بدأت الحماوة تدب في المعركة الانتخابية في دائرة عاليه ? بعبدا لملء المقعد النيابي الماروني الذي شغر بوفاة النائب ادمون نعيم وحصل تطور بارز امس بإعلان الزميلة مي شدياق التي كانت تعرضت لمحاولة اغتيال في 25 أيلول سبتمبر الماضي أدت الى بتر ساقها ويدها اليمنيين، عن ترشحها لهذا المقعد من باريس حيث تواصل علاجها. وتفرض قنبلة ترشح شدياق، التي أعلنت انها في حال انتخابها ترى نفسها"في عداد تكتل قوى 14 آذار"، حسابات جديدة في المعركة الانتخابية نظراً الى التعاطف الذي يمكن ان تلقاه كإحدى ضحايا الاغتيالات والتفجيرات التي تعصف بلبنان منذ اكثر من سنة وبصفتها إعلامية عرفها اللبنانيون من على شاشة"ال بي سي"في شكل شبه يومي، وصاحبة موقف ينسجم مع توجه"القوات اللبنانية"التي تشكل إحدى قوى 14 آذار الرئيسة، وكان اسم شدياق ظهر في بورصة التوقعات قبل ايام. وسبق اعلان شدياق خوض المعركة دعم"حزب الوطنيين الأحرار"ترشيح رئيسه دوري شمعون. ووجهت شدياق كلمة الى"اللبنانيين ولبنان"، خلال مؤتمر صحافي عقدته في باريس وحرصت على التأكيد انها تخوض الانتخابات كمرشحة مستقلة، لكنها أشارت الى انها في حال انتخابها ترى نفسها في تكتل 14 آذار. وأبدت ترحيبها بأي دعم يأتيها من أي طرف بما في ذلك من تيار العماد ميشال عون، باعتبار انها مرشحة الشعب اللبناني ككل وپ"لا أمثل أي فريق ضد الآخر". وقالت انها تأمل بالحصول على"دعم كل لبنان"وتتمنى"حصول توافق"في ما يتعلق بترشيحها، معربة عن اعتقادها بأنها اول امرأة تترشح بصورة مستقلة. وقالت شدياق ان"القدر شاء تغييب النائب ادمون نعيم وهذا ما دفعني لاتخاذ قرار الترشح لأكمل بلحمي ودمي النضال السياسي والوطني الذي بدأته عبر حبر الكلمة الحرة والموقف الصريح الواضح". وحددت ثلاثة اهداف ستسعى الى تحقيقها عبر الندوة النيابية"حتى لا يصيب احداً ما أصابني وحتى لا يتكرر كل فترة مسلسل الإجرام الذي يضرب لبنان". وذكرت ان الهدف الأول هو"استكمال ثورة الأرز للوصول الى الاستقلال الناجز والسيادة الكاملة غير المنقوصة بتحرير المؤسسات الشرعية من النفوذ السوري وإعادة بناء المؤسسات الأمنية على اسس صحيحة، أما الهدف الثاني فهو"بناء وطن قوي ومستقر"بإعادة"التوازن الى مؤسسات الدولة اللبنانية بعدما امعن السوريون وأعوانهم في لبنان بالإخلال به، والهدف الثالث"السعي للتخفيف من حدة الأزمة الاقتصادية الاجتماعية"، والتي"لا يمكن فصلها عن الأزمة السياسية"إذ ان"سلطة الوصاية السورية - اللبنانية امعنت في نهب المال العام"مما ادى الى تعميم الفساد وغرق البلاد في الدين العام. وعما اذا كانت ترغب بالعودة الى لبنان لخوض الحملة الانتخابية، اجابت انها لا تزال قيد العلاج وأمامها جراحات يتوجب ان تخضع لها، ولكن اذا استدعى الأمر فإنها قد تقوم برحلة صغيرة. وكان رئيس تكتل"الإصلاح والتغيير"النيابي ميشال عون أكد في مقابلة مع"رويترز"مساء أول من أمس، انه سيختار مرشحاً لانتخابات بعبدا- عاليه. وقرر"حزب الوطنيين الأحرار"بعد اجتماعه أمس، ترشيح رئيسه دوري شمعون للمقعد،"تجاوباً مع المحازبين والأصدقاء من أبناء المنطقة، على أن نكمل المشاورات في شأنه مع حلفائنا في 14 آذار". وأشار الحزب إلى"أننا نفضل التوصل إلى توافق حيال ترشيحه في شكل يوفر التوتر والتشنج ويكون خطوة في اتجاه إعادة اللحمة وإطلاق الحوار على قاعدة المسلمات اللبنانية. ونعتبر أن ذلك ممكن إذا صفت النيات". وأشار رئيس الهيئة التنفيذية لپ"القوات اللبنانية"سمير جعجع قبل ترشح شدياق إلى انه"لن نتمكن من أخذ موقف فوري اليوم أو غداً أو بعد غد من إعلان ترشيح شمعون أو شدياق، على رغم تقديري الواضح لمواقفهما، نظراً إلى دقة المعركة وحساسيتها"، لافتاً إلى أن"المعركة الانتخابية ستكون معركة خيارات سياسية كبيرة على المستوى الاستراتيجي". من جهة ثانية، لفت عضو تكتل"الإصلاح والتغيير"النيابي إبراهيم كنعان إلى أن"قضية الثأر غير موجودة في حسابات"التيار الوطني الحر"لانتخابات بعيدا- عاليه"، موضحاً"ان من حقنا الطبيعي أن نسعى إلى أن يكون نهجنا السياسي موجوداً في المؤسسات الدستورية من خلال الفرص التي تتاح لنا، وذلك بالتحالف مع القوى المقتنعة بأن هذا النهج يحفظ لبنان". وأعلن عضو"اللقاء النيابي الديموقراطي"وائل أبو فاعور بعد زيارته البطريرك الماروني نصر الله صفير في بكركي أمس، عن"توافق في الرأي بين وجهتي نظر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط والبطريرك حول ضرورة تغليب اعتبارات الشراكة مع الشركاء في الوطن على أي اعتبار خارجي". وأشار إلى أن اللقاء تطرق إلى موضوع الانتخابات الفرعية في دائرة بعبدا - عاليه، وقال:"نتمنى ألا تكون هناك معركة بل توافق على شخصية من التيار الاستقلالي الذي مثله النائب نعيم"".