بلغت الاستعدادات اللبنانية لخوض الانتخابات النيابية المقررة في 7 حزيران (يونيو) المقبل مرحلة متقدمة مع اقتراب الأكثرية والمعارضة من تظهير لوائحهما بأسماء المرشحين لملء 128 مقعداً نيابياً موزعين مناصفة بين المسيحيين والمسلمين، وإن كانت المعارضة ستسبق الأكثرية في تسمية مرشحيها بعدما قطعت قياداتها الرئيسة شوطاً على طريق حسم الاختلافات في شأن المرشحين في المناطق المختلطة ذات النفوذ المشترك ل «حزب الله» و «التيار الوطني الحر» وحركة «أمل». (راجع ص 8) وعلمت «الحياة» ان قيادات المعارضة نجحت في المشاورات التي أجرتها اخيراً في التغلب على عدد من نقاط الاختلاف، وأن المشكلة ما زالت عالقة في دائرة جزين، وهي قابلة للحل بعد توافق رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس تكتل «التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون على تحكيم قيادة «حزب الله» لإيجاد مخرج يتعلق بالمقعد الكاثوليكي فيها في ضوء الاتفاق بينهما على اقتسام المقعدين المارونيين بين كتلة «التنمية والتحرير» و «التيار الوطني الحر». في موازاة ذلك، قالت مصادر قيادية في المعارضة ل «الحياة» ان قواها الرئيسة لن تنتظر إقفال باب الترشح للانتخابات ليل السابع من نيسان (ابريل) المقبل لتتفرغ لتركيب اللوائح الانتخابية، وقالت ان إعلانها سيتم تدريجاً وهذا ما تبين من خلال توجه «حزب الله» لتبني ترشيح العميد المتقاعد في الجيش اللبناني وليد سكرية عن المقعد السني في بعلبك – الهرمل بدلاً من شقيقه النائب الحالي الدكتور اسماعيل سكرية، إضافة الى ترشيح اميل رحمة عن المقعد الماروني في الدائرة نفسها خلفاً للنائب الحالي نادر سكر. وأكدت المصادر نفسها ان سكرية ورحمة تبلغا في اليومين الأخيرين من مسؤول ملف الانتخابات في «حزب الله»، نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم تبني الحزب لترشحهما. ولفتت الى ان «حزب الله» أوشك على الانتهاء من وضع اللمسات الأخيرة على لائحة مرشحيه وسيعلنها في نهاية هذا الأسبوع، وقالت ان بري بصدد تسمية مرشحي كتلة «التحرير والتنمية» بعدما طلب من النواب الأعضاء فيها التقدم بطلبات الترشح من وزارة الداخلية. وأوضحت المصادر ان إعلان اللوائح لا ينتظر اللقاء المرتقب بين بري ونصر الله وعون، وقالت انه يمكن ان يأتي في إطار تأكيد الدعم المعنوي للوائح المعارضة باعتبار ان اعداد اللوائح انيط اخيراً بلجنة مشتركة وهي تواصل اجتماعاتها المفتوحة لبلورتها في صيغتها النهائية، رغم ان عون سيعطي لنفسه فرصة قبل إعلان لوائح تكتل «التغيير والإصلاح» في المتن الشمالي وكسروان وجبيل وربما في بعبدا – المتن الجنوبي التي استبعد منها أي مرشح شيعي ينتمي الى «التيار الوطني الحر». وبالنسبة الى قوى 14 آذار، فإنها تتريث لبعض الوقت قبل ان تعلن لوائحها، ولا يعود السبب الى رغبتها في عدم الكشف عن أوراقها الانتخابية قبل أوانها وإنما لأمرين اساسيين، الأول ينطلق من قرارها إعطاء فرصة اخيرة لمفاوضات الحريري - مخيتاريان – المر، لمعرفة ما اذا كانوا سيتوصلون الى اتفاق يترجم بتحالف انتخابي، وإلا ستدرس ترشيح مرشحين أرمن من تحالف الأحزاب المنتمية الى قوى 14 آذار. ويُفترض ان تتوضح الصورة في هذا الشأن في القريب العاجل الذي سيشهد لقاء الحريري العائد من المملكة العربية السعودية والمر ومخيتاريان. اما الأمر الثاني فهو اضطرار قيادات «14 آذار» للدخول في مفاوضات ماراثونية لتذليل العقبات التي ما زالت قائمة في عدد من الدوائر وتحديداً بين حزبي «الكتائب» و «القوات اللبنانية»، مع ان مصادر قيادية في الأكثرية تبدي تفاؤلها بالتغلب عليها لتطل على محازبيها والرأي العام اللبناني بلوائح موحدة لا تشوبها شائبة.