالت محطة سي. ان. ان التلفزيونية التركية إن تركيا أكدت ظهور حالة إصابة جديدة بمرض أنفلونزا الطيور في إقليم سيواس بوسط البلاد. وذكرت وكالة كيودو للأنباء نقلاً عن مسؤولين بوزارة الصحة اليابانية أن 77 شخصاً على الأقل قد يكونون أصيبوا بسلالة ضعيفة من فيروس أنفلونزا الطيور ولكن لم تظهر عليهم أي آثار للمرض نفسه ولا توجد أي مخاوف من انتقاله إلى آخرين. وقالت الوكالة إن معظم المصابين بسلالة (اتش 5 ان 20) من الفيروس كانوا يعملون في مزارع دواجن في مناطق ايباراكي وسايتاما قرب طوكيو. وهذا الفيروس ليس هو نفس سلالة (اتش 5 ان 10) المميتة التي قتلت 84 شخصاً على الأقل اغلبهم في الصين وجنوب شرق آسيا منذ عام 2003 واصابت أكثر من 150 شخصاً. وما زال فيروس (اتش 5 ان 10) يصيب الطيور بصورة أساسية ولكن خبراء يتخوفون من أنه قد يتحور إلى هيئة تمكنه من الانتقال بسهولة من شخص إلى آخر ليجتاح العالم ويقتل الملايين. وفي بكين أفادت وسائل الإعلام الصينية الرسمية أنه تم اكتشاف إصابة بشرية بأنفلونزا الطيور في ولاية هونان في وسط الصين لدى طفل في السادسة يخضع حالياً للعلاج في المستشفى. ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة عن وزارة الصحة أن الطفل واسمه اويانغ يقطن في منطقة غيانغ. وقد بدت عليه عوارض أنفلونزا الطيور البشرية في 24 كانون الأول/ديسمبر قبل أن يتم إدخاله المستشفى. وأشارت الوزارة إلى أن حالته الصحية مستقرة.